السيستاني يرفض قرار الكونغرس الأميركي ويدعو إلى اتخاذ موقف وطني موحد

مصادر مطلعة: مقتدى الصدر بصدد رفع تجميد الجناح العسكري للتيار وضرب مصالح أميركية في العراق

مظاهرة ضخمة  لأتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مناهضة للولايات المتحدة خرجت عقب صلاة الجمعة أمس رافعة شعارات منددة بقرار الكونغرس الاميركي (أ.ب)
مظاهرة ضخمة لأتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مناهضة للولايات المتحدة خرجت عقب صلاة الجمعة أمس رافعة شعارات منددة بقرار الكونغرس الاميركي (أ.ب)
TT

السيستاني يرفض قرار الكونغرس الأميركي ويدعو إلى اتخاذ موقف وطني موحد

مظاهرة ضخمة  لأتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مناهضة للولايات المتحدة خرجت عقب صلاة الجمعة أمس رافعة شعارات منددة بقرار الكونغرس الاميركي (أ.ب)
مظاهرة ضخمة لأتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مناهضة للولايات المتحدة خرجت عقب صلاة الجمعة أمس رافعة شعارات منددة بقرار الكونغرس الاميركي (أ.ب)

انضم المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني لرافضي مشروع القرار الذي قدمه الكونغرس الأميركي والذي ينص على تسليح السنة والأكراد بمعزل عن الحكومة الاتحادية. وفيما أثار مشروع القرار ردود فعل غاضبة من مختلف الكتل والقوى السياسية فضلا عن الحكومة العراقية فإن الأنظار كانت تتجه إلى مدينة النجف حيث موقف المرجعية الدينية العليا هناك.
وفي هذا السياق فقد أكد ممثل المرجعية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة أمس «لقد تم التأكيد على أن المساعدات الخارجية التي تقدم للعراقيين في حربهم ضد الإرهاب وسعيهم للتخلص من عصابات داعش الإرهابية يجب ألا تمس بحال من الأحوال سيادة العراق ووحدة أرضه وشعبه»، مؤكدا أنه «لا يمكن القبول بالقرار الأخير الذي صوت عليه مجلس النواب الأميركي الذي يسمح بتقديم مساعدات لبعض المناطق من غير طريق الحكومة، أضاف الكربلائي، أنه «يفترض بالقوى السياسية أن يكون لها موقف واضح ضد هذا الأسلوب في التعامل مع الشعب العراقي»، مشددة على ضرورة «بذل أقصى الجهود في الاتفاق على رؤية واحدة في تخليص المناطق».
وكانت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي مشروع قانون طرحه عضوها ماك ثورنبيري يفرض شروطا لتخصيص مساعدات عسكرية أميركية للعراق بقيمة 715 مليون دولار من ميزانية الدفاع لعام 2016. وينص القرار على تخصيص المبلغ المذكور للقوات المشاركة في القتال ضد تنظيم داعش، على أن يذهب 25 في المائة منه مباشرة إلى قوات البيشمركة والقوات السنية.
واشترط القرار صرف الـ75 في المائة المتبقية بعد أن تقدم وزارتا الدفاع والخارجية ما يثبت التزام الحكومة العراقية بعملية المصالحة الوطنية، وفي حال فشلتا في إثبات ذلك، يذهب 60 في المائة من المبلغ المتبقي للقوات الكردية والسنية.
وفي نفس السياق طبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من التيار الصدري فإن زعيم التيار مقتدى الصدر يوشك على اتخاذ برفع التجميد عن الجناح العسكري للتيار للقيام بأعمال ضد المصالح الأميركية في العراق والعالم. من جانبها فقد نفت الخارجية الأميركية وجود أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق، الذي تريده «قويا وموحدا ومستقرا» ليسهم في استقرار المنطقة.
وقالت الخارجية الأميركية في معرض تعليق على مشروع قرار الكونغرس، ويدعو إلى الاعتراف بالمقاتلين السنة وقوات البيشمركة الكردية كـ«دولتين» ويتم دعمهما بالمال والسلاح مباشرة وليس من خلال الحكومة العراقية، نشرته على موقعها الإلكتروني، وتابعته «أوان»، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، خلال إيجازها الصحافي إن «سياسة الإدارة الأميركية واضحة وثابتة بدعم عراق موحد»، مشيرة إلى أن «الإدارة الأميركية طالما أكدت أن العراق يكون أقوى بتوحده، وأن استقراره يشكل عاملا مهما لاستقرار المنطقة».
وأضافت هارف، أن «سياسة الولايات المتحدة بقيت كما هي أيضا تجاه العراق بشأن تقديم المساعدات العسكرية له وتجهيزه بالمعدات التي يحتاجها»، مبينة أن «تجهيزات السلاح يجب أن تتم عبر التنسيق مع حكومة العراق المركزية ذات السيادة، أن مشروع قرار لجنة الدفاع بالكونغرس، لا يعكس سياسة الإدارة الأميركية».
وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، عن اعتقادها أن تلك «السياسة هي أكثر الطرق فعالية لدعم جهود التحالف الدولي»، مؤكدة أن «الإدارة الأميركية تتطلع للتنسيق مع الكونغرس لتوحيد المواقف التي يمكن من خلالها تقديم الدعم لتلك القضية المهمة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.