حزب الله ينهي استعداداته لمعركة القلمون لمواجهة 4 آلاف مسلح في المنطقة الجردية

مصادر لـ {الشرق الأوسط}: جهود للحسم خلال شهر ونصف وإلا تحولت إلى حرب استنزاف

حسن نصر الله
حسن نصر الله
TT

حزب الله ينهي استعداداته لمعركة القلمون لمواجهة 4 آلاف مسلح في المنطقة الجردية

حسن نصر الله
حسن نصر الله

ينهمك حزب الله اللبناني حاليا في وضع «اللمسات الأخيرة» على تحضيراته لمعركة القلمون المرتقبة خلال أيام، والتي يتوقع أن يواجه خلالها نحو 4 آلاف مسلح متمركزين في المناطق الجردية الحدودية اللبنانية - السورية. فبعدما سلّم الحزب الملفات السياسية الداخلية لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون وأبرزها ملفا التعيينات الأمنية ورئاسة الجمهورية، فإنه انصرف إلى حشد إمكانياته وعناصره لمعركة كان من المنتظر أن تنطلق نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي «إلا أن أمورا داخلية لبنانية أخرتها»، كما تفيد مصادره.
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد أعلن رسميا التحضير للمعركة في خطاب ألقاه في فبراير (شباط) الفائت، أكّد فيه أن «معركة السلسلة الشرقية آتية لا محالة بعد ذوبان الثلج». أما وقد ذابت الثلوج فإن العد العكسي بدأ لانطلاق المعركة، ويبدو أن حزب الله هو الذي سيبادر هذه المرة إلى الهجوم بعكس المرات السابقة حين كانت المجموعات المسلحة هي التي تباغت الحزب بهجمات على مواقعه ومواقع الجيش داخل الأراضي اللبنانية.
وتشير مصادر مطلعة على تفاصيل التحضيرات للمعركة إلى أنها كان من المنتظر أن تنطلق في النصف الثاني من أبريل أو كحد أقصى في نهايته، إلا أن «أمورا داخلية لبنانية» دفعت إلى تأجيل بسيط بانتظار استكمال التحضيرات النهائية. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «المواجهات لن تنطلق قبل ضمان الحزب كل شروط نجاحها المطلق، وبعد التأكد من خفض سقف الخسائر».
وتوضح هذه المصادر أن «المعركة ستقع وبشكل أساسي ضمن الأراضي السورية، لذلك ينحصر التنسيق حاليا بين حزب الله والجيش السوري (النظامي)».
وترتكز تحضيرات حزب الله الحالية على محاولة فرض الحسم في مدة أقصاها شهر ونصف الشهر، وتشير مصادره إلى أن طول أمد المعركة أكثر من ذلك سيعني تلقائيا تحوّلها إلى «حرب استنزاف لا تخدم لا الحزب ولا لبنان». وتضيف «الأعداد المرجّح مواجهتها تفوق الـ4 آلاف مسلح، أما السلاح الذي سيُستخدم فهو أولا السلاح التمهيدي وبالتحديد المدفعية لشل حركة المسلحين، على أن تستخدم الأسلحة الصاروخية والمضادة للدروع والقناصات خلال عملية الاقتحام، على أن يكون الطيران السوري (النظامي) الركن الأساسي في المعركة التي ستتخذ شكل حرب العصابات».
أما الجيش اللبناني، الذي هو عمليا غير معني بالمعركة المقبلة باعتبارها ستنحصر بشكل كبير داخل الأراضي السورية، فأتم استعداداته منذ فترة للتصدي لأي تسرب للمقاتلين باتجاه الأراضي اللبنانية بعيد اندلاع المعارك.
ولقد قام الجيش بمجموعة «عمليات استباقية» خلال الأشهر الماضية، استهدف خلالها مواقع مسلحين تمركزوا في المنطقة الحدودية اللبنانية - السورية، قال الجيش «إنّهم كانوا يخطّطون» لاستهداف مراكزه ودورياته. إلا أن اتساع المنطقة الجردية اللبنانية وتداخلها مع الأراضي السورية يجعل عمليات تعقّب المسلحين صعبة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.