بينما بدأ المئات من الطلبة المغاربة الذين كانوا عالقين في أوكرانيا يصلون إلى المغرب في رحلات استثنائية، قال مصطفى بايتاس، الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان الناطق باسم الحكومة المغربية، الخميس، بالرباط إن وزير الخارجية ناصر بوريطة، أبلغ أعضاء الحكومة بأن المغرب «يعد من الدول السباقة التي اتخذت إجراءات عملية لصالح مواطنيها بأوكرانيا». وأضاف أن المغرب «من الدول القليلة التي أنشأت فرقا ميدانية بحدود الدول المجاورة لمنطقة التوتر، وحرصت هذه الفرق على تيسير عملية عبور مواطنيه، وبرمجة رحلات خاصةً في مدة وجيزة».
وأوضح بايتاس في بيان للحكومة أن بوريطة أشار إلى أن المغرب يعتبر من بين الدول التي تتوفر على أكبر الجاليات الطلابية بأوكرانيا، بنحو 8800 طالب، لذلك اتخذت وزارة الخارجية «حزمة من الإجراءات الاستباقية لمواكبتهم».
وذكر بإصدار سفارة المملكة المغربية بـ«كييف» البيان الأول بتاريخ 12 فبراير (شباط) الماضي، أوصت من خلاله المواطنين المغاربة الموجودين بأوكرانيا بمغادرة هذا البلد حرصاً على سلامتهم، فتم تنظيم خمس رحلات غادر عبرها حوالي ثلاثة آلاف طالب، كما تم إحداث مركز اتصال، تلقى أكثر من ستة آلاف مكالمة، وهي الإجراءات التي تواصلت بعد اندلاع الأحداث، فتم تحديد ممرات برية غادر من خلالها خمسة آلاف من المواطنين المغاربة.
وأضاف الوزير بايتاس أنه لمواكبة المواطنين ميدانيا وتقديم العون لهم، قامت وزارة الخارجية «بتعبئة شاملة، سواء على الصعيد المركزي أو على صعيد سفارة المملكة المغربية في كييف، وسفاراتها بالدول المجاورة لأوكرانيا، حيث تم اتخاذ مجموعة من التدابير، تشمل الحضور الميداني الشخصي لسفراء المملكة، وكل الأطقم الدبلوماسية والقنصلية بالمنافذ الحدودية المعنية، ونشر بعثات قنصلية ميدانية قارة على حدود الدول الأربع مع أوكرانيا، وتسهيل الإجراءات القنصلية واعتماد مرونة في استصدار وثائق المرور المستعجلة لفائدة المواطنين المغاربة الذين لا يتوفرون على جوازات السفر.
يأتي ذلك في وقت وصل فيه، مساء الأربعاء، إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء العشرات من الطلبة المغاربة فارين من الحرب في أوكرانيا. وحلت ثلاث طائرات بالمطار وعلى متنها مغاربة قادمون من وارسو (بولندا)، وبودابيست (المجر)، وبوخاريست (رومانيا)، وذلك ضمن دفعة أولى من الرحلات الاستثنائية التي نظمتها الخطوط الملكية المغربية لنقل المغاربة العالقين بسبب الحرب، والتي ستتلوها رحلات أخرى بسعر منخفض لا يتعدى 750 درهما (75 دولاراً).
وغصت جنبات المطار بعائلات العائدين الذين كانوا ينتظرون بشوق رؤية أبنائهم بعدما أمضوا أياما صعبة خلال القصف الروسي للأراضي الأوكرانية. وروت طالبة والدموع تنهمر من عينيها، أنها أمضت أيام قاسية من أجل الوصول إلى بولندا، عبر الحدود، قائلة «أمضينا رحلة يومين جد قاسية وانتظرنا عدة ساعات في الحدود»، لكنها بدت سعيدة لعودة إلى المغرب واحتضان أمها التي كانت في انتظارها.
من جهة أخرى، أشارت وكالة الأنباء المغربية إلى أن المغرب ورومانيا اتفقا، الأربعاء، على مواصلة التنسيق العملياتي للاستقبال الآمن فوق التراب الروماني للمواطنين المغاربة الوافدين من أوكرانيا، من أجل تأمين عودتهم إلى المملكة في أقرب وقت ممكن. جاء هذا الإعلان خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروماني، بوغدان أوريسكو، ونظيره المغربي ناصر بوريطة، وفقاً لبيان لوزارة الخارجية الرومانية. وقدم أوريسكو تقييم الجانب الروماني للتطورات الأمنية المقلقة في المنطقة، مؤكدا أن بلاده ستواصل تضامنها مع جميع شركائها، لا سيما من خلال توفير الحماية والمساعدة القنصلية للمواطنين الأجانب.
كما استعرض الوزير الروماني الإجراءات التي اتخذتها بلاده من أجل التدبير السليم لتدفق الأشخاص عبر الحدود، علاوة على الدينامية المسجلة خلال الأيام الأخيرة.
من جانبه، أعرب بوريطة عن تقديره الخاص للطريقة العملية والفعالة التي تدبر من خلالها السلطات الرومانية جميع المشاكل الناتجة عن تدفق الأشخاص عبر الحدود الرومانية، في سياق الأزمة في أوكرانيا.
كما عبر عن شكره للجانب الروماني على الدعم الذي يقدمه لتسهيل الإجلاء الآمن للمواطنين المغاربة من أوكرانيا، والذين يقدرون، بشكل خاص، الطريقة التي عوملوا بها، وكذا المساعدة التي تلقوها من قبل السلطات الرومانية. وأوضح البيان أنه «منذ بداية الأزمة وحتى الآن، استفاد أكثر من 1700 مواطن مغربي من دعم السلطات الرومانية على الحدود الرومانية - الأوكرانية».
وارتفع عدد المغاربة الذين غادروا أوكرانيا عبر المراكز الحدودية إلى 5 آلاف و303 حسب مصدر بوزارة الشؤون الخارجي، يتوزعون بين سلوفاكيا (2123 شخصاً)، وبولندا (1500 شخصاً)، وهنغاريا (1100 شخص)، ورومانيا (580 شخصاً).
في سياق آخر، غابت المملكة المغربية عن جلسة التصويت على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة تدين روسيا.
وجاء في بيان للوزارة أن عدم مشاركة المغرب «لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بخصوص موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا»، كما جدد التأكيد على ذلك بيان وزارة الخارجية بتاريخ 26 فبراير الماضي، وهو البيان الذي عبر فيه المغرب عن رفضه لاستعمال القوة في حل النزاعات وتمسكه بالوحدة الترابية للدول.
وصول أولى دفعات المغاربة العائدين من أوكرانيا
بوريطة: 8800 طالب مغربي يدرسون فيها
وصول أولى دفعات المغاربة العائدين من أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة