«قلمي جناح طائر»... قصص قصيرة لكاتبات أفغانيات

تعتمد على تجاربهن في العيش وسط العنف

«قلمي جناح طائر»... قصص قصيرة لكاتبات أفغانيات
TT

«قلمي جناح طائر»... قصص قصيرة لكاتبات أفغانيات

«قلمي جناح طائر»... قصص قصيرة لكاتبات أفغانيات

المختارات نقطة انطلاق للمّ شمل الكاتبات الأفغانيات وجعل أصواتهن مسموعة في العالم
حين قررت لوسي حنه أن تجمع مختارات من القصص القصيرة لنساء أفغانيات عام 2019 كان واضحاً أن ذلك مشروع هائل الطموح. معظم المؤلفين المشاركين لم يسبق أن أُتيحت لهم الفرصة للعمل مع محرر. إحدى المشاركات أرسلت قصتها عبر «واتساب» في صور التقطتها لصفحات مكتوبة بخط اليد. أخرى سبق لها أن نشرت عملها على الإنترنت لكن دون أن يُطبع. قالت: «لم يسبق أن التقيت ناشراً محلياً مستعداً لنشر كتاب دون أن يطلب المال من المؤلف. ومن المستحيل العثور على ناشر أجنبي يريد قراءة أي كتاب إن لم يكن عن الحرب».
ثم ألقى «كوفيد - 19» بظلاله عام 2020 لتتبعه عودة «طالبان» إلى السلطة عام 2021. «كان عملاً صعباً» باعتراف حنه، وهي موظفة سابقة في «بي بي سي» ساعدت على إنشاء «غرفة الكتّاب لدى (بي بي سي)». نُشرت مختارات «قلمي جناح طائر» هذا الأسبوع من خلال مطبعة «ماكليهوس»، لكن لم يسبق لكثير من فريق العمل أن التقوا. نظراً لكون 18 من الكتاب من أفغانستان (استطاع عشرة منهم أن يخرجوا منها منذ ذلك الحين)، ووجود المحرر في سريلانكا والمترجمين في المملكة المتحدة، كان مما لا مفر منه أن يكون التواصل افتراضياً. حقيقة أن الكتاب منشور الآن كانت نتيجة أنه كان جهداً جماعياً اعتمد على «ثقة الجميع بعضهم ببعض»، كما تقول حنه.
أدارت المشروع منظمة أسستها حنه لدعم عمل الكتاب المهمشين، هي «سرديات لم تُروَ». حين كانت حنه في أفغانستان قبل أربعة أعوام تعمل مع كتاب سيناريو تحدثت مع كاتبات أفغانيات كان يمكن الاستعانة بهن للعمل في دراما إذاعية، لكنهن وجدن أن من الصعب نشر أعمالهن السردية. ولعزمها على تقديم المساعدة سعت حنه عند عودتها إلى المملكة المتحدة إلى جمع المبلغ اللازم ليولَد مشروع «كتابة أفغانستان».
بعد دعوتين مفتوحين عبر أفغانستان لتقديم النصوص، مع تركيز الدعوة الثانية على مناطق معزولة د، قرأ القائمون على مشروع «سرديات لم تُروَ» نحو 300 نص قبل اختيار 18 كاتبة ليسهموا في «قلمي جناح طائر».
يعتمد الكثير من القصص على تجارب الكاتبات في العيش وسط العنف. فقصة زينب أخلاقي «بلوسوم»، مثلاً، تكتب عن التفجير الفعلي لمدرسة سيد الشهداء الثانوية في كابل. تنتهي القصة بأمل مفعم بالتحدي: تقرر راويتها الشابة نكبخت أن «تُظهر بعض الشجاعة في وجه كفاحنا» وتقرر العودة إلى المدرسة.
وجدت أخلاقي إحساساً مشابهاً بالأمل حين أدركت أن عملها سيصل إلى مختلف أنحاء العالم. تقول: «في الأيام الأسوأ من تاريخ بلادي، منحني (العمل مع «ما لم يروَ») الأمل والعزيمة لأكتب». وتضيف حنه أن «هذه الكاتبات لا يحصلن على الدعم الذي يحصل عليه الكتاب البريطانيون في بداياتهم. ولذا فإن هذا المشروع يتعلق بتشجيع حراس البوابة في العالم على الترحيب بالأصوات المترجمة التي قد لا تمتلك بالضرورة بنية تحتية إبداعية تدعمهم».
ماري بامياني، التي تتمحور قصتها «البقرة السوداء» حول أم تكافح لتوفير العيش لأسرتها، تتحدث بحرارة عن أهمية الاستماع إلى أصوات الأفغانيات. تقول إن مختارات «(قلمي جناح طائر) هي نقطة الانطلاق للمّ شمل الكاتبات الأفغانيات وجعل أصواتهن مسموعة في العالم. على العالم ألا يترك هذا الضوء ينطفئ».
*عن جريدة «الغارديان» البريطانية.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.