«إخوان الخارج» يحشدون إعلامياً لحسم الصراع على قيادة التنظيم

جبهتا «لندن وإسطنبول» تُكثفان الظهور لكسب «التأييد»

TT

«إخوان الخارج» يحشدون إعلامياً لحسم الصراع على قيادة التنظيم

بنحو 22 لقاءً إعلامياً، حشد «إخوان الخارج» قواهم لحسم الصراع على قيادة التنظيم. وكثّفت قيادات جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد التنظيم، وجبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للتنظيم، الظهور عبر قنوات فضائية ومنصات إلكترونية لكسب «مزيد من التأييد» لموقفها في الصراع.
وأكد متخصصون في الشأن الأصولي أن «لجوء قيادات الخارج إلى (التحشيد الإعلامي) والمنصات البديلة هدفه معالجة الآثار السلبية الناجمة عن الانقسام الشديد من ناحية، والدفاع عن وجهة نظر كل جبهة من ناحية أخرى». وتعود الخلافات بين جبهتي «لندن وإسطنبول» إلى أشهر سابقة، عقب إعلان إبراهيم منير حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وعزل محمود حسين وآخرين، لتتصاعد الأزمة بإعلان «مجموعة حسين» أكثر من مرة عزل منير من منصبه.
ووفق معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن «الظهور الإعلامي لقيادات (الإخوان) في الخارج خلال الفترة الماضية، اشتمل على 3 مرات لإبراهيم منير، وظهور واحد لمحمود حسين، و18 ظهوراً للقيادات من الجبهتين». وقال الباحث المتخصص في الشأن الأصولي في مصر عمرو عبد المنعم، إنه «مع التضييق الشديد الذي تعاني منه القنوات الفضائية الموالية للتنظيم في تركيا، لجأت بعض قيادات الخارج إلى منصات أخرى بديلة لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عن الانقسام الشديد، والدفاع عن وجهة نظرها».
وتابع: «استخدموا منصات على (السوشيال ميديا) وبالأخص على (تليغرام)، وبدأت تنتشر شائعات كثيرة في هذا الصدد، يروجها كل فصيل عن الآخر، حتى انقسمت المجموعات المتنازعة إلى أكثر من مجموعة بدلاً من جبهتين، فإلى جانب مجموعتي لندن وإسطنبول، هناك مجموعة ثالثة تميل أكثر إلى محمد منتصر (المتحدث الأسبق للتنظيم) الذي يسعى لكسب تأييد شباب التنظيم إلى المكتب القديم (أي مجموعة محمد كمال... مؤسس الجناح المسلح للتنظيم)، خاصة بعد وفاة القيادي أيمن عبد الغني (القريب من خيرت الشاطر... نائب المرشد العام لـ«الإخوان») الذي كان يثق به عدد كبير من الشباب».
أما المجموعة الرابعة، بحسب عبد المنعم، فهي «تنتظر أي انتصار للمجموعات الثلاث». وقتل محمد كمال (وهو مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان» ولجانه النوعية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016.
وأكد الباحث الأصولي المصري أنه «منذ الأزمة الداخلية بجبهتي (لندن وإسطنبول) تحاول بعض قيادات التنظيم كسب تأييد (شباب الإخوان) في مصر والخارج، وذلك مع استمرار حالة التردي والترهل التنظيمي التي أفقدت (الإخوان) القدرة على التواصل بين القيادات والشباب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لم يستطع التنظيم خلال الأزمة الأخيرة كسب ثقة طرف على حساب الطرف الآخر (أي جبهتي لندن وإسطنبول)، وكان المخرج لمحمود حسين تعيين مصطفى طُلبة قائماً بأعمال مرشد التنظيم، وكان المخرج لإبراهيم منير تعيين أسامة سليمان متحدثاً رسمياً للتنظيم، وكذا تشكيل (لجنة قضائية) برئاسة محيي الدين الزايط لحسم الخلافات بين الجبهتين؛ لكن هذه اللجنة لم تؤتِ ثمارها خلال الأشهر الماضية، وباءت أعمالها بالفشل».
وكانت خلافات جبهتي «إسطنبول ولندن» قد شهدت «تصعيداً لافتاً» عقب قيام «مجلس الشورى العام للإخوان» بتشكيل «لجنة» باسم «اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام»، لتقوم بمهام المرشد العام بقيادة طُلبة، وعزل منير من منصبه؛ إلا أن «جبهة لندن» عزلت طُلبة، معلنة «عدم اعترافها بقرارات (جبهة إسطنبول) أو ما يسمى (مجلس الشورى العام)»، مؤكدة أن «(شرعية) التنظيم يمثلها منير فقط».
من جهة ثانية، ذكر عمرو عبد المنعم أن «بعض المعلومات تشير إلى تضييق على (الإعلام الإخواني) خلال الفترة المقبلة، لذا يلجأ بعض قيادات التنظيم إلى إصدار بيانات من لندن وباريس»، كاشفاً عن أن «المكاتب الإدارية لـ(الإخوان) تعكف حالياً على دراسة أثر الأزمة الروسية - الأوكرانية على مستقبل التنظيم في أوروبا وأميركا».


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.