لماذا يخفت بريق النجوم في تشيلسي؟

من كاي هافرتيز مروراً بتيمو فيرنر وكريستيان بوليسيتش وصولاً إلى روميلو لوكاكو

يضم تشيلسي كوكبة من المهاجمين الجيدين الذين لم يستطيعوا حسم نهائي كأس الرابطة قبل الخسارة بركلات الترجيح (رويترز)
يضم تشيلسي كوكبة من المهاجمين الجيدين الذين لم يستطيعوا حسم نهائي كأس الرابطة قبل الخسارة بركلات الترجيح (رويترز)
TT

لماذا يخفت بريق النجوم في تشيلسي؟

يضم تشيلسي كوكبة من المهاجمين الجيدين الذين لم يستطيعوا حسم نهائي كأس الرابطة قبل الخسارة بركلات الترجيح (رويترز)
يضم تشيلسي كوكبة من المهاجمين الجيدين الذين لم يستطيعوا حسم نهائي كأس الرابطة قبل الخسارة بركلات الترجيح (رويترز)

خلال مباراة الدور نصف النهائي لكأس العالم للأندية بين تشيلسي والهلال السعودي، كان المدير الفني السابق لنادي آرسنال، آرسين فينغر، يجلس في الاستوديو لتحليل اللقاء لإحدى القنوات التلفزيونية. وبالنسبة لأولئك الذين كانوا قريبين من فينغر في استاد محمد بن زايد، كان من المستحيل ألا يلاحظوا مدى تقدير المدير الفني الفرنسي للاعب تشيلسي الشاب كاي هافرتيز، فقد كان معجباً بشدة بتحركاته داخل الملعب والطريقة التي يظهر بها في أماكن غير متوقعة، وكان لديه شعور دائم بأن هافرتيز قادر على القيام بشيء مميز في أي لحظة.
لكن ذلك لم يحدث أبداً من جانب اللاعب الألماني الشاب. فعندما انطلق من الجهة اليسرى ورفع كرة عرضية داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 32 من عمر اللقاء، تطلب الأمر خطأ دفاعياً قاتلاً من مدافعي الهلال، لكي يحرز روميلو لوكاكو هدف الفوز للبلوز. وبعد ذلك، وعندما قام لاعب باير ليفركوزن السابق باختراق فردي في منتصف الشوط الثاني، سدد الكرة في القائم عندما سنحت له الفرصة لتسجيل هدف بمجهود فردي رائع.
وكانت هذه واحدة من اللحظات الأخرى التي كان فيها هافرتيز قريباً من إحراز هدف، وهو ما يجعل الأمر يبدو كأن اللعنة التي تطارده هي أنه دائماً ما يكون قريباً من إحراز أهداف رائعة، لكنه لا يفعل ذلك في نهاية المطاف. ربما يفتقر اللاعب الألماني الشاب للمسة النهائية أمام المرمى، وعلى الرغم من كل تحركاته الأنيقة داخل الملعب فإن هناك أوقاتاً يبدو فيها غير قادر على الوصول إلى مستويات أعلى، وهو الأمر الذي منعه من أن يصبح لاعباً أكثر حسماً وهيمنة في تشيلسي.
ومع ذلك، فمن الواضح للجميع أن هافرتيز يمتلك قدرات وفنيات هائلة، وهي القدرات التي لمحها فينغر من بعيد، ورآها المدير الفني لتشيلسي توماس توخيل عن قرب، وينطبق الأمر نفسه أيضاً على زملاء هافرتيز في تشيلسي. لقد كانت لديهم ثقة تامة في قدراته حتى عندما كان يعاني من أجل التكيف مع كرة القدم الإنجليزية الموسم الماضي. لقد رأى لاعبو تشيلسي في التدريبات أن اللاعب الألماني يمتلك قدرات هائلة تمكنه من تقديم لمحات فنية ومهارية رائعة. ومع ذلك، لم يقدم هافرتيز المستويات المتوقعة منه حتى الآن. لقد انضم اللاعب الألماني الشاب إلى البلوز مقابل 62 مليون جنيه إسترليني وتوقع الجميع أن يحفر اسمه بقوة في تاريخ النادي، لكنه لم يصل حتى الآن إلى الحدود القصوى للإمكانات الهائلة التي يمتلكها. في الحقيقة، لم تكن الفترة التي قضاها هافرتيز في تشيلسي حتى الآن مذهلة، لكن يمكن القول إنه كان جيداً.
ومن غير الواضح ما إذا كان أفضل مركز له داخل الملعب هو المهاجم الوهمي أم صانع الألعاب التقليدي. لكن ما الذي يجب التركيز عليه بصورة أكبر: خيبة الأمل المتمثلة في إحرازه ستة أهداف فقط في 44 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز؟ أم إحرازه هدف الفوز التاريخي على مانشستر سيتي في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي؟ وهل يجب أن نركز بشكل أكبر على عدم قدرته على فرض نفسه على التشكيلة الأساسية لتشيلسي بصورة دائمة؟ أم على ركلة الجزاء التي أحرزها في مرمى بالميراس البرازيلي ليقود تشيلسي للحصول على لقب كأس العالم للأندية الشهر الماضي؟
ربما يكمن الشيء الإيجابي في أن هافرتيز، البالغ من العمر الآن 22 عاماً، يتألق عندما يوضع تحت الضغط. وبناءً على سجله في المباريات الكبيرة، كان من المفترض أن يلعب هافرتيز دوراً حاسماً في المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بين تشيلسي وليفربول، لكن ذلك لم يحدث وفاز ليفربول باللقب بعد نهاية المباراة والشوطين الإضافيين بالتعادل السلبي والاحتكام لركلات الجزاء. لقد سجل هافرتيز بالفعل في مرمى ليفربول هذا الموسم - رأسية ذكية على ملعب آنفيلد في أغسطس (آب) الماضي. ومن الواضح للجميع أن تشليسي يكون أكثر مرونة وشراسة عندما يلعب هافرتيز في الخط الأمامي بدلاً من المهاجم البلجيكي العملاق روميلو لوكاكو، الذي لم يشارك في التشكيلة الأساسية للبلوز أمام ليل الفرنسي في دوري أبطال أوروبا في ذهاب دور الـ16.
وقد انتهز هافرتيز هذه الفرصة أمام ليل وقدم مستويات جيدة وكان يضغط على لاعبي الفريق المنافس بقوة ويتحرك بذكاء ويربط بين خطي الوسط والهجوم، وسجل هدفاً جيداً، وبالتالي كان من المنطقي أن يواصل توخيل الاعتماد عليه ويدفع به في التشكيلة الأساسية أمام ليفربول على حساب لوكاكو. ومع ذلك، فإن تذبذب مستوى هافرتيز وعدم قدرته على تقديم مستويات جيدة لفترات طويلة يعني أنه لا توجد ضمانات بأنه سيصل إلى مستويات أعلى. لقد فشل هافرتيز في الوصول إلى نفس مستوى نجم ليفربول محمد صلاح، الذي يمكن القول إن إنتاجيته الهجومية الرائعة تسبب إحراجاً شديداً لكل مهاجمي تشيلسي!
قد تكون هذه تجربة مزعجة لمسؤولي تشيلسي، الذي يضم كوكبة من اللاعبين الجيدين في خط الهجوم، لكن لا يرتقي أي منهم إلى مستوى النخبة. وكما اعترف أحد أفراد الطاقم الفني لتشيلسي هذا الموسم بشكل خاص، فإن الفريق لا يضم لاعباً بمستوى صلاح أو نجم مانشستر سيتي كيفين دي بروين. ورداً على ذلك، قال أحد الشخصيات في تشيلسي مؤخراً: «شكراً جوزيه!»، في إشارة إلى المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي قام خلال فترة ولايته الثانية في «ستامفورد بريدج»، ببيع صلاح ودي بروين، اللذين يعدان الآن من بين أفضل اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز.
كان صلاح في الحادية والعشرين من عمره عندما انتقل إلى تشيلسي قادماً من بازل السويسري في 2014. كان اللاعب المصري رائعاً، لكن مورينيو لم يكن يعتمد عليه أو على دي بروين في المباريات، وأبقاهما على مقاعد البدلاء. ويتذكر لاعبون في تلك الحقبة بأنهم كانوا يشعرون بالحرج بسبب معاملة مورينيو لصلاح. ونتيجة لذلك، لا يستطيع تشيلسي التوجه إلى هذه الطريق مرة أخرى. كانت هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها تشيلسي صلاح في نهائي كبير، ومن المؤكد أن نظرة واحدة إليه وهو يرتدي القميص الأحمر ستكون كافية لإقناع مسؤولي تشيلسي بعدم السماح لليفربول بالاستفادة من نفاد صبرهم مرة أخرى - بمعنى أنه إذا لم يتحلى مسؤولو تشيلسي بالصبر وتخلوا عن أحد اللاعبين الشباب المميزين فإنه قد ينتقل إلى ليفربول ويتألق معه على غرار ما حدث مع صلاح.


كاي هافرتيز وتيمو فيرنر (غيتي)

بطبيعة الحال، فإن الأمر لا يقتصر على هافرتيز وحده، حيث فشل عدد كبير من مهاجمي تشيلسي في تقديم المستويات المتوقعة منهم رغم انضمامهم إلى النادي بمبالغ مالية طائلة، وبالتالي لم يكن من المفاجئ أن يكونوا غير سعداء في «ستامفورد بريدج». الأمر لا يتعلق فقط بلوكاكو، الذي ربما لن ينتقل إلى أي مكان آخر لأنه كلف خزينة النادي 97.5 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي. لكن يجب على توخيل أيضاً التفكير في تيمو فيرنر، الذي ربما يستعيد مستواه السابق في حال انتقاله إلى نادٍ آخر، وقد تكون هناك محادثات صعبة أخرى إذا كان النجم الأميركي كريستيان بوليسيتش يريد الرحيل هو الآخر.
وقد يتحول بوليسيتش، الذي يرتبط مع البلوز بعقد حتى عام 2024، إلى صلاح آخر. ولم يرتقِ اللاعب الأميركي البالغ من العمر 23 عاماً إلى مستوى التوقعات منذ انتقاله إلى تشيلسي قادماً من بوروسيا دورتموند مقابل 58 مليون جنيه إسترليني في عام 2019، لكنه «ليس قضية خاسرة»، إن جاز التعبير، فهو لاعب قادر على تشكيل خطورة هائلة على مرمى المنافسين عندما يكون واثقاً من نفسه، وكان هدفه في مرمى ليل الفرنسي، الذي لم يستطع التعامل مع سرعته الفائقة وقدرته على الاختراق المباشر، بمثابة تذكير بما يمكن أن يفعله عندما يكون لائقاً تماماً.
هذه أوقات معقدة للغاية بالنسبة لتشيلسي. يمكن أن يحدث تغيير خلال الصيف المقبل، لكن من المؤكد أن ذكرى فقدان صلاح ودي بروين تؤرق صناع القرار في «ستامفورد بريدج». وبالتالي، يتعين على تشيلسي أن يأخذ العظة والعبرة مما حدث مع صلاح ودي بروين، ويعطي هافرتيز الفرصة اللازمة للتطور والتحسن حتى لا يندم مرة أخرى. صحيح أن اللاعب الألماني الشاب لم يصل إلى مستويات أعلى كما كان متوقعاً بعد هدفه التاريخي في مرمى مانشستر سيتي بنهائي دوري أبطال أوروبا في مايو (أيار) الماضي، لكنه يسير في الاتجاه الصحيح. ويجب ألا ينسى تشيلسي أن هافرتيز كان صاحب الفضل الأول في الوصول إلى المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على ملعب ويمبلي بعدما سجل في مباراة الدور نصف النهائي أمام توتنهام.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.