الأسرى الفلسطينيون يصعّدون نحو العصيان

سجن «الجلبوع» الذي هرب منه الأسرى الفلسطينيون (إ.ب.أ)
سجن «الجلبوع» الذي هرب منه الأسرى الفلسطينيون (إ.ب.أ)
TT

الأسرى الفلسطينيون يصعّدون نحو العصيان

سجن «الجلبوع» الذي هرب منه الأسرى الفلسطينيون (إ.ب.أ)
سجن «الجلبوع» الذي هرب منه الأسرى الفلسطينيون (إ.ب.أ)

رفع الأسرى الفلسطينيون مستوى التصعيد أمس، ورفضوا إجراء «الفحص الأمني»، في خطوة أخرى على طريق مواجهة إدارة مصلحة السجون التي تراجعت عن اتفاقات سابقة معهم.
وقال «نادي الاسير الفلسطيني» أمس إن حالة من التوتر الشديد تسود كافة سجون الاحتلال، بعد رفض الأسرى إجراء ما يسمى الفحص الأمني ضمن خطواتهم النضالية المستمرة منذ 21 يوماً، رفضاً للهجمة الممنهجة التي تمارسها إدارة السجون بحقهم، وهو جزء أساسي من خطواتهم النضالية المستندة إلى حالة العصيان والتمرد على قوانين إدارة السجن.
أضاف النادي: «إن ذروة خطوات الأسرى النضالية ستكون الثلاثاء المقبل، علماً بأنه وحتّى الآن لا توجد ردود جدّية من قبل إدارة السجون على مطالبهم، وأبرزها وقف إجراءاتها الهادفة إلى سلبهم منجزاتهم، ومنها ما أعلنت عنه من قيود جديدة على كيفية خروجهم إلى ساحة السجن (الفورة)، من حيث المدة، وأعداد الأسرى». وتشهد السجون الإسرائيلية توتراً متصاعداً ودعوات للتصعيد بعدما تراجعت إدارة السجون عن اتفاقات سابقة.
وأغلق الأسرى أقساماً ويهددون بحل الأطر التنظيمية وإضراب عن الطعام إذا لم تتراجع إدارة مصلحة السجون عن تنكرها لاتفاق سابق.
وكانت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال قد توصلت لتفاهمات مع إدارة السجون بعد عملية نفق جلبوع، من أجل عودة الأمور إلى سابق عهدها قبل الخامس من سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو تاريخ فرار الأسرى من سجن جلبوع.
ودخل الأسرى وقتها إضراباً عن الطعام، وهددوا بتصعيد كبير رداً على إجراءات إدارة مصلحة السجون القمعية التي تنوعت بين تفريق أسرى وعزل آخرين وسحب امتيازات قبل أن تتراجع الإدارة.
لكنها عادت في الفترة الأخيرة إلى تنفيذ إجراءات جديدة بينها تقليص مدة الفورة (الفسحة) إلى أكثر من نصف المدة الزمنية وتخفيض عدد الأسرى الذين سيسمح لهم بالخروج دفعة واحدة إلى هذه الفسحة.
وفي مؤشر على نيتهم التصعيد، طالبت لجنة الطوارئ الوطنية العليا المنبثقة عن كافة الفصائل في سجون الاحتلال، قبل أيام قليلة فقط إدارة السجون بإخراج كافة الأسرى المرضى وكبار السن من الأقسام.
وجاء التصعيد في الوقت الذي يواصل نحو 500 أسير «إداري» مقاطعتهم للمحاكم الإسرائيلية، لليوم الـ57 على التوالي، في إطار رفض ومواجهة سياسة الاعتقال الإداري. وكان الأسرى الإداريون بدأوا مطلع شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، مقاطعة شاملة ونهائية لكل إجراءات القضاء المتعلقة بالاعتقال الإداري (مراجعة قضائية، استئناف، عليا). وأكدت الحركة الأسيرة دعمها وتأييدها الكامل لقرار الأسرى الإداريين بالمقاطعة الشاملة للمحاكم العسكرية، داعية جميع الأسرى الإداريين في مختلف المعتقلات إلى الالتزام الكامل بهذه الخطوة، والتحلي بالصبر والنفس الطويل، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة بإلغاء سياسة الاعتقال الإداري.
والاعتقال الإداري هو اعتقال من دون تهمة أو محاكمة، بحجة الملف السري للمعتقل.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).