اعتقالات واسعة في الضفة تستهدف عناصر {الجهاد}

أعضاء من الجهاد يتحدثون للإعلام في مخيم جنين بعد قتل إسرائيل لاثنين من عناصر الحركة (إ.ب.أ)
أعضاء من الجهاد يتحدثون للإعلام في مخيم جنين بعد قتل إسرائيل لاثنين من عناصر الحركة (إ.ب.أ)
TT
20

اعتقالات واسعة في الضفة تستهدف عناصر {الجهاد}

أعضاء من الجهاد يتحدثون للإعلام في مخيم جنين بعد قتل إسرائيل لاثنين من عناصر الحركة (إ.ب.أ)
أعضاء من الجهاد يتحدثون للإعلام في مخيم جنين بعد قتل إسرائيل لاثنين من عناصر الحركة (إ.ب.أ)

شنت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، تركزت على عناصر حركة الجهاد الإسلامي، بعد يوم واحد من اشتباكات مسلحة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، قضى خلالها 2 من عناصر الحركة التي توعدت إسرائيل بالرد.
وطالت الاعتقالات 35 فلسطينياً على الأقل، بينهم 13 من جنين. وقالت مصادر في الجهاد، إن من بين المعتقلين، مسؤولين بارزين في الحركة وأسرى محررين. وجاءت الاعتقالات فيما يبدو، كجزء من حملة منظمة ضد حركة الجهاد التي كانت هددت إسرائيل بدفع الثمن، بعد قتلها 2 من عناصرها، الثلاثاء، في مخيم جنين شمال الضفة الغربية في اشتباك مسلح.
وتعرضت قوات إسرائيلية وصلت إلى مخيم جنين الذي يعد مركزاً لنشاط المسلحين الفلسطينيين من مختلف الفصائل الفلسطينية، لمقاومة مسلحة، قبل أن تقتل 2 من نشطاء الجهاد وتعتقل أحد مسؤولي الحركة. وأعلن مسلحون في جنين يتبعون للجهاد، الاستنفار، وقالوا في بيان إنهم يحملون الأسلحة أنهم سيستهدفون الإسرائيليين.
وفوراً، قلل المسؤول في الحركة خضر عدنان، من أثر الاعتقالات على قوتها في الضفة، وقال إن مثل هذه الاعتقالات ستزيد من حدة العمل ضد إسرائيل. وندد عدنان بحملة الاعتقالات التي استهدفت قادة الحركة خاصة شمال الضفة، وقال في تصريح صحافي، إن «اعتقال الشيخين المؤسسين بالجهاد خالد وهاني جرادات تماد احتلالي في استهداف شعبنا».
وأضاف: «اعتقال الاحتلال للشيخ الجاغوب في بيتا استكمال لحلقة الباب الدوار بعد اعتقاله مؤخراً عند السلطة ودوره الريادي في الدفاع عن جبل صبيح». وتابع: «استمرار استهداف معقل الجهاد في جنين هو جنون احتلالي سيزيد من حدة المقاومة». واعتبر عدنان، أن «التشييع الكبير للشهيدين البطلين في جنين عبد الله الحصري وشادي نجم، أفقد الاحتلال صوابه ليشن حملة الاعتقالات المسعورة».
وجاءت الاعتقالات الكبيرة في وقت يتصاعد فيه التوتر داخل السجون.
وأصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، بيانات حول الوضع في السجون بعد 25 يوماً من إطلاق الأسرى برنامجاً تصاعدياً ضد إدارة مصلحة السجون، رفضاً لقوانينها التي أقدمت على تغيير نظام «الفورة» (الفسحة)، الذي تمثل بتقليص المدة التي يقضيها الأسرى في الساحة، وعدد الأسرى الذين سيسمح لهم بالخروج في الدفعة الواحدة.
وقال نادي الأسير، إن حالة من الاستنفار تشهدها أقسام الأسرى في سجون الاحتلال، حيث أعلن الأسرى عن تنفيذ خطواتهم النضالية اليوم والمتمثلة بارتدائهم ملابس «إدارة السجون» (الشاباص). وأضاف: «هذه الخطوة تعني أنّ كل أسير على استعداد للمواجهة المباشرة مع السّجان، كجزء من برنامجهم النضالي المستمر منذ 25 يوماً، لصد الهجمة الممنهجة التي تنفذها إدارة السجون التي تحاول مجدداً سلب الأسرى منجزاتهم، وفرض مزيد من الإجراءات التنكيلية بحقّهم».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.