الأطباء يقنعون أطفال أوكرانيا المصابين بالسرطان بأن القنابل «ألعاب نارية»

أطفال مصابون بالسرطان في أوكرانيا (رويترز)
أطفال مصابون بالسرطان في أوكرانيا (رويترز)
TT

الأطباء يقنعون أطفال أوكرانيا المصابين بالسرطان بأن القنابل «ألعاب نارية»

أطفال مصابون بالسرطان في أوكرانيا (رويترز)
أطفال مصابون بالسرطان في أوكرانيا (رويترز)

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تحولت أقبية المستشفيات في عدد من المدن الأوكرانية إلى ملاجئ للمرضى من الأطفال، خصوصاً مرضى السرطان، الذين يواجهون أزمة كبيرة في الوقت الحالي، نظراً لنقص الأدوية والمواد الغذائية، وفشل محاولات إجلائهم من البلاد خوفاً من القصف والغارات الجوية الروسية.
وحفاظاً على حالتهم النفسية، اضطر الأطباء إلى إقناع الأطفال المصابين بالسرطان بأن أصوات القنابل هي في الواقع أصوات «ألعاب نارية»، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «ذا صن» البريطانية.
وقال سيرغي زوسيمنكو، رئيس إحدى الجمعيات الخيرية التي تدعم المستشفى الإقليمي للأطفال بمدينة تشيرنيهيف، والتي تحاصرها القوات الروسية: «عندما تنطلق صفارات الإنذار، نسارع بنقل الأطفال إلى قبو المستشفى. نتظاهر بأنها لعبة. ونحاول الحفاظ على معنوياتهم عالية قدر الإمكان. وعندما تعلو أصوات القنابل في الخارج، نقول إن هناك احتفالات بالألعاب النارية.

وأشار زوسيمنكو إلى أنه، يوم الجمعة الماضي، دمرت غارة جوية مبنى سكنياً على بعد 500 ياردة (400 متر) من المستشفى.
وقالت يانا فوروبيوفا، وهي والدة طفل يدعى نيكيتا مصاب بالسرطان، ويبلغ من العمر عامين، يعالج بمستشفى تشيرنيهيف، «الأدوية والمواد الغذائية في جناح الأورام الخاص بطفلي و10 أطفال آخرين بالمستشفى أوشكت على النفاد، وتم إحباط محاولات إجلائهم بسبب القصف الروسي. نريد أن ننتقل إلى مكان آمن حتى نتمكن من مواصلة العلاج. نحن بحاجة إلى مغادرة هذه المدينة التي يتم احتلالها أكثر كل يوم».
وأضافت: «لا أعرف كيف يتحمل نيكيتا كل هذا. لحسن الحظ، إنه صغير ولا يفهم تماماً ما يحدث له. يتم جره وسحبه إلى القبو ثم إلى غرفته ذهاباً وإياباً بشكل مستمر، وقد تلقى وعوداً بالعلاج في بولندا وإيطاليا إذا تمكننا من الفرار ولكننا لم نتمكن بعد».

وأشارت يانا إلى أن هناك أطفالاً حالتهم الصحية سيئة جداً، حيث خضعوا مؤخراً للعلاج الكيميائي ولديهم مناعة منخفضة، مضيفة: «من المستحيل مواصلة العلاج في هذه الظروف - في قبو».
وقال سيرهي، وهو شريك مؤسس لجمعية خيرية للأطفال بأوكرانيا، أمس (السبت)، «في انتظار إجلاء الأطفال من هذا المستشفى، لا يمكننا الانتظار بعد الآن، صحة الأطفال تتدهور رغم أن موظفي المستشفى فعلوا المستحيل من أجلهم».
وتوسل سيرهي إلى الغرب للتدخل لإجلاء أولئك الأطفال قبل نفاد الوقت، مضيفاً: «الأطفال الذين يتلقون العلاج الكيميائي في وضع صعب للغاية. الأدوية والغذاء والماء كلها تنفد».
وقالت مواطنة بالمدينة، تدعى سفيتلانا، تقع على بعد 50 ياردة من مستشفى الأطفال، إنها تختبئ تحت مائدة الطعام مع طفليها، اللذين يبلغان من العمر ستة وثلاث سنوات «حين تمطر القنابل المنطقة»، حسب وصفها.
وأضافت: «لا توجد أهداف عسكرية هنا. لا يوجد سوى مقبرة ومبانٍ سكنية وعيادات ومستشفى. لماذا يقصفوننا؟».

وتقع مدينة تشيرنيهيف على بعد 45 ميلاً فقط من الحدود البيلاروسية، وهي محاصرة من جميع الجوانب. ويعتقد عدد من الخبراء أن الأطفال بهذه المدينة، التي قُتل فيها ما لا يقل عن 47 مدنياً يومي الخميس والجمعة الماضيين جراء القصف الروسي، سيظلون معزولين بها، حيث تستهدف القوات الروسية بشكل عشوائي المنازل والمدارس والأسواق، كما أن جميع الطرق داخل وخارج تشيرنيهيف تم تعبئتها بالمتفجرات الروسية.



360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».