«الوزراء» السعودي يجدد التأكيد الخليجي على دعم الجهود لخفض التصعيد في أوكرانيا

شدد على موقف المملكة الثابت تجاه ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل

خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
TT

«الوزراء» السعودي يجدد التأكيد الخليجي على دعم الجهود لخفض التصعيد في أوكرانيا

خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)

رحب مجلس الوزراء السعودي، بقرار مجلس الأمن الدولي بتصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية، وتوسيع الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن ليشمل جميع أفراد الميليشيا بعدما كان مقتصرا على أفراد وشركات محددة، معرباً عن التطلع إلى أن يسهم هذا القرار في وضع حدٍ لأعمالها الإرهابية وداعميها، وتحييد خطرها على الشعب اليمني والأمن والسلم الدوليين.
كما تابع المجلس، ما يشهده العالم من تطورات على المستويات السياسية والأمنية، مشيراً إلى ما صدر عن مجلس التعاون الخليجي من التأكيد على دعم الجهود الدولية لخفض التصعيد في أوكرانيا من خلال الحوار والدبلوماسية، «بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار، ويفسح المجال أمام إجراء مباحثات تفضي إلى حل سياسي للأزمة».
جاء ذلك ضمن الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، التي عقدت أمس في قصر اليمامة بمدينة الرياض، حيث جدد المجلس موقف بلاده الثابت تجاه ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، وما أكدته خلال مشاركتها في «مؤتمر نزع السلاح» نهاية الشهر الماضي في جنيف، من دعمها التعاون لحظرها ومنع انتشارها، وضرورة تمسك جميع الدول بالتزامات معاهدة عدم الانتشار النووي، وإسهامها في الجهود المبذولة في هذا الشأن، كما تطرق، إلى ما أكدته المملكة خلال أعمال مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا من دعمها الجهود الهادفة لضمان أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم، والعمل مع الشركاء الدوليين لإنهاء الأزمة اليمنية عبر وقف شامل لإطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي شامل وفقاً للمرجعيات الثلاث.
من جانب آخر، استذكر مجلس الوزراء بمناسبة ذكرى تأسيس الدولة السعودية في عام 1139هـ (1727م)، معرباً عما عبر عنه قادة وزعماء العالم من تهنئة ومشاعر نبيلة للسعودية بهذه المناسبة التي تعد احتفاءً بتاريخ وطن أسس على الطموح والإيمان في جميع أطواره التاريخية ليكون نبراساً للبناء ومنارةً للحضارة.
واطلّع مجلس الوزراء، على فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه ولي العهد، من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وما جرى خلاله من بحث المستجدات الإقليمية والدولية لاسيما الأوضاع في أوكرانيا وأثرها على أسواق الطاقة، وتأكيد السعودية حرصها على استقرار أسواق البترول وتوازنها والتزامها باتفاق (أوبك بلس)، وإضافة إلى مضمون الاتصال الذي أجراه ولي العهد، بالرئيس النيجيري محمد بخاري.
وأوضح الدكتور ماجد القصبي وزير الإعلام المكلف لوكالة الأنباء السعودية، أن المجلس تناول ما اشتمل عليه الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي السادس والعشرون، من التأكيد على أهمية تكثيف العمل المشترك تجاه الأمن والسلم الدوليين، وتوطيد التعاون في مجال الحفاظ على البيئة والتصدي للتغير المناخي، وأشار المجلس، إلى المؤتمر الدولي لتقنية البترول لعام 2022 الذي عقد بالرياض، بمشاركة وزراء وخبراء ومهتمين من 70 دولة، وما جرى خلاله من التأكيد على سعي المملكة إلى ضمان مناعة ركائز عالم الطاقة الثلاث المتمثلة في أمن إمدادات الطاقة الضرورية، والتنمية الاقتصادية المستمرة من خلال توفير مصادر طاقة موثوقة، ومواجهة التغير المناخي.
وثمّن مجلس الوزراء، تمكن شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» من اكتشاف عدد من حقول الغاز الطبيعي في المنطقة الوسطى ومنطقة الربع الخالي ومنطقة الحدود الشمالية والمنطقة الشرقية.
وعدّ المجلس، حصول السعودية على المركز الأول في مجال توفر الخدمات الرقمية وتطورها في مؤشر نضج الخدمات الحكوميّة الإلكترونية والنقّالة الصادر من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الإسكوا»، تتويجاً للتكامل والعمل المشترك بين الجهات الحكومية لتحقيق التحول الرقمي الحكومي أحد مستهدفات «رؤية 2030».
واتخذ المجلس، عددا من القرارات، منها: تفويض وزير الطاقة، أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب العماني في شأن مشروع اتفاقية تعاون بين السعودية وحكومة سلطنة عُمان في مجال الطاقة، والموافقة على مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة في السعودية ووزارة التجارة والصناعة في سنغافورة في مجال الطاقة، والموافقة على مذكرة تفاهم في مجال السياحة بين وزارة السياحة في السعودية ووزارة الشؤون الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة.
وقرر المجلس، تفويض رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية، أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب البريطاني في شأن مشروع مذكرة تعاون بين الصندوق السعودي للتنمية في السعودية ووزارة الخارجية والتنمية في المملكة المتحدة، وتشكيل لجنة باسم «لجنة صناعة اللقاحات والأدوية الحيوية»، برئاسة وزير الصناعة والثروة المعدنية، وتكون اللجنة هي الجهة المختصة في المملكة فيما يتعلق بتنظيم وصناعة الأدوية الحيوية وتطويرها.
وإسناد مهام إنشاء وتشغيل وصيانة محطات تنقية مياه السدود والمياه الجوفية وإعمارها، التي تزيد سعات إنتاجها اليومية على 5000 متر مكعب، إلى المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وتجديد عضوية كل من: الدكتور ماهر بن سعد بن جديد، وعبد الله بن غيثان الشمراني، وتعيين الدكتورة / هيلة بنت عبد الله الخلف، ورشا بنت محمد البلاع في مجلس إدارة هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، والموافقة على ترقيات للمرتبتين «الخامسة عشرة» و«الرابعة عشرة».
كما اطلع المجلس، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارة الحج والعمرة، والمؤسسة العامة للحبوب، وهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، والمركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية، والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني، وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية، واتخذ ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


مقالات ذات صلة

السعودية تُرحِّب بـ«محادثات جدة» لإنهاء أزمة أوكرانيا

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)

السعودية تُرحِّب بـ«محادثات جدة» لإنهاء أزمة أوكرانيا

رحّب مجلس الوزراء السعودي بالمحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا التي تستضيفها المملكة ضمن مساعيها لإنهاء الأزمة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين يصل إلى جدة قادماً من الرياض

وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى جدة قادماً من الرياض.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج المؤتمر عزز التآخي والتضامن الإسلامي بين المذاهب كافة (رابطة العالم الإسلامي)

اعتماد الخطة التنفيذية لـ«وثيقة بناء الجسور» بين المذاهب الإسلامية

تبنَّى كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها، السبت، «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي»، واعتمدوا الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة «بناء الجسور بين المذاهب».

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
الخليج عززت النسخة الثانية من المؤتمر أبعاد الألفة الإسلامية نحو فعالية تجاوزت مُعاد الحوارات ومكرَّرها (رابطة العالم الإسلامي)

مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب» يعزز منهج الاعتدال ويدحض خطاب الطائفية

عززت النسخة الثانية من مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، أبعار الألفة الإسلامية عبر عمل مؤسسي منهجي تبلور في مبادراتٍ ومشروعاتٍ تعزز من منهج الاعتدال.

إبراهيم القرشي (مكة المكرمة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس)

خادم الحرمين وولي العهد يدعمان «حملة العمل الخيري» بـ70 مليون ريال

قدَّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تبرعين سخييّن لـ«حملة العمل الخيري» الخامسة بلغا 70 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تأكيد عربي على محورية السعودية في صناعة السلام

جانب من المحادثات الأميركية - الأوكرانية في جدة الثلاثاء (د.ب.أ)
جانب من المحادثات الأميركية - الأوكرانية في جدة الثلاثاء (د.ب.أ)
TT

تأكيد عربي على محورية السعودية في صناعة السلام

جانب من المحادثات الأميركية - الأوكرانية في جدة الثلاثاء (د.ب.أ)
جانب من المحادثات الأميركية - الأوكرانية في جدة الثلاثاء (د.ب.أ)

ثمّنت منظمات عربية، الثلاثاء، استضافة السعودية المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة، مؤكدين أن هذه المبادرة تعكس مكانة المملكة وريادتها في صناعة السلام.

وأوضح جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أن الاستضافة تؤكد ثقة المجتمع الدولي بدور السعودية المهم والفعال في ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين، وتعكس مكانتها المحورية بصفتها دولة رائدة في صناعة السلام وحل النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية، مضيفاً أن هذه المحادثات تأتي ضمن مساعي المملكة المستمرة لحل الأزمة في أوكرانيا، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالمي.

الوفدان الأوكراني والأميركي بعد اجتماعهما في جدة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأشار البديوي إلى أن الاستضافة تؤكد التزام السعودية الراسخ بأهمية الدبلوماسية في تقريب وجهات النظر والحوار لإحلال الأمن والاستقرار، مستندةً بذلك إلى إرثٍ من المبادرات السياسية الحكيمة والمساعي الحميدة التي جعلتها وسيطاً موثوقاً في عدة أزمات بالمنطقة والعالم، وسياستها الثابتة المرتكزة على تعزيز التعاون الدولي وتوحيد الجهود لحل القضايا الكبرى المؤثرة في السلم الإقليمي والعالمي.

بدوره، ثمّن أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، هذه الاستضافة الهادفة إلى إيجاد تسوية تفضي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وقال في تصريح له، إنها تعكس دور السعودية المؤثر على صعيد تعزيز السلام في العالم، فضلاً عن ثقة الأطراف في قدرتها على الاضطلاع به.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندري سيبيها خلال حضورهما الاجتماع في جدة (أ.ف.ب)

من ناحيته، أشاد محمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، بالاستضافة في إطار الجهود الهادفة إلى تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية. وثمّن في تصريح لـ«وكالة الأنباء السعودية»، المبادرة التي تعكس التزام المملكة بدعم جهود السلام الدولية، ومساعيها الحميدة لتعزيز الأمن والاستقرار في العالم.

وأضاف اليماحي أن هذه المبادرة تنطلق مما تتمتع به من ثقل سياسي ودبلوماسي في المنطقة والعالم، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ودعمهما الدائم للمبادرات التي تساهم في تحقيق الأمن العالمي.