أوروبا ستمول عمليات شراء وتسليم السلاح لأوكرانيا

فون دير لاين وبوريل خلال مؤتمرهما الصحافي اليوم (رويترز)
فون دير لاين وبوريل خلال مؤتمرهما الصحافي اليوم (رويترز)
TT

أوروبا ستمول عمليات شراء وتسليم السلاح لأوكرانيا

فون دير لاين وبوريل خلال مؤتمرهما الصحافي اليوم (رويترز)
فون دير لاين وبوريل خلال مؤتمرهما الصحافي اليوم (رويترز)

قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم الأحد، إن الاتحاد الأوروبي يعتزم إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية وسيسعى لفرض حظر على وسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة العاملة من داخل الاتحاد ويعتزم أيضاً استهداف روسيا البيضاء حليفة موسكو بعقوبات.
وأضافت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي سيمول عمليات شراء وتسليم أسلحة لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، موضحة أن القرار يشكل سابقة للتكتل. وأوضح وزير خارجية الاتحاد، جوزيب بوريل، أن بروكسل ستقترح على الدول الأعضاء استخدام خط الاتحاد الأوروبي للتمويل الطارئ «لتوفير أسلحة فتاكة فضلاً عن وقود وتجهيزات حماية ومستلزمات صحية للقوات الأوكرانية»، واضعاً حداً «لمسألة كانت تعتبر من المحرمات وتقوم على امتناع الاتحاد الأوروبي عن توفير أسلحة لأطراف متحاربة».
وكان وزراء الداخلية الأوروبيون قد عقدوا اجتماعاً طارئاً في بروكسل اليوم لتنظيم استقبال الأوكرانيين الفارين من الهجوم الروسي ومناقشة منحهم حماية مؤقتة تلقائية.
وقال الوزير الفرنسي جيرالد دارمانان الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لدى وصوله إلى الاجتماع: «علينا أن ندرس أي وضع يمكننا منحه لهؤلاء الأشخاص الذين يفرون من الأراضي الأوكرانية في ظروف صعبة للغاية». وأضاف أنه يجب «أولاً» استقبالهم «بأفضل الشروط الممكنة في بولندا وفي البلدان المجاورة وأن نرى كيف يمكننا مساعدتهم بطريقة إنسانية (...) وبعد ذلك نرى كيف يمكننا في أوروبا أن نقدم لهم هذه الحماية» المنصوص عليها في مذكرة تعود لعام 2001.
هذا النظام الذي تم إنشاؤه خلال النزاع في يوغوسلافيا السابقة ولم يستخدم أبداً، ينص على منح الحماية المؤقتة في حال تدفق النازحين بأعداد كبيرة، مع تدابير لتوزيع استقبال هؤلاء اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي. وقال: «ستطرح فرنسا هذا الموضوع على جدول الأعمال». وطالبت بلجيكا بتفعيل هذه الآلية.
وأعلن وزير الدولة البلجيكي للجوء والهجرة سامي مهدي: «يجب أن نضمن حماية على المستوى الأوروبي». وقال: «نحن في لحظة تاريخية للاتحاد الأوروبي، لحظة يتعين علينا فيها اتخاذ قرارات شجاعة (...) وأقترح تفعيل هذه الآلية اليوم في أقرب وقت ممكن». وقالت مفوضة الشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون: «هذا هو الوقت المناسب لاستخدامها» مضيفة أنها ستقدم اقتراحاً بهذا المعنى.
وقال وزير الهجرة والاندماج السويدي أندرس يغمان: «يمكن أن يكون ذلك خياراً ولست معارضاً»، معتبراً أنه يجب على الأوروبيين تحمل «مسؤولياتهم معاً». وذكرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر أن «الأمر الأساسي هو إيجاد حلول بعيدة عن البيروقراطية لنتمكن من استقبال هؤلاء اللاجئين بسرعة».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».