«التحالف يستهدف» الحوثيين وآلياتهم العسكرية في حجة بـ16 عمليةhttps://aawsat.com/home/article/3503616/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A2%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%AC%D8%A9-%D8%A8%D9%8016-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9
«التحالف يستهدف» الحوثيين وآلياتهم العسكرية في حجة بـ16 عملية
عدن:«الشرق الأوسط»
TT
عدن:«الشرق الأوسط»
TT
«التحالف يستهدف» الحوثيين وآلياتهم العسكرية في حجة بـ16 عملية
وسط إصرار الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على تصعيدها الإرهابي في مختلف المناطق اليمنية، وأوامر زعيمها بحشد مزيد من المجندين ومواصلة الهجمات العدائية، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس (الاثنين)، استمرار عملياته الإسنادية للجيش اليمني ضد الميليشيات وآلياتها العسكرية؛ لا سيما في محافظة حجة (جنوب غرب). وأفاد التحالف في تغريد بثته «واس»، بأنه نفذ 16 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في محافظة حجة خلال 24 ساعة، موضحاً أن الاستهدافات دمرت 9 آليات عسكرية، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية. وكان التحالف قد أفاد (الأحد) بأنه نفذ 11 عملية استهداف ضد الميليشيا في حجة نفسها، خلال 24 ساعة، مؤكداً أن الاستهدافات دمرت 8 آليات عسكرية، وكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية. ضربات تحالف دعم الشرعية المتواصلة للميليشيات الحوثية، تزامنت مع المواجهات المستمرة التي تخوضها قوات الجيش اليمني في جبهات حجة وتعز ومأرب والجوف وصعدة؛ حيث ترفض الميليشيات كافة الدعوات الدولية والأممية للتهدئة والعودة إلى مسار السلام. وفي وقت سابق من مساء الأحد، أعلن الإعلام العسكري للجيش اليمني، أن القوات أفشلت شمال مدينة تعز، اليوم، محاولة تسلل لميليشيات الحوثي الانقلابية، وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والآليات العسكرية. وبحسب ما أكده مصدر عسكري، أدت المواجهات إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الميليشيات، بعد فشل محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في مناطق الأربعين والدفاع الجوي، شمالي المدينة. في غضون ذلك، كثفت الميليشيات قصفها على الأحياء السكنية في مناطق وادي القاضي والشماسي وعصيفرة، وكذلك في قرى مديرية مقبنة، ما أدى إلى جرح 3 مدنيين وأضرار في المباني والممتلكات، بحسب ما أورده الإعلام العسكري. وكان زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، قد دعا في أحدث خطبه (الأحد) إلى حشد مزيد من المجندين للاستمرار في القتال، بالتزامن مع اعتراف جماعته بسقوط عشرات من عناصرها، بينهم مجندون أفارقة. وفي أول تعليق حكومي على قيام الميليشيات بتشييع أحد قتلاها من اللاجئين الأفارقة، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تصريح رسمي، إن ذلك «يؤكد استمرار الميليشيات في استدراج وتجنيد المهاجرين واللاجئين الأفارقة، والزج بهم في هجمات انتحارية بمختلف جبهات القتال، في جريمة حرب وانتهاك للقوانين والمواثيق الدولية». وأوضح الإرياني أن استدراج الميليشيات الحوثية اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، وتجنيدهم للقتال في صفوفها: «يهدف لتعويض خسائرها البشرية غير المسبوقة في مختلف جبهات القتال، وانتهاء خزانها البشري من المقاتلين، وعزوف أبناء القبائل عن اللحاق بها، بعد انكشاف حقيقة مشروعها، وتبعيتها المطلقة لـ(الحرس الثوري) الإيراني». وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، وفي مقدمها منظمة الهجرة الدولية، بإدانة عمليات تجنيد ميليشيا الحوثي للمهاجرين واللاجئين الأفارقة، واستخدامهم في أعمال قتالية، وملاحقة ومحاكمة قيادات وعناصر الميليشيا المتورطين في تلك العمليات باعتبارهم مجرمي حرب.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.