مواجهات في القدس على وقع الاحتفالات بـ«الإسراء والمعراج»

فعاليات إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في باب العامود بالقدس أمس (وفا)
فعاليات إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في باب العامود بالقدس أمس (وفا)
TT

مواجهات في القدس على وقع الاحتفالات بـ«الإسراء والمعراج»

فعاليات إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في باب العامود بالقدس أمس (وفا)
فعاليات إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في باب العامود بالقدس أمس (وفا)

تفجرت مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في ساحة باب العامود في القدس، ظهر أمس، ما رفع مستوى التوتر في المدينة، مع وفود أعداد كبيرة من المحتفلين بـ«الإسراء والمعراج» إلى المسجد الأقصى.
وهاجمت قوات إسرائيلية تجمعاً لفلسطينيين كانوا يحتفلون بالمناسبة في ساحة باب العامود التي تستقطب عادة المقدسيين، للتعبير عن فرحهم أو غضبهم في أي مناسبة دينية أو وطنية. واعتدت الشرطة على متظاهرين واشتبكوا بالأيدي، قبل أن توسع هجومها وتقوم بجلب مركبة المياه العادمة لتفريق الفلسطينيين. وتسبب الهجوم الإسرائيلي في إصابات واعتقالات. وقالت مصادر مقدسية، إن قوات الاحتلال اعتقلت ما لا يقل عن 4 مواطنين، بينهم أحد الأطفال، بعد الاعتداء عليهم. وفي مناطق أخرى في البلدية القديمة في القدس، تفجرت مواجهات كذلك، وتوسعت بسبب وفود عدد كبير من المقدسيين وأبناء الداخل، وكذلك من أهالي الضفة الغربية إلى القدس، للاحتفال بمناسبة «الإسراء والمعراج».
وأدى آلاف الفلسطينيين صلاة الظهر في المسجد الأقصى، وشاركوا في احتفالات تضمنت ابتهالات دينية وشروحات عن المناسبة. وقبل ذلك، حولت الشرطة الإسرائيلية البلدة القديمة في القدس إلى ثكنة عسكرية. وجاءت المواجهات في وقت يشهد فيه حي الشيخ جراح توترات للأسبوع الثاني، بسبب قيام عضو «الكنيست» المتطرف، إيتمار بن غفير، باقتحام الحي، وإقامة مكتب برلماني له في أرض عائلة سالم العربية المهددة بالمصادرة. ويصر بن غفير على البقاء في الحي، رغم التوتر الكبير الذي قاد إلى مواجهات واسعة في الحي، وتحذيرات مسؤولين إسرائيليين من أن التوتر قد يقود إلى تصعيد في الضفة الغربية، ويبدد الهدوء في قطاع غزة، كما حصل العام الماضي قبل حرب غزة التي استمرت 11 يوماً في مايو (أيار). وأحيا الفلسطينيون في الحي احتفالات كذلك بمناسبة «الإسراء والمعراج».
المواجهات في باب العامود تثير شكوكاً حول قرار إسرائيلي بتخفيف التوتر في المنطقة، قبل رمضان الذي يصادف هذا العام بداية شهر أبريل (نيسان).
وكانت السلطات الإسرائيلية قد قررت -بخلاف العام الماضي- عدم نصب حواجز حديدية في منطقة باب العامود خلال شهر رمضان، واستبدال فعاليات ثقافية بذلك، تتضمن فتح خيم رمضانية وأكشاك لبيع المأكولات والحلوى الرمضانية، في محاولة للحفاظ على الهدوء، وضمن سياق «استخلاص العبر والدروس المستفادة من الأحداث والمواجهات التي اندلعت في رمضان السابق، عقب نصب الحواجز». ولكن مع أول احتفال للفلسطينيين في المنطقة، بعد القرار، تفجرت مواجهات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.