بلينكن: بوتين محكوم عليه بالهزيمة

الغرب يتّجه لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة

بلينكن يصافح رئيسة مولدوفا مايا ساندو في كيشيناو أمس (إ.ب.أ)
بلينكن يصافح رئيسة مولدوفا مايا ساندو في كيشيناو أمس (إ.ب.أ)
TT

بلينكن: بوتين محكوم عليه بالهزيمة

بلينكن يصافح رئيسة مولدوفا مايا ساندو في كيشيناو أمس (إ.ب.أ)
بلينكن يصافح رئيسة مولدوفا مايا ساندو في كيشيناو أمس (إ.ب.أ)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الأحد أن بلاده والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أعطوا الضوء الأخضر لإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي.
وقال بلينكن، في مقابلة مع برنامج «واجه الأمة» حول مطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، إن «الولايات المتحدة على تواصل مع الأصدقاء البولنديين حول ما يمكننا القيام به لسد احتياجاتهم إذا اختاروا توفير هذه الطائرات المقاتلة لأوكرانيا وما يمكننا فعله وكيف يمكن المساعدة في تأكيد حصولهم على هذه الطائرات».
وأضاف بلينكن: «سنزودهم بأي شيء يحتاجونه وسنوفر طائرات MiG وطائرات SUs التي يستطيع الأوكرانيون استخدامها».
وصرح بلينكن الذي يقوم بجولة في أوروبا الشرقية ودول «الأطلسي»، رداً على سؤال حول العقوبات الغربية التي لم تثن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التقدم العسكري في أوكرانيا وكيفية منعه، بأن واشنطن تعمل مع الشركاء الأوروبيين لزيادة الضغوط على روسيا بإجراءات وعقوبات غير مسبوقة ولها تأثير على الاقتصاد الروسي، لكن لسوء الحظ يتمتع بوتين بإمكانات وقدرات بشرية تمكنه من الاستمرار في (استهداف) الأوكرانيين ويجب أن نكون مستعدين لهذا الأمر.
وحول فكرة فرض عقوبات على النفط الروسي قال بلينكن: «نناقش هذا الأمر مع شركائنا الأوروبيين وحلفائنا للنظر بطريقة منسقة في هذا الاحتمال وحظر النفط الروسي مع التأكد من استمرار وجود إمدادات مناسبة من النفط في الأسواق العالمية». وأضاف الوزير الأميركي خلال زيارة لمولدوفا أمس: «نحن ننظر بجدية الآن في مسألة الطائرات التي قد تزودها بولندا بأوكرانيا، لا يمكنني التحدث عن جدول زمني، ولكن يمكنني القول إننا ننظر إليه بنشاط كبير جداً». وأكد أن دول الناتو وأعضاء مجموعة السبع «يعملون معاً» لزيادة الضغط على روسيا، بما في ذلك من خلال عقوبات إضافية، والتي سيتم تنفيذها في الأيام المقبلة. وأكد وزير الخارجية الأميركي متحدثاً من مولدوفيا بعدما زار بولندا على الحدود الأوكرانية، أن الحرب قد «تستمر لبعض الوقت»، لكنه رأى أن الرئيس بوتين «محكوم عليه بالهزيمة» في أوكرانيا.
وتابع بلينكن أن «تأثير العقوبات مدمر بالفعل (…) الروبل في حالة من السقوط الحر، وتم إغلاق سوق الأسهم لديهم لمدة أسبوع تقريباً. نشهد ركوداً في روسيا حيث المستهلكون غير قادرين على شراء المنتجات الأساسية لأن الشركات تفر من روسيا، ولذلك سيكون لذلك تأثير كبير».
لكن رغم ذلك أشار بلينكن إلى أن بوتين «يضاعف جهوده ويعمق العدوان ضد أوكرانيا». وقال: «أعتقد أننا يجب أن نكون مستعدين بشكل مأساوي، لاستمرار هذا لبعض الوقت». وشدد على أنه حتى لو استمرت الحرب الروسية في أوكرانيا لأشهر، فإن الأوكرانيين سينتصرون.
واتهم بلينكن روسيا بتعمد استهداف المدنيين، وقال إن الولايات المتحدة اطلعت على «تقارير موثوق بها للغاية» عن هجمات متعمدة على المدنيين من قبل القوات الروسية في أوكرانيا، وإن واشنطن توثق هذه التقارير للتأكد من أن المنظمات المعنية يمكنها التحقيق فيما إذا كانت جرائم الحرب قد ارتُكبت.
بدوره، قال متحدث باسم البيت الأبيض لشبكة «سي بي إس» إن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل على القدرات التي يمكن أن توفرها لبولندا إذا قررت نقل الطائرات إلى أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن هناك العديد من الأسئلة التي تنشأ عن قرار مثل هذا بما في ذلك إمكانية نقل الطائرات من بولندا إلى أوكرانيا.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى اتفاق محتمل ترسل بولندا بموجبه طائرات تعود إلى الحقبة السوفياتية إلى أوكرانيا مقابل حصول وارسو على مقاتلات أميركية من طراز «إف - 16». وتفكر الولايات المتحدة في إرسال طائرات «إف - ١٦» أميركية الصنع إلى دول الكتلة السوفياتية السابقة في أوروبا الشرقية التي هي الآن أعضاء في حلف شمال الأطلسي، وبعد ذلك سترسل تلك الدول إلى أوكرانيا طائرات MiG الخاصة بها من الحقبة السوفياتية، والتي تم تدريب الطيارين الأوكرانيين على الطيران بها.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد وجه نداءً عاجلاً للحصول على طائرات مقاتلة وغيرها من المساعدات العسكرية في مكالمة فيديو، مع أكثر من 300 عضو في الكونغرس الأميركي. وأخبر زيلينسكي المشرعين بأن أوكرانيا بحاجة لتأمين أجوائها، إما من خلال منطقة حظر طيران يفرضها حلف شمال الأطلسي، أو من خلال توفير مزيد من الطائرات الحربية، مع استمرارها في القتال ضد القوات الروسية.
وقال السيناتور الجمهوري بن ساسي للصحافيين «رسالة زيلينسكي بسيطة: أغلقوا السماء أو أعطونا طائرات». ومن جانبه، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك) إن زيلينسكي «قدم نداءً يائساً» يطلب من الولايات المتحدة تسهيل نقل الطائرات من حلفاء أوروبا الشرقية. وأضاف شومر: «هناك حاجة ماسة لهذه الطائرات. وسأبذل قصارى جهدي لمساعدة الإدارة في تسهيل نقلها». وتعهد أعضاء في الكونغرس بإرسال عشرة مليارات دولار من المساعدات لأوكرانيا، غير أن البيت الأبيض استبعد، في هذه المرحلة، فرضية منع واردات النفط الروسية، خوفاً من ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأميركيين المتأثرين بالأساس من تضخم قياسي.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.