خسائر حوثية في مأرب... و14 غارة تستهدف الميليشيات في حجة

TT

خسائر حوثية في مأرب... و14 غارة تستهدف الميليشيات في حجة

بالتزامن مع استمرار الميليشيات الحوثية في الاستنفار لحشد المزيد من المجندين الجدد والدفع بهم إلى جبهات القتال لا سيما إلى جبهات حجة ومأرب، واصل تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس (الاثنين) استهداف الآليات العسكرية للميليشيات على وقع خسائر تعرضت لها في جنوب مأرب، وفق ما ذكره الإعلام العسكري للجيش اليمني.
في هذا السياق، أفاد التحالف بأنه نفذ 14 عملية استهداف ضد الميليشيا الحوثية في محافظة حجة خلال 24 ساعة، موضحاً في تغريد بثته «واس» أن الاستهدافات دمرت تسع آليات عسكرية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية.
في السياق الميداني نفسه، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) بأن القوات كبدت (الاثنين) الميليشيات الحوثية خسائر بشرية ومادية كبيرة، في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب.
ونقل الموقع عن أركان حرب المنطقة العسكرية الثالثة العميد الركن عبد الرقيب دبوان تأكيده «أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية خاضت معارك عسكرية ضارية، بعد محاولة هجوم للميليشيا في جبهة الفليحة». وأن «عشرات القتلى والأسرى والجرحى سقطوا بنيران الجيش والمقاومة، ومقاتلات تحالف دعم الشرعية».
وبحسب الموقع العسكري تزامن ذلك، مع «استهداف طيران تحالف دعم الشرعية بعدة غارات جوية تجمعات وتعزيزات وآليات الميليشيا الإيرانية على امتداد خط المواجهات في جبهات مأرب الجنوبية، حيث أسفرت الغارات عن تدمير آليات ومعدات عسكرية مع مصرع جميع من كانوا على متنها».
في غضون ذلك تواصل الميليشيات الدفع بالمزيد من عناصرها إلى جبهات محافظة حجة الحدودية رغم الخسائر البشرية التي تتلقاها شمال عبس وشرق حرض، وفق ما يقوله الإعلام العسكري اليمني.
ويؤكد الباحث والإعلامي اليمني محمود الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات «وضعت قانون طوارئ غير معلن» ويقول: «إن الهدف من ذلك هو التحشيد الإجباري لكل من بلغت سنه 14 عاماً مع مصادرة نصف ممتلكات المواطنين في مناطق سيطرتهم، حيث بدأت الميليشيات تطبيق ذلك على أرض الواقع، وهذا ناتج عن رفض شعبي كبير للالتحاق بصفوفها، فضلاً عن خسائرها الضخمة في المعارك».
ويتوقع الطاهر، أن تحاول الميليشيا الحوثية بالتزامن مع إجبار الشعب للقتال معها، أن تتفاوض على الأسرى الكثر لدى الشرعية اليمنية، لاحتياجها لهم، وهذا - برأيه - «يؤكد أن الحوثيين ليس في أجندتهم السلام، وأن مسألة قبولهم الدخول في مشاورات سياسية، الهدف منها كان تخفيف الضغط عليهم في الجبهات وخصوصاً الضغط الدولي الذي يستجدي منهم السلام».
ويضيف بالقول: «الأفعال الحوثية التي تسببت في إطالة أمد الحرب، وفاقمت معاناة أبناء الشعب اليمني، ولدت ضغطاً كبيراً في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهناك حراك شعبي غاضب من هذه الجماعة، وهناك تحركات، قد تنفجر في أي وقت، ولهذا يسعى الحوثي للتجنيد الإجباري، في محاولة منه لكي يترك قتيلاً في كل بيت يمني».
وعن تصعيد الميليشيات في محافظة حجة، يعتقد الطاهر أن قادة الميليشيات «يحاولون تحقيق مكاسب كبيرة لهم، لرفع معنويات مقاتليهم وقياداتهم المنهارة بسبب تصنيفهم جماعة إرهابية، وقبلها الهزائم الساحقة الذين تعرضوا لها في محافظتي مأرب وشبوة».
ويجزم الطاهر أنه «لو تحرك القتال في حجة وفي البيضاء وفي مأرب، وتعز، سينادي الحوثي للسلام، وسيتوقف عن التصعيد العسكري». كما يعتقد أن الظروف الحالية ملائمة لشن عملية عسكرية واسعة بهدف إنهاء الحرب في اليمن، بعيداً عن المشاورات الأممية التي من شأنها أن تساعد الميليشيات كل مرة على لملمة صفوفها.
يشار إلى أن طيران تحالف الشرعية كان قد كبد الميليشيات الحوثية (الأحد) خسائر بشرية ومادية كبيرة غرب محافظة حجة، حيث استهدف تجمعات وآليات الميليشيا في مديريتي حرض وعبس، وأسفر ذلك عن سقوط العشرات من عناصر الميليشيا بين قتيل وجريح بينهم قادة ميدانيون. بحسب الإعلام العسكري.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.