المعارضة السورية تتهم النظام بارتكاب مجزرتين في دير الزور

توتر في السويداء بعد مقتل عناصر من اللجان الشعبية

المعارضة السورية تتهم النظام بارتكاب مجزرتين في دير الزور
TT

المعارضة السورية تتهم النظام بارتكاب مجزرتين في دير الزور

المعارضة السورية تتهم النظام بارتكاب مجزرتين في دير الزور

اتهمت المعارضة السورية قوات النظام بارتكاب مجزرتين في ريف محافظة دير الزور بشرق سوريا أودتا بحياة عشرات القتلى، بينما شهدت محافظة السويداء، في جنوب البلاد، توترا إثر مقتل عدد من العناصر الموالين للنظام في إطلاق نار بين أفراد من ميليشيات «الدفاع الشعبي» في المنطقة الواقعة جنوب البلاد على خلفيات قال معارضون إنها تتعلق بتجارة مخدرات.
شبكة «الدرر الشامية» أفادت أمس بأن طائرات النظام ارتكبت مساء الجمعة مجزرة جديدة في ريف دير الزور، راح ضحيتها عشرات المدنيين قتلى وجرحى. وأفاد ناشطون بأن مروحيات النظام العسكرية شنّت ست غارات جوية على قريتَي حطلة والصالحية في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى احتراق منزلين في الصالحية وسقوط عدد من القتلى بينهم عائلة بأكملها مؤلفة من خمسة أشخاص، وما زال البحث جاريًا عن ضحايا تحت الأنقاض.
كذلك، وقعت مجزرة ثانية في قرية حطلة راح ضحيتها عدد من المدنيين جراء استهداف الطيران الحربي والمروحي البلدة بثلاث غارات بقنابل فراغية وبراميل متفجرة، فسقط بعضها على مدرسة حطلة للبنات ومحيطها، وفي منطقة العلوان، ما أدى إلى تناثر الأشلاء بالشوارع، وهرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى المشافي.
وفي محافظة السويداء، قالت الشبكة أنّ عددا من عناصر قوات النظام قتلوا في إطلاق نار بين عناصر «اللجان الشعبية» الموالية للنظام في قرية المزرعة، وجميعهم من تجار المخدرات، ما أسفر عن مقتل أربعة عناصر. أما في دمشق فقد نفذ الطيران الحربي 4 غارات على مناطق في حي جوبر من جهة المتحلق الجنوبي، ويشهد الحي قصفا جويا مستمرا منذ عدة أشهر واشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من طرف ومقاتلي الكتائب المعارضة و«جبهة النصرة» من طرف آخر.
وفي هذه الأثناء، في محافظة حلب، ارتفع إلى 52 على الأقل، عدد القتلى المدنيين الذين قضوا جراء ضربات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي ليل الجمعة على قرية بير محلي الواقعة قرب بلدة صرين بالريف الشمالي الشرقي للمحافظة، بينهم 7 أطفال و9 نساء على الأقل، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرا إلى أن القتلى ينتمون إلى ست عائلات على الأقل، ووجود ما لا يقل عن 13 مفقودا جراء الضربات على القرية.
كذلك، سقط ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم 3 أطفال من عائلة واحدة، جراء سقوط عدة قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة على مناطق سيطرة قوات النظام داخل مدينة حلب، وفق «المرصد»، مرجّحا ارتفاع العدد بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة. كذلك نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدة دير حافر التي يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف حلب الشرقي، بينما قصفت الفصائل المعارضة مراكز لقوات النظام أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر ودارت اشتباكات عنيفة في حلب القديمة بين المعارضة وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث من طرف آخر.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.