الإعدام شنقاً والمؤبد لـ31 «إرهابياً» شاركوا في الهجوم على بن قردان التونسية

TT

الإعدام شنقاً والمؤبد لـ31 «إرهابياً» شاركوا في الهجوم على بن قردان التونسية

أصدرت الدائرة الجنائية المختصة بقضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية أحكاماً ضد 96 تونسياً متهماً فيما عرف في تونس بـ«ملحمة بن قردان». وتراوحت الأحكام بين الإعدام شنقاً حتى الموت ضد 16 متهماً، والسجن المؤبد لـ15 متهماً آخر، فيما تراوحت بقية الأحكام بين السجن لمدة 4 سنوات و30 سنة في حق بقية المتهمين. وحكمت المحكمة نفسها بالبراءة لثلاثة متهمين. وأشارت مصادر قضائية تونسية إلى أن النيابة العامة قد تولت الطعن في جميع الأحكام الصادرة ضد جميع المتهمين، وهو ما يعني أن فصول المحاكمة ستتواصل خلال الفترة المقبلة، وذلك نتيجة الخسائر البشرية الكبيرة التي رافقت الهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان الذي يعود إلى السابع من مارس (آذار) 2016.
كان مسلحون موالون لتنظيم «داعش» الإرهابي، قد نفذوا هجوماً مسلحاً ضد مؤسسات عسكرية وأمنية في المدينة في محاولة للسيطرة عليها. وشهدت المدينة معارك شوارع تواصلت إلى غاية العاشر من الشهر ذاته قبل أن يستعيد الجيش والأمن التونسي السيطرة الكاملة عليها، ويفشل المخطط الإرهابي. وكانت المواجهات المسلحة قد خلفت، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية التونسية، في حينه، سقوط 55 قتيلاً في صفوف الإرهابيين الذين كان هدفهم إقامة «إمارة داعشية» بمدينة بن قردان التي لا تبعد كثيراً على الحدود التونسية الليبية، كما قتل 12 عنصراً من قوات الأمن والجيش، ولقي سبعة مدنيين حتفهم، كما تم تسجيل إصابة 27 آخرين.
على صعيد متصل، كشفت وزارة الداخلية التونسية عن إيقاف تونسية ذات سجل إرهابي، مؤكدة أنها خططت لاختطاف أبناء بعض منتسبي المؤسسة الأمنية والعسكرية للمقايضة بهم لإطلاق سراح مساجين متورطين في قضايا إرهابية في السجون التونسية. وأضافت أنها كانت كذلك تخطط لتنفيذ عملية تفجير إحدى المنشآت الأمنية باستعمال حزام ناسف، كانت تسعى إلى صناعته، على حد قولها. وأكدت التحريات التي أجرتها وحدات مكافحة الإرهاب أن المتهمة قد قضت في السابق عقوبة بالسجن من أجل تورطها في قضية ذات صبغة إرهابية، وهي بذلك مسجلة لدى الدوائر الأمنية المختصة لدى الداخلية التونسية. وأشارت الداخلية التونسية إلى إحالة المتهمة للنيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، وتم فتح تحقيق في الغرض وإصدار بطاقة إيداع بالسجن في شأنها. يذكر أن المصادر ذاتها قد أعلنت خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي عن إيقاف امرأة تونسية، مؤكدة أنها تلقت تدريباً في سوريا، وكانت تخطط للقيام بتفجير إرهابي بإحدى المنشآت السياحية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.