أنطولوجيا للشعر الفلسطيني الراهن بالفرنسية

أنطولوجيا للشعر الفلسطيني الراهن بالفرنسية
TT

أنطولوجيا للشعر الفلسطيني الراهن بالفرنسية

أنطولوجيا للشعر الفلسطيني الراهن بالفرنسية

صدرت حديثاً عن دار «بْوان» الفرنسية أنطولوجيا جديدة للشعر الفلسطيني الراهن، باللغة الفرنسية، ضمت نصوصاً قام بتجميعها وتأمين اختيارات أولية منها الشاعر المغربي ياسين عدنان، فيما تولى الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، الاختيار النهائي للنصوص التي أنجز بنفسه ترجمتها.
ومن المنتظر أن توزع هذه الأنطولوجيا في المكتبات الفرنسية والفرنكوفونية عبر العالم ابتداءً من يوم الجمعة المقبل، فيما ستصدر في أصلها العربي قريباً عن «دار المتوسط» بإيطاليا.
يقول عدنان: «حينما اقترح علي اللعبي فكرة الاشتغال على أنطولوجيا جديدة للشعر الفلسطيني تهيبت إلى حد كبير. مَنْ دعاني إلى مرافقته في هذا الاختراق المدهش لأحراش الشعر الفلسطيني الراهن رجل خَبِرَ هذا الشعر جيداً. فهو أول من قدمه إلى القارئ الفرنسي في أنطولوجيا (شعر المقاومة الفلسطيني) سنة 1970، قبل أن يُصدِر بعد عقدين، بباريس دائماً، (أنطولوجيا الشعر الفلسطيني المعاصر). لذا، ما إن اقترح علي اللعبي مُشاركَتَه إنجاز هذه الأنطولوجيا ليُترجِمها إلى الفرنسية، حتى عدتُ إلى رفوف مكتبتي لأستل لائحة من مجايِلي الفلسطينيين، وهم شعراء لامعون وأصدقاء أعزاء. لكن (مجنون الأمل) يصبو إلى فتح (الراهن الشعري الفلسطيني) على المستقبل ما أمكن. هكذا جربتُ الانفتاح على جيلٍ أحدث. والحصيلة باقة من الأصوات يمكن المجازفة بتسْمِيتها (جيل الألفية الجديدة)».
وختم عدنان بأن هذا العمل الشعري الجديد هو «هدية من المغرب الأدبي للشعرية الفلسطينية المتميزة، والمتجددة باستمرار».
من جهته، كتب اللعبي في تقديم الأنطولوجيا أنه «يكفي أن يُنْطَقَ اسم فلسطين (التاريخ، الأرض، البلد، الشعْب، عدالة القضية، الكفاح من أجل الحياة، والآن الكفاح من أجل البقاء) ليحضر الشعرُ كضيفٍ من تلقاء نفسِه»؛ وأضاف أنه «نادراً ما نَجِدُ في تاريخ الأدب اسم بَلَدٍ، والأمر يتعلق هنا بفلسطين تحديداً، يستحيل في حد ذاته شِعرية. ويجب الإقرار هنا بأن هذه المكانة تعود في جزء كبير منها لشعراء فلسطين: الرواد الذين طفقوا في بداية القرن الماضي يُدرجون في ذاكرة شعوب الشرق الأدنى ذاكرة خاصة قيد التكون، ذاكرة السكان الفلسطينيين الرازحين تحت نَيْرِ الهيمنة البريطانية؛ وجيل الستينيات، والسبعينيات، الذي كان مهندس النشأة بوضعِه العناصر المكونة للهوية الفلسطينية الوطنية والثقافية. وقد كان محمود درويش حاملَ مشعل هذا الجيل، ولو أن شجرته السامقة لا يمكن أن تخفي غابة من الأصوات القوية والأصيلة: معين بسيسو، توفيق زياد، فدوى طوقان، سميح القاسم، عز الدين المناصرة، محمد القيسي، أحمد دحبور، مريد البرغوثي، وليد خزندار، خيري منصور، وآخرون. وبعد ذلك، تعاقبت الأجيال لِتُغْني هذه الشعرية وتحتك بالنزعات الجديدة للشعر المعاصر وتحمي وتُبْرِز ديمومة القضية الفلسطينية، هذه الشوكة التي تسعى قوى الموت إلى نزعها من الضمير العام».
وشدد اللعبي على أنه بالإضافة للأسباب المباشرة والمُلِحة، هناك أخرى محفزة، منها «رفع تحدٍ لم يكن ممكناً عقداً أو عقدين من قبل: ضمان مناصفة دقيقة بين النساء والرجال عند اختيار الشاعرات والشعراء»، و«إقامة الدليل من جديد على أنه في اللحظات الأشد صعوبة في تاريخ شعبٍ ما يكون الشعراء في الموعد ويقدمون أحسن ما لديهم».
ويرى اللعبي أنه بالنظر للواقع المعيش «كان من الممكن أن نتوقع شعراً متشظياً، غير متجذر في واقع محدد، دون وشائج ملموسة تربطه بأرض ومجتمع وثقافة واستمرارية تاريخية، وهذه كلها نواقص تضع في خانة الإشكاليات كلاً من شعور الانتماء والاعتراف والمطالبة بهوية خاصة. والحال أن الأمر غير ذلك تماماً».
وختم اللعبي بأنهم وجدوا في ترجمة هذا الشعر يُسْراً، كما وجدوا فيها لذة، داعياً القراء إلى فتح المجال أمام هذا الشعر لكي «يفتح أعيننا وقلوبنا من جديد، ويُعيد إحياء حسنا التشاركي، وإجمالاً أن يربطنا بالقيم النفيسة لإنسانيتنا».
وضمت الأنطولوجيا اختيارات من شعر رجاء غانم وأشرف الزغل وأنس العيلة وجمانة مصطفى ونجوان درويش ورولا سرحان وهلا الشروف وغياث المدهون ومروان مخلوف وخالد سليمان الناصري وأشرف فياض ومايا أبو الحيات وكوليت أبو حسين ورائد وحش وهند جودة وطارق حمدان وأسماء عزايزة وداليا طه ونداء عوينة وأمينة أبو صفط وهشام أبو عساكر وحسن مخلوف ورزان بنورة وإيناس سلطان ويحيى عاشور.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.