«حميميم» تتحدث عن قصف من «مسلحين» شمال غربي سوريا

«الحرس» الإيراني يخفي 25 شاباً من تدمر

رجل وسط الدمار بعد قصف روسي على أريحا في إدلب شمال غربي سوريا في بداية 2020 (أ.ب)
رجل وسط الدمار بعد قصف روسي على أريحا في إدلب شمال غربي سوريا في بداية 2020 (أ.ب)
TT

«حميميم» تتحدث عن قصف من «مسلحين» شمال غربي سوريا

رجل وسط الدمار بعد قصف روسي على أريحا في إدلب شمال غربي سوريا في بداية 2020 (أ.ب)
رجل وسط الدمار بعد قصف روسي على أريحا في إدلب شمال غربي سوريا في بداية 2020 (أ.ب)

قُتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام السوري والميليشيات المحلية الموالية، بقصف من فصائل المعارضة السورية المسلحة على خطوط التماس في منطقة «خفض التصعيد»، بأرياف اللاذقية وحلب وإدلب شمال غربي سوريا.
وقال ناشطون إن قوات النظام والميليشيات الموالية «جددت قصفها بقذائف المدفعية الثقيلة وبقذائف الدبابات، مناطق كفر تعال وكفر نوران وكفر عمة بريف حلب الغربي، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، في وقت تشهد فيه خطوط التماس بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، جنوب إدلب وريف اللاذقية الشرقي، هدوءاً حذراً، عقب مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، اندلعت بين الطرفين، يوم الأربعاء 2 مارس (آذار)، على محاور جبل الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وقُتل خلالها عنصران من قوات النظام وجُرح آخران، تزامناً مع عمليات قنص لفصائل المعارضة استهدفت مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام، على محاور كفر بطيخ وجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وأدى إلى مقتل وجرح 4 عناصر من قوات النظام».
من جهته، قال اللواء البحري أوليغ جورافلوف، نائب رئيس «المركز الروسي للمصالحة في سوريا»، لوكالة «تاس» الروسية، بحسب ما نقله موقع «روسيا اليوم»، إنه «أصيب 12 عنصراً من قوات النظام السوري، بعمليات قصف وقنص شنها المسلحون، 9 منهم في مناطق بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، و3 آخرون في مناطق كفر بطيخ ومحيطها جنوب وشرقي إدلب».
وفي سياق آخر، هددت «ميليشيات (الحرس الثوري الإيراني) وقوات الأمن العسكري التابعة للنظام، أهالي عدد من المختطفين في سجونها من أبناء مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، بعد تجمع أهالي المختطفين، أول من أمس (الأربعاء)، والمطالبة بالكشف عن مصيرهم منذ أكثر من 15 يوماً».
وقال ياسين العريف، وهو ناشط في مدينة تدمر: «توجّه أهالي 25 شاباً من مدينة تدمر لدى ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في المدينة، صباح الأربعاء 2 مارس، إلى فرع الأمن العسكري التابع للنظام في المدينة، للمطالبة والمساعدة بالكشف عن مصير أبنائهم الذين جرى اعتقالهم منتصف فبراير (شباط) الماضي، من قبل مجموعات ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في حي السوق وسط مدينة تدمر».
وأضاف: «جرت مواجهة الأهالي بالضرب والرفض والتهديد باعتقالهم وتصفيتهم من قبل قائد فرع الأمن العسكري في مدينة تدمر وقيادي بارز في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وإجبارهم على العودة إلى منازلهم، دون معرفة مصير أبنائهم المجهول حتى الآن».
وأشار إلى أن «مدينة تدمر تحوّلت بالنسبة لأهالي المدينة إلى سجن كبير يسيطر عليه (الحرس الثوري الإيراني) وميليشيات أفغانية، بالإضافة إلى المفارز وعناصر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وتجبر الأهالي والشبان على العمل لديها في حفر الخنادق ورفع السواتر الترابية بمحيط المواقع العسكرية التابعة لها في مدينة تدمر ومحيطها، فضلاً عن إجبار عدد كبير من أبناء المدينة على الالتحاق بصفوف ميليشياتها والمشاركة في القتال ضد فلول تنظيم (داعش) وسط البادية السورية».
ولفت إلى أنه «يعيش نحو 5000 شخص من أهالي مدينة تدمر حياة إنسانية صعبة، نظراً إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وحوّلت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الأفغانية الموالية له، معظم المرافق والدوائر الحكومية والمدارس إلى مقار عسكرية، ومساكن لأسر عناصر الميليشيات الأفغانية والإيرانية».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».