لبنان: «أجواء إيجابية» في قضية الجنود المختطفينhttps://aawsat.com/home/article/350366/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%C2%AB%D8%A3%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%B7%D9%81%D9%8A%D9%86
نجحت جهود وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور، مكلفا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في تسليم تنظيم داعش جثتي عسكري ومدني إلى الجيش اللبناني، في خطوة قرئت فيها بوادر إيجابية في قضية الجنود المخطوفين لدى التنظيم منذ شهر أغسطس (آب) الماضي. الوكالة الوطنية للإعلام، أفادت بأنّ مخابرات الجيش في البقاع الشمالي تسلّمت، بحضور ضباط من الأمن العام، جثتي العريف علي العلي، والمدني ممدوح يونس. ونقلت الجثتان بواسطة سيارتي إسعاف إلى المستشفى العسكري في العاصمة بيروت إجراء فحوص الحمض النووي (دي إن إيه)، وقد أُبلغت عائلتا العلي ويونس بالتوجه إلى بيروت للتثبت من هويتي الجثتين. وكان العلي، وهي من بلدة الخريبة البقاعية، قد سقط أثناء المعارك مع «داعش» يوم 2 أغسطس الماضي في محيط بلدة عرسال، بأقصى شمال شرقي لبنان، في حين اختطف ممدوح يونس من بلدة بريتال - وهي مثل عرسال والخريبة في البقاع - من قبل عناصر من التنظيم المتطرف عند حاجز عين الشعب في جرود عرسال. هذا، وأعلن والد العلي أنّ مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كان قد أبلغه قبل أربعة أشهر بوجود مساعٍ لتسلّم جثة ولده، بينما قال حسن يوسف، رئيس لجنة أهالي العسكريين المخطوفين، إنّهم تلقوا اتصالات من معنيين بقضية أبنائهم، نقلوا إليهم أجواء إيجابية حول المفاوضات للإفراج عنهم. وقال يوسف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إنّ الوزير أبو فاعور عمل عبر وسطاء على تسليم جثتي العلي ويونس»، آملاً أن تنسحب هذه الإيجابية على قضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«النصرة» منذ نحو تسعة أشهر. ومع ورود معلومات تشير إلى أنّه قد يجري إطلاق المخطوفين لدى «جبهة النصرة» خلال أيام، لفت يوسف إلى أن المعطيات المتوافرة لديهم تشير إلى أن الأمور تسير في الطريق الصحيح. وهنا يذكر أن «النصرة» كانت قد سلّمت في مطلع أبريل (نيسان) الماضي الجيش اللبناني جثة العسكري في قوى الأمن الداخلي علي البزّال الذي أعدمته يوم 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بنتيجة وساطة قامت بها «هيئة علماء القلمون»، ما اعتبر حينها «مبادرة حسن نية» تمهيدا «لتفعيل حركة الاتصالات». وتتألف الهيئة من علماء دين لبنانيين يتحدّر قسم منهم من بلدة عرسال وسوريين يقيمون في عرسال، ويتحدّرون من بلدات فليطة وعسال الورد وقارة في جبال القلمون السورية. من ناحية ثانية، بعدما كانت المفاوضات شبه متوقفة مع «داعش»، ذكرت قناة «إل بي سي» اللبنانية أنّ باب التفاوض مع التنظيم، فُتح منذ 3 أيام بتكليف من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وبالتنسيق مع مدير عام الأمن العام اللواء إبراهيم وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد الركن إدمون فاضل، وأن أبو فاعور - وهو نائب في اللقاء الديمقراطي - باشر تفاوضًا مكثفًا مع «داعش» عبر وسطاء محليين أدى إلى إعلان التنظيم صباحًا تسليم جثتي العسكري والمدني.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.