خبراء: الريف البريطاني يقدم فرص استثمار عقاري

قد يكون أفضل من القطاع الفاخر في لندن

جانب من عقارات ريفية في بريطانيا («الشرق الأوسط»)
جانب من عقارات ريفية في بريطانيا («الشرق الأوسط»)
TT

خبراء: الريف البريطاني يقدم فرص استثمار عقاري

جانب من عقارات ريفية في بريطانيا («الشرق الأوسط»)
جانب من عقارات ريفية في بريطانيا («الشرق الأوسط»)

مع تدني أسعار الفائدة وتزايد مخاطر الاستثمار في الأسهم، يتوجه الكثير من المستثمرين إلى قطاع العقار للاستثمار في عقارات إضافية؛ لأن القطاع يمثل حاليا نسبة أفضل من العوائد مع درجة عالية من الاستقرار أيضا. وفي الشهور الأخيرة زاد الإقبال على العقارات خارج لندن لأنها توفر قيمة أفضل من ناحية ولأن احتمالات الزيادة في أسعارها أعلى من عقارات لندن.
«الشرق الأوسط» توجهت إلى خبراء شركة ميدلتون التي تتخصص في العقارات والقصور الريفية البريطانية لسؤالهم عن أفضل المواقع للاستثمار العقاري خارج لندن، وخصوصا أن أسعار لندن حاليا بدأت في مرحلة تراجع نسب النمو.
مدير شركة ميدلتون للاستشارات العقارية مارك باركنسون يرى عدة ضواحي في وادي أكسفورد كمواقع جيدة للاستثمار في عقارات ثانية، ويذكر على وجه التحديد قرى مثل هامبلدون وتورنفيل، وهي مواقع جمال طبيعي وتم تصوير الكثير من الأفلام والأعمال التلفزيونية فيها. وتتميز هذه القرى بأنها تحتوي على كل الخدمات مع نوعيات عقار جيدة. كذلك يرى باركنسون أن المواقع القريبة من الطريق السريع «إم 40» الذي يصل بين المنطقة ولندن، تمثل قيمة عقارية جيدة.
وهو يرى أن هناك الكثير من الطلب على عقارات هامبلدون الفاخرة التي توفر كافة لمسات الفخامة ولكن في حجم مدمج. وهي تناسب هؤلاء الذين يبحثون عن عقار استثماري أو ينتقلون من قصور ريفية كبيرة الحجم نحو عقارات أصغر حجما. وبيعت عقارات من هذا النوع مؤخرا بأسعار أعلى من العقارات الريفية الأخرى بنسب وصلت إلى 60 في المائة، خصوصا تلك التي توجد على مقربة من الخدمات المحلية ومن وسط القرية. وهو يعتقد أن فرص العقارات الجيدة من هذا النوع لا تصل إلى السوق إلا مرة كل خمس سنوات أو عشر.
المستشار العقاري مارك كرامتون من شركة ميدلتون تحدث بصراحة وقال إنه فيما يخص أفضل الفرص الاستثمارية لا توجد للأسف كنوز مخفية في الريف البريطاني تنتظر الاستثمار فيها؛ لأن السوق تعاني من ندرة العقارات الجيدة المتاحة، فالعثور على الفرص المجدية يعتمد على الصبر والكثير من الجهد والحصول على النصيحة الاستثمارية الجيدة.
وهو يؤكد أن أفضل العوائد تأتي دوما من الاستثمار في أرقى قطاعات العقار وفي أفضل المواقع.
وهو يرى أن أفضل المواقع هي تلك التي تجمع بين الريف البريطاني الخلاب وسهولة الوصول إلى لندن ووجود نوعية جيدة من المدارس. وهو يرى المسافة المحتملة من لندن هي 90 دقيقة من الباب إلى الباب لمعظم هؤلاء الذين لهم أشغال في لندن. وقد يعني ذلك قيادة السيارة إلى محطة القطار المحلية لمدة 20 دقيقة ثم رحلة بالقطار مدتها ما بين نصف ساعة إلى ساعة للوصول إلى لندن.
وبناء على هذا التحليل فإن نقاط العقار الساخنة توجد في مدن باسينغتوك وهيزلمير وغيلدفورد وميدنهيد وريدنغ وبايكونزفيلد وحول مدينة هاربندن.
وهو يضيف أن أنماط العقار التي تفوقت في إنجازها في السنوات الأخيرة والتي يتوقع لها أن تستمر في الإنجاز الجيد هي المنازل العائلية التاريخية التي تقع على أطراف قرية مع عدم وجود سلبيات مثل ضوضاء الطريق أو جيران بالقرب أو وجود خطوط كهرباء ضغط عال. وإذا كانت مثل هذه العقارات تحتوي على حمامات سباحة أو ملاعب تنس وعلى مساحات إضافية مساحتها فدانان على الأقل مع مشاهد ريفية، فهي بالتأكيد تثير الاهتمام والكثير من الطلب عليها.
وهو ينبه إلى أن العقارات المماثلة التي تقع في ضواحي لندن القريبة مثل مدينتي اسكوت أو ويبردج تكون حساسة جدا للتقلبات الاقتصادية وتعكس بسرعة حالة السوق صعودا أو هبوطا. وبصفة عامة تعد سوق العقارات الريفية حساسة للنوعية، فالعقارات متميزة النوعية تباع بسرعة وبأعلى الأسعار، على الرغم من معظم المشترين يفضلون تغيير المطابخ والحمامات بعد الشراء. أما العقارات التي تتطلب الكثير من التجديد فهي تحتاج إلى فترة أطول من أجل البيع وهي أيضا حساسة من ناحية السعر.
خبير ثالث من شركة ميدلتون هو أيد فوستر يقول لـ«الشرق الأوسط» إن أسعار عقارات لندن وصلت إلى آفاق قياسية، مما دعا الكثير من المستثمرين إلى التوجه إلى الريف من أجل عقارات توفر آفاقا أفضل للنمو. وهي يرى الاختيار الأفضل واضحا بين عقارات وسط لندن حيث سعر القدم الواحد يتراوح بين 3 آلاف و6 آلاف إسترليني وبين عقارات ريفية قريبة من نوعية جيدة بأسعار للقدم الواحد تتراوح بين 450 إلى ألف إسترليني فقط.
وهي يرى مقاطعة باكنغهامشير موقعا جيدا للاستثمار العقاري الريفي لأنها تتمتع بسجل جيد من الحفاظ على القيمة حتى في أسوأ مراحل الركود العقاري. وفي مرحلة الكساد الأخيرة (2008) تراجعت أسعار العقار في بريطانيا بوجه عام بنسبة 16 في المائة بينما تراجعت عقارات مدينة بيكونزفيلد في باكنغهامشير بنسبة 5 في المائة فقط، ثم عادت وتفوقت الآن على معدل أسعار 2007 بنسبة 10 في المائة.
وهو يرى أن هذه المنطقة توفر مزايا أفضل من لندن وتقع أيضا قريبة بدرجة كافية لمن يريد أن يتردد على لندن لمباشرة أعماله. وهي أيضا منطقة تحتوي على نوعية جيدة من العقار تناسب كل الأذواق من طرازات عصرية وتقليدية تعود إلى العصر الإدواردي في بدايات القرن العشرين. وهي جميعا قريبة من محطات قطار تربط المقاطعة بوسط لندن في غضون 20 دقيقة.
بالإضافة إلى ذلك تضم المنطقة الكثير من المدارس الابتدائية والثانوية المتفوقة التي يختار منها الآباء ما يناسب أطفالهم. وهي منطقة جذابة للاستثمار العقاري خارج لندن وتوفر حاليا أفضل فرص النمو.
ويتفق الكثير من الخبراء الآن على أن أسعار العقار في لندن وصلت إلى آفاقها القصوى وبدأت في التراجع، حسب ما تشير إليه إحصاءات الشركات وصفقات البيع مؤخرا، وانعكس هذا التحول على نشاط استثماري متزايد في عقارات خارج لندن تشمل الأرياف والمدن البريطانية الأخرى. وإذا استمر هذا التوجه في السنوات المقبلة، فإن الأسعار خارج لندن سوف تزداد بنسب أعلى، ويعني ذلك أنها مناطق قد تكون أكثر جدوى استثمارية من عقارات لندن في المستقبل.
وكان القطاع الفاخر في عقارات لندن هو الأكثر تضررا في الآونة الأخيرة من تغييرات ضريبية وأخرى محتملة بعد الانتخابات العامة في شهر مايو (أيار) المقبل. وأكدت شركات تداول العقار أن نشاط البيع والشراء في لندن تراجع بشدة، كما أن نسبة 77 في المائة من العقارات المعروضة للبيع بيعت بأقل من الأسعار التي عرضت بها. وقدر عدد من السماسرة أن نشاط البيع هذا العام انخفض بنسبة 50 في المائة عما كان عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ويقول ديفيد آدامز مدير شركة جون تيلور العقارية إن معظم المستثمرين المحليين اختفوا من السوق خوفا من ضريبة العقارات التي اقترحها حزب العمال المعارض على القطاع الفاخر (من 5 إلى 10 ملايين إسترليني / 7.5 إلى 15 مليون دولار)، ولذلك فإن الشركة تتعامل في أغلب الوقت مع مشترين أجانب خصوصا من منطقة الشرق الأوسط.
أما في القطاع الأدنى بحد أقصى 1.5 مليون إسترليني (2.25 مليون دولار) فما زالت الصفقات نشيطة ولكن مسألة المزايدات على الأسعار انتهت. ويساهم في نشاط هذا القطاع انخفاض تكلفة الاقتراض العقاري إلى أدنى مستوياتها التاريخية. وفي هذا القطاع تقول شركة كينلي فوكارد أند هايوارد إن أفضل الاستثمارات يمكن أن تدر إيجارا يصل إلى نسبة 5 في المائة من ثمن العقار، مع زيادة مطردة في ثمن العقار نفسه، ولكن بشرط الاختيار الحكيم لموقع العقار. ومع هذا فإن أحد الدلائل على أن سوق عقارات لندن تتراجع أن لائحات البيع على العقارات التي كانت تختفي في اليوم التالي لتعليقها تبقى الآن لأسابيع وربما لشهور قبل أن يظهر المشتري المناسب. وعلى العكس فإن المدن البريطانية الأخرى تشهد نشاطا متزايدا بعضه من سكان لندن الذين يريدون الخروج من المدينة والبعض الآخر من المستثمرين الأجانب الذين يرون في هذه المناطق فرصا استثمارية أفضل من عقارات لندن.
وفيما تتراجع أسعار لندن فإن أسعار اسكوتلندا كانت الأعلى نمو في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. ومن بين كل المدن البريطانية، بما في ذلك لندن. كانت مدينة بيرنلي المغمورة في مقاطعة لانكشير، حيث يقل سعر العقار في المتوسط عن 100 ألف إسترليني، هي الأكثر نموا بين 64 مدينة عقارية بنسبة 4.6 في المائة، وجاءت مدينة ميلتون كينز شمال لندن في المركز الثاني بنسبة 3.7 في المائة. وفي لائحة أكبر عشر مدن نموا سعريا ظهرت مدن مثل يورك وشيفيلد وغريمسبي.
ولكن هذا لا يعني أن الأسعار خارج لندن تنطلق في النمو بوجه عام، فهناك مناطق لم تصل إلى قاع الهبوط بعد، وفق ما يقوله ريتشارد دونيل مدير الأبحاث في شركة هومتراك. وهو يشير إلى أن المسألة متعلقة بوجود الوظائف المحلية التي تدعم الدخل الفردي وتؤدي إلى زيادة الطلب على العقار.
المؤشرات الحالية تؤكد أن النمو الاقتصادي في مدن خارج لندن سوف يؤدي إلى ارتفاع تدريجي في أسعار العقار بينما تساهم قيود الاقتراض وارتفاع الأسعار قياسيا في لندن إلى الحد من الطلب وبالتالي تراجع الارتفاع السعري الذي شهدته المدينة في السنوات الأخيرة.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.