أوروبا تطالب الحكومة السودانية بـ{إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا»

TT

أوروبا تطالب الحكومة السودانية بـ{إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا»

طالب الاتحاد الأوروبي الحكومة السودانية بإدانة الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، والوقوف إلى جانب الدول الرافضة للعدوان الروسي.
وأكد وزير الخارجية السودانية المكلف، علي الصادق، لدى لقائه سفراء بعثة الاتحاد الأوروبي بالخرطوم أمس، على موقف بلاده مما يجري في أوكرانيا، الداعي لوقف التصعيد من الجانبين واللجوء إلى الطرق الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة.
وذكر بيان صادر عن الخارجية السودانية أن مجموعة السفراء المعتمدين لدى الخرطوم سلموا الوزير ورقة إدانة جماعية تعبر عن موقفهم تجاه الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، وكذلك أدان السفراء الأوروبيين وقوف بيلاروسيا إلى جانب روسيا في هذا الهجوم. وحمل سفراء الاتحاد الأوروبي روسيا تداعيات الأزمة الأوكرانية وانتهاك اتفاقية منسك وقواعد القانون الدولي.
وأكد وزير الخارجية السودانية المكلف، علي الصادق، في البيان أن بلاده تدعو إلى وقف التصعيد من الجانبين واللجوء إلى الحوار وتفضيل الطرق الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية.
وقال الصادق إن الزيارة التي أجراها النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» إلى موسكو كان مقرراً لها قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية لبحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين.
ومن جانبه، قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان، روبرت فان دن دول، إن وفدا مكونا من سفراء ورؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي فرنسا وألمانيا وهولندا والسويد وإيطاليا وإسبانيا اجتمع بالوزير السوداني لتقديم موقفها بالنيابة عن دول الترويكا (المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والنرويج) بالإضافة إلى كندا وسويسرا حول التطورات في أوكرانيا.
وأضاف في بيان: أعربنا عن إدانتنا بأقوى العبارات الممكنة للغزو على أوكرانيا والاستفزازات من قبل القوات المسلحة التابعة للاتحاد الروسي. وأبلغ الوفد الأوروبي الوزير السوداني المكلف إدانتهم لتورط بيلاروسيا في هذا العدوان على أوكرانيا ودعوتها إلى التقيد بالتزاماتها الدولية.
وقال روبرت: دعونا السودان للانضمام إلى مجموعة الدول والخروج علناً لتأييد التعددية وتبنى قواعد تستند إلى النظام الدولي وتدين بعبارات واضحة انتهاكات الاتحاد الروسي.
واسترسل بالقول: «نتوقع اهتماما كبيرا للموقف السوداني في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن هذه المسألة».
وعبر السفراء الأوروبيون على اعتمادهم على دعم السودان لإدانة الهجوم العسكري الروسي ضد أوكرانيا في جميع المحافل ذات الصلة والتعبير في هذه المنتديات عن دعم السودان للمبادئ التأسيسية للقانون الدولي والنظام الدولي القائم على القواعد التي انتهكها الاتحاد الروسي.
وحث رئيس البعثة الأوروبية السودان على الانضمام إلى المجتمع الدولي في إعادة تأكيد وحدة أراضي أوكرانيا والتأكيد على ضرورة إيجاد حل سلمي للنزاعات ومحاسبة مرتكبي انتهاكات القانون الدولي.
ودعا روبرت السودان إلى عدم اتباع قرار روسيا غير القانوني بالاعتراف بإعلان استقلال منطقتي دونباس ولوغانسك، وإثناء الدول الأخرى عن القيام بذلك.
وقال: طالبنا الحكومة السودانية بصفتها عضوا في المجتمع الدولي بمطالبة روسيا بالوقف الفوري لهذا العدوان الذي يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر على نطاق عالمي.
وأجرى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، محمد حمدان دقلو «حميدتي» الذي يزور موسكو هذه الأيام مباحثات مع كبار المسؤولين في الحكومة الروسية، اتفقا على التعاون العسكري وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
ومن جهة ثانية، أكد «حميدتي» التزام الحكومة بتخصيص جسر جوي لإجلاء السودانيين ونقلهم إلى البلاد أو مناطق آمنة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».