فيما حذّرت أنقرة وواشنطن من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا لأن خطرها سيمتد إلى العالم بأسره، كررت تركيا تأكيدها أنها لا يمكن أن تتخلى عن علاقاتها مع روسيا أو أوكرانيا، مجددة الدعوة إلى الوقف الفوري للحرب الدائرة بين البلدين، معلنة مواصلة العمل من أجل استضافة محادثات بين الجانبين في أقرب وقت.
وشدد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، في تصريحات أمس (السبت)، على ضرورة وقف القتال على الفور، موضحاً أن أنقرة لا يمكنها التخلي عن علاقاتها مع موسكو أو كييف. وجدّد عرض بلاده استضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا، قائلاً إن الرئيس رجب طيب إردوغان سيتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين غداً (اليوم الأحد)، لمناقشة موضوع الحرب في أوكرانيا، وسيجدد عرض تركيا استضافة محادثات بين الجانبين.
وكان إردوغان بحث هاتفياً، مساء أول من أمس، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تطورات الهجوم الروسي على أوكرانيا. وذكرت الرئاسة التركية، في بيان، أن إردوغان وزيلينسكي بحثا الهجوم الروسي على أوكرانيا والتطورات الأخيرة. وأكد كالين أن تركيا على اتصال دائم مع الجانبين الروسي والأوكراني، ومستعدة لاستضافة المحادثات بينهما.
في السياق ذاته، أكدت أنقرة وواشنطن أن مسار الحرب في أوكرانيا أدى إلى نشوء أزمات إنسانية جديدة، وأعربتا عن القلق والحزن العميقين حيال ذلك.
وبحث كالين ونائبة وزير الخارجية الأميركية، ويندي شيرمان، خلال لقاء بينهما في إسطنبول ليل أول من أمس، الأوضاع في أوكرانيا. وأفاد بيان صادر عن مكتب المتحدث التركي بأن الجانبين بحثا قضايا إقليمية في مقدمها الحرب في أوكرانيا، وشددا على أن آثار الحرب ستكون مدمرة للمنطقة بأسرها والعالم إذا طال أمدها، وأنه يجب إنهاؤها قبل أن تتسبب بمزيد من الدمار. واتفقا على زيادة الجهود المشتركة من أجل ضمان تحقيق نتائج من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.
وتسعى أنقرة إلى عقد محادثات بين روسيا وأوكرانيا على مستوى وزيري خارجية البلدين خلال المنتدى الدبلوماسي الذي سيعقد في أنطاليا (جنوب تركيا) في الفترة من 11 إلى 13 مارس (آذار) الحالي. وعبّر ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف عن دعمه لعقد لقاء بين الوزيرين سيرغي لافروف ودميترو كوليبا في تركيا.
وقال غاتيلوف، لوكالة «الأناضول» التركية، إن «أي مفاوضات واجتماع أمر جيد». ووصف إبقاء تركيا مجالها الجوي مفتوحاً أمام الطائرات الروسية بأنه «موقف جيد».
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد صرح، الجمعة، بأن بلاده تريد أن تجمع بين الجانبين الأوكراني والروسي على المستوى الوزاري على الأقل، في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، قائلاً إن «إبقاء مجالنا الجوي مفتوحاً مهم للغاية من الناحية الاستراتيجية والإنسانية».
من جانبه، توقّع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، حدوث تطورات إيجابية بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا بعد مفاوضات مع نظيره الروسي سيرغي شويغو. وقال أكار في تصريحات أمس: «لقد أجريت محادثات مع الوزير الروسي سيرغي شويغو، ومع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف... سنواصل مفاوضاتنا، حسب الضرورة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن. ونتطلع إلى مزيد من التطورات، ونحن في انتظار تطورات إيجابية».
وقال الوزير أكار إن طائرتي نقل تركيتين، من طراز «إيه 400 إم»، ما زالتا في مطار «بوريسبول» في أوكرانيا بعد أن توجهتا إلى هناك لأغراض المساعدة الإنسانية وإجلاء مواطنين أتراك في 24 فبراير (شباط) الماضي، وإن تركيا تخطط لإعادة الطائرتين بأمان حال التوصل إلى وقف إطلاق نار محتمل، «ونواصل اتصالاتنا مع الجانبين الروسي والأوكراني بهذا الصدد».
في سياق متصل، رأى رئيس مجلس المصدرين الأتراك، إسماعيل غولا، أن التجارة باستخدام العملات المحلية سيكون الحل الأفضل في مواجهة قرار استبعاد روسيا من نظام تحويل الأموال العالمي (سويفت)، مشيراً إلى أنه لن تحدث مشاكل خاصة بالتسليم في الصادرات إلى روسيا، إلا أن استبعادها من نظام «سويفت» يمكن أن يسبب لها مشاكل كثيرة فيما يخص الدفع وتحويل الأموال. وقال غولا: «ستتأثر روسيا من الناحية اللوجستية، إلا أن المشكلة لدى أوكرانيا أكبر من ذلك بكثير، ولذلك نبذل جهوداً كي لا تتأثر السياحة والصادرات التركية من هذا الوضع، ونأمل أن نحافظ على مستوى علاقاتنا معها وعلى حجم التبادل التجاري بيننا». وأكد أن التجارة بالعملات المحلية ستكون الحل الأفضل في مواجهة نظام «سويفت».
تحذير تركي ـ أميركي من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا
إردوغان يتصل ببوتين اليوم... وأنقرة تواصل مساعيها لاستضافة محادثات بين موسكو وكييف
تحذير تركي ـ أميركي من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة