«النواب» الليبي يتهم الدبيبة بـ{محاولة منع التصويت لحكومة باشاغا»

تزامناً مع تجدد تحشيد الميليشيات داخل طرابلس

صورة نشرتها في «تويتر» المستشارة الأممية لدى ليبيا ستيفاني ويليامز للقائها مجموعة من المشاركين في لقاء «صناع السلام – ليبيا» بطرابلس
صورة نشرتها في «تويتر» المستشارة الأممية لدى ليبيا ستيفاني ويليامز للقائها مجموعة من المشاركين في لقاء «صناع السلام – ليبيا» بطرابلس
TT
20

«النواب» الليبي يتهم الدبيبة بـ{محاولة منع التصويت لحكومة باشاغا»

صورة نشرتها في «تويتر» المستشارة الأممية لدى ليبيا ستيفاني ويليامز للقائها مجموعة من المشاركين في لقاء «صناع السلام – ليبيا» بطرابلس
صورة نشرتها في «تويتر» المستشارة الأممية لدى ليبيا ستيفاني ويليامز للقائها مجموعة من المشاركين في لقاء «صناع السلام – ليبيا» بطرابلس

قُبيل الجلسة المقررة لمجلس النواب الليبي غداً لتنصيب حكومة فتحي باشاغا الجديدة، اتهم أعضاء في المجلس عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، بمحاولة التأثير على تصويت المجلس بهدف منع تمرير حكومة باشاغا.
وأبلغ أكثر من عضو وسائل إعلام محلية أن الدبيبة يمارس ضغوطاً على عدد من النواب لإثنائهم عن حضور هذه الجلسة المرتقبة والمشاركة في التصويت لتمرير الحكومة، التي من المنتظر أن يعرض المستشار عقيلة صالح، رئيس المجلس، تشكيلتها الوزارية على أعضاء المجلس بمقرهم في مدينة طبرق، الواقعة بأقصى شرق البلاد.
وجاءت هذه التطورات في وقت تحدثت فيه مصادر محلية عن تحشيد لبعض الميليشيات المسلحة داخل العاصمة طرابلس، تزامناً مع اجتماع عقده باشاغا، أمس، مع عدد من قادة ميليشيات مدينة مصراتة في المنطقة الغربية، بالإضافة إلى قياداتها الاجتماعية.
ويتسابق الدبيبة وباشاغا من أجل الحصول على تأييد سكان مدينة مصراتة، مسقط رأسيهما ومعقل أبرز الميليشيات المسلحة، التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وسط مخاوف من أن يؤدي عدم الانتقال السلمي للسلطة بين حكومتي الجانبين إلى احتدام معارك مسلحة في المدينة.
في غضون ذلك، قالت اللجنة العليا لتوحيد المؤسسات الوطنية، إنها ناقشت مساء أول من أمس مع رئيس مجلس التخطيط الوطني، مفتاح الحرير، ومسؤول الفريق الاستشاري للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في ليبيا، دانيال ستروكس، السبل الكفيلة لمعالجة الانقسام المؤسسي، وتوحيد المؤسسات السيادية في البلاد.
وقال المصرف المركزي في مدينة بنغازي، الواقع في شرق البلاد، إن الاجتماع الذي عقد بمكتب نائب محافظه علي الحبري استعرض ملخصات وجهات النظر لكافة الجهات، والاستماع لمطالبها بشأن توحيد إدارتها بشكل عادل وشفاف، وفق الأسس والضوابط القانونية المتفق عليها.
من جانبها، قالت المستشارة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني ويليامز، إنها التقت مجموعة من المشاركين في لقاء «صناع السلام – ليبيا»، في العاصمة طرابلس، أمس، مشيرة إلى أنهم أحاطوها بشأن نتائج اجتماعهم الأخير الذي احتضنته العاصمة التونسية، حيث تم طرح خيارات لمعالجة الأزمة السياسية الحالية في ليبيا، واستعادة العملية الانتخابية على أساس ثابت، وشفاف وشامل، وبشكل كامل وتوافقي.
وأضافت ويليامز في بيان لها عبر صفحتها على «تويتر» أنها ناقشت مع المشاركين في لقاء «صناع السلام – ليبيا»، الحاجة إلى مضاعفة الجهود لتعزيز المصالحة الوطنية، مشيرة إلى أنه يجب الحفاظ على الهدوء على الأرض، كما ينبغي على جميع الأطراف الامتناع عن استخدام العنف والتهديد بالعنف، ووضع حد لتداول خطاب الكراهية والتحريض.
من جهة أخرى، أعلن المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، التعرف بشكل رسمي علي هوية ضحية أخرى من ضحايا «المقابر الجماعية» في مدينة ترهونة، خطفته ميليشيا «الكاني» قبل نهاية عام 2019، وقال إنه تم التعرف عليه بمطابقة عينات الحمض النووي مع ذويه في مختبرات الهيئة العامة للبحث والتعرف عن المفقودين.
في غضون ذلك، بحث وزير الداخلية، خالد مازن، أمس مع مدير أمن مزدة، العميد محمد الزناد، الأوضاع الأمنية داخل المنطقة.
وبين المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية أنه جرى خلال اللقاء، الذي عقد بمكتب الوزير، استعراض الأوضاع الأمنية داخل منطقة مزدة، وسير العملية الأمنية في حفظ الأمن وتقديم الخدمات للمواطنين.
كما تطرق الاجتماع إلى الصعوبات، التي تواجه المديرية ووضع الحلول، التي من شأنها أن تسهم في إنجاح العمل الأمني بالمنطقة.
واستمع الوزير لشروح وملاحظات وافية من قبل مدير الأمن حول الأعمال المنجزة من قبل المديرية، والتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية العاملة بالمنطقة، وطالب ببذل أقصى الجهود من أجل حفظ الأمن، وإشعار المواطنين بالأمن والطمأنينة وتقديم أفضل الخدمات لهم.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.