لبنان: «أجواء إيجابية» في قضية الجنود المختطفين

الجيش يتسلم جثتي عسكري ومدني من «داعش»

لبنان: «أجواء إيجابية» في قضية الجنود المختطفين
TT

لبنان: «أجواء إيجابية» في قضية الجنود المختطفين

لبنان: «أجواء إيجابية» في قضية الجنود المختطفين

نجحت جهود وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور، مكلفا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في تسليم تنظيم داعش جثتي عسكري ومدني إلى الجيش اللبناني، في خطوة قرئت فيها بوادر إيجابية في قضية الجنود المخطوفين لدى التنظيم منذ شهر أغسطس (آب) الماضي.
الوكالة الوطنية للإعلام، أفادت بأنّ مخابرات الجيش في البقاع الشمالي تسلّمت، بحضور ضباط من الأمن العام، جثتي العريف علي العلي، والمدني ممدوح يونس. ونقلت الجثتان بواسطة سيارتي إسعاف إلى المستشفى العسكري في العاصمة بيروت إجراء فحوص الحمض النووي (دي إن إيه)، وقد أُبلغت عائلتا العلي ويونس بالتوجه إلى بيروت للتثبت من هويتي الجثتين. وكان العلي، وهي من بلدة الخريبة البقاعية، قد سقط أثناء المعارك مع «داعش» يوم 2 أغسطس الماضي في محيط بلدة عرسال، بأقصى شمال شرقي لبنان، في حين اختطف ممدوح يونس من بلدة بريتال - وهي مثل عرسال والخريبة في البقاع - من قبل عناصر من التنظيم المتطرف عند حاجز عين الشعب في جرود عرسال.
هذا، وأعلن والد العلي أنّ مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كان قد أبلغه قبل أربعة أشهر بوجود مساعٍ لتسلّم جثة ولده، بينما قال حسن يوسف، رئيس لجنة أهالي العسكريين المخطوفين، إنّهم تلقوا اتصالات من معنيين بقضية أبنائهم، نقلوا إليهم أجواء إيجابية حول المفاوضات للإفراج عنهم. وقال يوسف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إنّ الوزير أبو فاعور عمل عبر وسطاء على تسليم جثتي العلي ويونس»، آملاً أن تنسحب هذه الإيجابية على قضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«النصرة» منذ نحو تسعة أشهر.
ومع ورود معلومات تشير إلى أنّه قد يجري إطلاق المخطوفين لدى «جبهة النصرة» خلال أيام، لفت يوسف إلى أن المعطيات المتوافرة لديهم تشير إلى أن الأمور تسير في الطريق الصحيح. وهنا يذكر أن «النصرة» كانت قد سلّمت في مطلع أبريل (نيسان) الماضي الجيش اللبناني جثة العسكري في قوى الأمن الداخلي علي البزّال الذي أعدمته يوم 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بنتيجة وساطة قامت بها «هيئة علماء القلمون»، ما اعتبر حينها «مبادرة حسن نية» تمهيدا «لتفعيل حركة الاتصالات». وتتألف الهيئة من علماء دين لبنانيين يتحدّر قسم منهم من بلدة عرسال وسوريين يقيمون في عرسال، ويتحدّرون من بلدات فليطة وعسال الورد وقارة في جبال القلمون السورية.
من ناحية ثانية، بعدما كانت المفاوضات شبه متوقفة مع «داعش»، ذكرت قناة «إل بي سي» اللبنانية أنّ باب التفاوض مع التنظيم، فُتح منذ 3 أيام بتكليف من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وبالتنسيق مع مدير عام الأمن العام اللواء إبراهيم وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد الركن إدمون فاضل، وأن أبو فاعور - وهو نائب في اللقاء الديمقراطي - باشر تفاوضًا مكثفًا مع «داعش» عبر وسطاء محليين أدى إلى إعلان التنظيم صباحًا تسليم جثتي العسكري والمدني.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.