إنتر يتربص بالصدارة الإيطالية وعينه على قمة نابولي وميلان

إنتر ميلان يأمل بعودة الحاسة التهديفية لمهاجمه مارتينز (رويترز)
إنتر ميلان يأمل بعودة الحاسة التهديفية لمهاجمه مارتينز (رويترز)
TT

إنتر يتربص بالصدارة الإيطالية وعينه على قمة نابولي وميلان

إنتر ميلان يأمل بعودة الحاسة التهديفية لمهاجمه مارتينز (رويترز)
إنتر ميلان يأمل بعودة الحاسة التهديفية لمهاجمه مارتينز (رويترز)

تشهد المرحلة الثامنة والعشرون من بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم قمة بين نابولي المتصدر ووصيفه ميلان الأحد في سباق مثير للفوز باللقب، فيما يتحين حامل اللقب إنتر الثالث فرصة استقباله ساليرنيتانا متذيل الترتيب في افتتاح المنافسات اليوم (الجمعة) لاعتلاء الصدارة في حال فوزه.
ويلهث نابولي المتصدر مع 57 نقطة بالتساوي مع ميلان، خلف حلم طال انتظاره وتحديداً منذ الفوز الأخير موسم 1988 - 1990 مع أسطورته الراحل الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا الذي أطلق اسمه على ملعبه تكريماً لإنجازاته.
وتعيد المباراة المنتظرة إلى عشاق الكرة المستديرة حقبة «الولد الذهبي»، حين حقق ميلان مع نجومه الفوز في عقر دار النادي الجنوبي عام 1988 ما سمح لمدرب ميلان حينها أريغو ساكي بالتقدم على منافسه ولاحقاً الفوز باللقب.
وسترخي هذه القمة بظلالها على الأمتار الأخيرة من سباق اللقب، حيث سيكون عامل الحسم، في حال تساوت الفرق نقاطاً، المواجهات المباشرة لتحديد هوية الفائز مع وصول الدوري إلى خواتيمه.
ويخوض رجال المدرب لوسيانو سباليتي مباراتهم الأخيرة بمواجهة أحد الأندية بين المراكز الثلاثة الأولى، في حين يتأخر إنتر بفارق نقطتين عن جاره اللدود ونابولي، ولكن مع مباراة أقل لإنتر.
وتفوح رائحة الثأر من قمة الأحد حيث يسعى ميلان للثأر من مضيفه نابولي الذي كان تغلب عليه في عقر داره «سان سيرو» 1 - صفر في ديسمبر (كانون الأول) (المرحلة 18)، ما يعني أن التعادل لن يصب في مصلحة رجال المدرب ستيفانو بيولي. غير أن الفائز من هذه المواجهة سيضمن لنفسه أفضل سجل بين الأندية الثلاثة الأوائل في حال تساوت نقاطاً في نهاية الدوري.
ويبدو نابولي في أفضل صورة في الأسابيع الأخيرة حيث نجح في حصد 18 نقطة من مبارياته الثماني الأخيرة منذ بداية العام الجديد، كما استغل بأفضل طريقة ممكنة فوزه في عقر دار لاتسيو 2 - 1 في المرحلة الماضية ليتقدم خطوة إضافية عن قطبي مدينة ميلانو إذ تعثر العملاق ميلان بالتعادل أمام أودينيزي 1 - 1 وإنتر أمام جنوا صفر - صفر.
وسقط ميلان في فخ التعادل للمباراة الثانية توالياً في الدوري بعد تعادله أمام ساليرنيتانا 2 - 2 في المرحلة 26، وأتبعهما بتعادل ثالث توالياً في مختلف المسابقات أمام جاره اللدود إنتر في ذهاب دور نصف نهائي الكأس المحلية الثلاثاء (التعادل السلبي)، بعدما كان حقق سلسلة من 3 انتصارات توالياً أمام كل من إنتر بالذات 2 - 1 ولاتسيو برباعية نظيفة وسامبدوريا 1 - صفر.
وغاب الفوز عن سجل إنتر بإشراف المدرب سيموني إنزاغي في مبارياته الخمس الأخيرة في مختلف المسابقات، فخسر مرتين بنتيجة صفر - 2 أمام كل من ليفربول الإنجليزي في ذهاب دور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا وساسوولو في الدوري، مقابل ثلاثة تعادلات أمام كل من نابولي 1 - 1 وجنوا وميلان في ذهاب نصف نهائي الكأس.
كما لم يعرف إنتر طريق شباك منافسيه في 4 من هذه المباريات، ورغم ذلك حافظ على أفضل سجل هجومي في الدوري مع 55 هدفاً، إلا أن تراجع مستوى مهاجميه وتحديداً الأرجنتيني لاوتارو مارتينز ساهم بشكل كبير في غياب الفوز.
وقال إنزاغي الذي خاض ثالث ديربي له في نصف نهائي الكأس منذ تسلمه الأمور الفنية في إنتر مطلع الموسم الحالي: «نعمل على تحسين فاعليتنا التهديفية، نملك أفضل المهاجمين وسنعود قريباً». وتابع: «إنه تراجع طبيعي في المستوى... نحاول استعادة بعض الطاقة الجسدية وقبل كل شيء الطاقة الذهنية».
وتقدم إنتر على جاره اللدود ميلان بفارق أربع مع العطلة الشتوية، وبفارق 7 نقاط عن نابولي، غير أنه تراجع للمركز الثالث بعدما لم يفز سوى بمباراتين من السبع الأخيرة. وسمحت هذه النتائج السيئة ليوفنتوس المتربص وصاحب المركز الرابع بتقليص الفارق بينه وبين حامل اللقب إلى 5 نقاط (55 مقابل 50).
وما زال ماسيميليانو أليغري مدرب يوفنتوس يرى أن فريقه خارج سباق المنافسة على اللقب، لكن الفوز الأحد على ضيفه سبيتسيا السادس عشر (26 نقطة) سيرفع سلسلة انتصاراته من دون خسارة إلى 13 ما سيسمح له بالاستفادة من أي نتيجة تتأتى عنها قمة نابولي وميلان.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».