بلينكن يندد بـ«الخطاب الخطير» نووياً من بوتين

باشر رحلة أوروبية لمتابعة «الرد العالمي» على الغزو وفرض «عواقب وخيمة» على روسيا

غادر بلينكن إلى أوروبا لإجراء «مشاورات مكثفة» مع الشركاء الأوروبيين حول استمرار روسيا في حربها ضد أوكرانيا (أ.ب)
غادر بلينكن إلى أوروبا لإجراء «مشاورات مكثفة» مع الشركاء الأوروبيين حول استمرار روسيا في حربها ضد أوكرانيا (أ.ب)
TT

بلينكن يندد بـ«الخطاب الخطير» نووياً من بوتين

غادر بلينكن إلى أوروبا لإجراء «مشاورات مكثفة» مع الشركاء الأوروبيين حول استمرار روسيا في حربها ضد أوكرانيا (أ.ب)
غادر بلينكن إلى أوروبا لإجراء «مشاورات مكثفة» مع الشركاء الأوروبيين حول استمرار روسيا في حربها ضد أوكرانيا (أ.ب)

ندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بما سماه «الخطاب الخطير» للرئيس فلاديمير بوتين الذي أظهر «ذروة في عدم المسؤولية» بسبب تهديداته المتكررة باللجوء إلى خيارات نووية، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل تزويد أوكرانيا بمساعدة عسكرية «حيوية ودفاعية» كي تواصل الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي. بيد أنه كرر انفتاح واشنطن على الدبلوماسية مع موسكو إذا سحبت قواتها من الأراضي الأوكرانية. وغادر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أمس، إلى أوروبا في رحلة تستمر خمسة أيام وتشمل كلاً من بلجيكا وبولونيا ومولدافيا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا بهدف إجراء «مشاورات مكثفة» مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والشركاء الأوروبيين حول «استمرار الاتحاد الروسي مع سبق الإصرار في حرب غير مبررة ضد أوكرانيا». وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن بلينكن سيستهلّ رحلته في بروكسل حيث سيشارك في اجتماع لوزراء خارجية الناتو، ويلتقي مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي، على أن يشارك أيضاً في اجتماع وزاري لمجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى، ويعقد اجتماعات إضافية مع الشركاء لمناقشة الرد العالمي على الغزو الروسي، بما في ذلك الحلفاء، والتنسيق المستمر بين الشركاء بشأن «فرض عواقب وخيمة وتكاليف اقتصادية باهظة على روسيا». ثم يتوجه الوزير إلى وارسو، حيث سيلتقي مع القادة البولونيين، وبينهم وزير الخارجية زبيغنيو راو، لمناقشة «المزيد من المساعدة الأمنية في مواجهة العدوان الروسي المستمر». وسيتوجه بعد ذلك إلى مدينة تشيسيناو في مولدافيا للقاء الرئيس مايا ساندو ورئيس الوزراء ناتاليا جافريليتا ووزير الخارجية نيكو بوبيسكو لتأكيد «دعم الولايات المتحدة لديمقراطية مولدافيا وسيادتها وسلامة أراضيها». ومن المقرر أن يسافر بلينكن إلى فيلنيوس في ليتوانيا للاجتماع مع الرئيس جيتاناس نوسيدا، ورئيسة الوزراء إنغريدا سيمونيت، ووزير الخارجية غابريليوس لاندسبيرغيس. وينتقل بعدها إلى ريغا في لاتفيا للقاء الرئيس إيغيلز ليفيتس، ورئيس الوزراء كريسجانيس كارينز، ووزير الخارجية إدغار رينكيفيكس. وسيتوجه أخيراً إلى تالين في إستونيا لإجراء محادثات مع الرئيس ألار كاريس، ورئيس الوزراء كاجا كالاس، ووزيرة الخارجية إيفا ماريا ليميتس.
- التهديد النووي
وجاءت تصريحات بلينكن هذه بعدما ازدادت المخاوف من هجوم نووي بسبب سوء تقدير أو حساب مع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب. ونشرت روسيا غواصات نووية لإجراء تدريبات هذا الأسبوع بعدما أمر بوتين بوضع القوات النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهذا تغيير لم تردّ عليه الولايات المتحدة بالمثل حتى الآن. وتضاعف القلق بعد القرار الذي اتخذته بيلاروسيا في نهاية الأسبوع الماضي لإيواء أسلحة نووية روسية.
وقال بلينكن للصحافيين أول من أمس (الأربعاء)، رداً على ما إذا كان يعتقد أن بوتين كان «مخادعاً» مع زيادة مستوى التهديد: «الخطاب الاستفزازي بشأن الأسلحة النووية هو ذروة عدم المسؤولية. إنه أمر خطير. إنه يزيد من مخاطر سوء التقدير. يجب تجنبه»، مضيفاً: «قمنا بتقييم توجيهات الرئيس بوتين وبياناته، وفي هذا الوقت، لا نرى أي سبب لتغيير موقفنا».
ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستفرض قيوداً على تصدير بيلاروسيا «لمحاسبة نظام» الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بسبب مساعدته بوتين في غزوه لأوكرانيا وتصعيد التهديد العالمي. وقال إن بيلاروسيا يمكن أن تتوقع «عواقب» متزايدة ما دام استمر دعم لوكاشينكو للحرب الروسية على أوكرانيا. وإذ عدّد سلسلة العقوبات التي فُرضت بالفعل على المصارف والشركات الروسية وعلى النخب الحكومية والاجتماعية بما في ذلك بوتين، قال: «جرى خفض التصنيف الائتماني لروسيا إلى مرتبة غير مرغوب فيها. وتلاشت قيمة صندوق الرئيس بوتين الحربي»، مضيفاً أن «التداعيات ستظل محسوسة لسنوات قادمة». وكذلك أتت هذه التصريحات الأميركية بعد ساعات فقط من ادعاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستواجه «خطراً حقيقياً» إذا حصلت أوكرانيا على أسلحة نووية.
- مساعدة دفاعية لأوكرانيا
وقال بلينكن إن أوكرانيا تتلقى مساعدة عسكرية «حيوية ودفاعية» بينما تواصل الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي. وأوضح أنه «عندما يتعلق الأمر بالمعدات العسكرية الحيوية والدفاعية التي تحتاج إليها أوكرانيا، فإننا نعمل بنشاط كبير على تنسيق توفيرها، وهذه المساعدة تصل إلى هناك».
وكان الرئيس جو بايدن قد وافق الأسبوع الماضي على 350 مليون دولار إضافية كمساعدة عسكرية لأوكرانيا للمساعدة في التهديدات المدرعة والمحمولة جواً وغيرها من التهديدات المهمة. وقال بلينكن إنه فوّض الحلفاء بنقل المعدات الدفاعية من أصل أميركي إلى أوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة المضادة للدبابات، مضيفاً أنه يعمل على إيصال المعدات إلى البلاد. وزاد: «نحن نعمل بنشاط كبير كل يوم، وكل ساعة لتقديم تلك المساعدة وللتأكد من أنها تصل، بأفضل ما في وسعنا، إلى حيث تحتاج إلى أن تذهب». ولفت إلى أن هذا ليس فقط من الولايات المتحدة بل من كثير من البلدان في أوروبا، موضحاً: «إننا ننسّق الكثير من الجهود للقيام بذلك. وتقديري الخاص الآن هو أن المساعدة المطلوبة بشكل حيوي هي الوصول إلى حيث يجب أن تذهب».
وكان مسؤول دفاعي أميركي كبير قد أفاد بأن الولايات المتحدة تقدّر أن روسيا أرسلت 82% من القوة القتالية التي شنتها خارج أوكرانيا قبل الغزو. ومن تلك القوة قافلة عسكرية بطول 40 ميلاً تتجه نحو كييف، رغم أن المسؤول رأى أن واشنطن تعتقد أن الحركة «متوقفة» بسبب نقص الإمدادات والمقاومة الأوكرانية.
- الدبلوماسية المعقولة
وإذ أشار إلى المسار الدبلوماسي، قال بلينكن: «نظل منفتحين على اتباع أي مسار معقول، لكن من الصعب للغاية رؤية أي مسار عندما تسقط القنابل، والطائرات تحلق والدبابات تتحرك»، مضيفاً: «لذا فإن خفض التصعيد وسحب القوات سيفتح طريقاً للدبلوماسية». وشدد على أن «الولايات المتحدة ستساعد أوكرانيا دبلوماسياً إذا اعتقدت كييف أن هناك طريقاً يمكن أن يُنهي الحرب»، لكنه أشار إلى أن روسيا غالباً «تمر بذريعة الدبلوماسية» بينما تستمر في مسارها العدواني، مشيراً إلى المطالب التي قدمتها موسكو في أولى المحادثات مع أوكرانيا. وقال: «إذا اعتقدت أوكرانيا أن هناك طريقاً من شأنه أن يساعد في تعزيز مصالحها وحمايتها وإنهاء الحرب ويمكننا أن نكون مساعدين في ذلك، فنحن بالطبع على استعداد تام للقيام بذلك». وأضاف: «لكننا نتطلع حقاً إلى الحكومة الأوكرانية لمعرفة ما إذا كان أي شيء سيكون له معنى. إنهم منخرطون في محادثات مع روسيا. كانت لديهم جولة واحدة، قد تكون هناك جولة أخرى، سنرى. لكن، بالطبع، كانت المطالب التي طرحتها روسيا على الطاولة مفرطة، فهي بالطبع ليست في البداية».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.