«يعمل رواد الأعمال على تعزيز ذكاء المدن واستدامتها، ولا يزال لدينا متسع من الوقت لدخول المزيد منها في هذا المجال الشديد الأهمية». وردت هذه الرسالة في حلقة نقاشية بداية العام الحالي لخبراء حول المدن الذكية ودور التقنيات العصرية في الاستدامة والسلامة... وأشكال تموضع هذه المدن للحصول على مستقبل أكثر خضرةً وأماناً.
طاقة المدن الذكية
ومن أهم الملامح التي يسلط الخبراء الضوء عليها:
> التخزين السكني للطاقة. هناك فرص عديدة للشركات العاملة في مجال تطوير وتحديث المنازل لتخزين الطاقة في السنوات المقبلة في ظل تنامي الحاجة لتنوع أشكال التقنيات الخضراء في المباني السكنية وأبرزها تلك العاملة في مجال تركيب الطاقة الشمسية، وصناعة البطاريات، وتطوير منصات الذكاء الصناعي التي تزيد فعالية استخدام الطاقة، حسب ما أشار أليكس بازينوف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «لومين» المتخصصة في مجال الطاقة المنزلية. يرى بازينوف الفرصة الأكبر في المنصات التي تؤسس لتعاون هذه التقنيات المتنوعة مع بعضها وتسخيرها مجتمعة لتمكين المنازل من جمع الطاقة وحصادها واستخدامها بفعالية أكبر.
> شبكات طاقة مصغرة. تواجه معامل إنتاج الطاقة ومصادر الطاقة المركزية – وحتى المستدامة منها – احتمالات كبيرة ومستمرة بعدم الاستقرار. من هنا، يعتبر بازينوف أن الشبكات الكهربائية الذكية والمحلية ستتيح للمنازل تحقيق المزيد من الاستدامة والقدرة على الصمود في المستقبل. وفي حالات توقف الإمدادات الكهربائية عن المنازل، يمكن للبعض منها النجاح في استعادة الكهرباء واستخدامها لتشغيل كل شيء بفضل الطاقة المخزنة بواسطة الوحدات الشمسية والبطاريات المنزلية. وفي المستقبل، سنرى المزيد من التجمعات السكنية التي تعتمد على مصادر الطاقة المحلية كالمزارع الشمسية التي تشغل تجمعات سكنية صغيرة بدل مناطق جغرافية واسعة.
تدوير المياه
> فعالية المياه. حولت ظروف الجفاف التي اجتاحت الساحل الغربي في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة المياه النظيفة إلى سلعة ضرورية جداً. واعتبر فرناندو راميريز، المدير الإداري لشركة «هايدرا لوب سيستمز» العاملة في مجال إعادة تدوير المياه في هولندا، أن هذه الظروف كشفت الحاجة لشركات تستطيع التوصل لوسائل مبتكرة لإعادة استخدام المياه. وأشار إلى أنه وبحلول عام 2030، سيعيش 60 في المائة من السكان حول العالم في مناطق مدنية ما سيضع «البنية التحتية أمام تحد كبير»، لافتاً إلى أن «البنى التحتية تواجه التحديات اليوم، ولكن ارتفاع الأعداد السكانية سيزيد الحاجة للتركيز على استخدام التقنية».
تصنع شركة «هايدرا لوب» أنظمة مدعومة بالتقنية لجمع المياه المبتذلة (مياه الصرف) - التي تستهلكها المغاسل وآلات غسل الصحون والملابس – وتعقيمها لإعادة استخدامها في الحمامات وأنظمة الري. دخلت هذه الشركة إلى السوق الأميركية عام 2021 مع بداية تسهيل المناطق المعرضة للجفاف لقوانينها التنظيمية المتعلقة بإعادة استخدام المياه.
وكانت مدينة فينيكس قد بدأت أخيراً بالسماح للوحدات السكنية بإعادة استخدام المياه المبتذلة، وكذلك فعلت ولاية فلوريدا التي سمحت باستخدامها للري حصراً. بدورها، تشترط مقاطعة سان فرانسيسكو اليوم على الأبنية الجديدة التي تبدأ مساحتها من 250 ألف قدم مربع تركيب أنظمة لإعادة توليد المياه.
* «مانسويتو فنشرز»
- خدمات «تريبيون ميديا»