12 رحلة يومياً بين دبي وتل أبيب

TT

12 رحلة يومياً بين دبي وتل أبيب

أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أمس الجمعة، تسوية الخلافات مع أبوظبي حول الترتيبات الأمنية في مطار دبي للرحلات المتجهة إلى تل أبيب، وأنه ابتداءً من غد (الأحد)، سيتم تفعيل 12 رحلة في اليوم على خط دبي - تل أبيب.
وقال «الشاباك» إن رئيسه رونين بار، الذي التقى نظراءه في الإمارات الأسبوع الماضي، توصل إلى تفاهمات مبدئية، وإن رئيس شعبة الحراسة في «الشاباك» عقد، أول من أمس، لقاءات في دبي أنجز خلالها الاتفاق بشكل كامل «ما يسمح بالعودة إلى الترتيبات السابقة التي تتيح إجراء الرحلات الإسرائيلية من دبي إلى تل أبيب، فوراً، وبشكل منتظم ودائم».
وكان الخلاف بين الطرفين قد نشب قبل نحو سنة، عندما طلبت شركتا الطيران الإسرائيليتان («إل عال» و«يسرائير») أن يتم تخصيص جناح خاص في مطار دبي للمسافرين إلى تل أبيب، يديره ويتولى مسؤوليته رجال أمن إسرائيليون. ورفضت دبي هذا الطلب وعدّته انتهاكاً للسيادة الإماراتية ويُلحق ضرراً بعمل المطار، الذي يمر من خلاله عشرات ملايين المسافرين. وأوضحت أنه إزاء الزحمة الكبيرة في مطار دبي لا يوجد لديها استعداد لفرز جناح خاص للإسرائيليين. وقالت إن شركات طيران كثيرة تسافر من دبي إلى تل أبيب من دون هذا الترتيب ولذلك لا يوجد منطق في الطلب الإسرائيلي.
وذكر مسؤولون في الإمارات أن الخلاف حول حراسة الرحلات الجوية الإسرائيلية معروفة منذ سنة كاملة، وأن إسرائيل ماطلت في هذا الموضوع ورفضت تليين مطالبها.
ونتيجة لذلك، قلصت الشركات الإسرائيلية عدد رحلاتها إلى دبي، وأعيق نحو 50 ألف مواطن إسرائيلي ممن اشتروا تذاكر ولم يستطيعوا السفر. وبالمقابل، واصلت الطائرات الإماراتية والتركية والأوروبية السفر من دبي إلى إسرائيل، ما ألحق خسائر كبيرة بالشركات الإسرائيلية. وعلى أثر ذلك، قام عدد من مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بنيت، ومسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية و«الشاباك»، بالاتصال بنظرائهم في دبي لتسوية الأزمة في الأسابيع الأخيرة. كما تدخلت وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي في الموضوع، وأجرت محادثات مع جهات دولية. وقالت إنه يتبين وجود سوء تفاهم في الاتصالات بين الجانبين بسبب «كثرة القنوات التي تجري الاتصالات من خلالها». وأوضحت ميخائيلي لبنيت أن الإماراتيين يريدون العمل مع مسؤول إسرائيلي رفيع واحد ومخول بالتحدث حول الموضوع. وإثر ذلك، قرر بنيت أن يتولى مسؤولية هذا الموضوع رئيس «الشاباك» ومساعدوه. وأُجريت المحادثات حول هذا الموضوع بشكل مكثف منذ السادس من فبراير (شباط) الماضي.
ومع أن الطرفين لم يفصحا عن جوهر الاتفاق بينهما ولم يفصّلا ماهية الترتيبات الأمنية، فإنهما أكدا أن الرحلات ستُستأنف غداً (الأحد)، وفق شروط متفق عليها تحفظ لكل منهما احتياجاته واعتباراته الأمنية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.