المغنّي تاركان يلهب حماس المعارضة والشارع

المغنّي تاركان يلهب حماس المعارضة والشارع
TT

المغنّي تاركان يلهب حماس المعارضة والشارع

المغنّي تاركان يلهب حماس المعارضة والشارع

أطلق تاركان، المغنّي التركي الأشهر، أغنية ذات مغزى كبير، مسّت الوضع السياسي والاقتصادي في تركيا، وأشعلت حماس المعارضة، إلى جانب بعث الأمل في التغيير. ولقد أحدثت أغنية تاركان «ستنتهي»، التي أطلقها مساء الخميس قبل الماضي، دوياً هائلاً، وانتشرت بسرعة مذهلة محقّقة نحو 15 مليون متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد 48 ساعة فقط من إطلاقها، مع وسم «تاركان ليس وحده».
الأغنية تبشر بنهاية قريبة لـ«المعاناة». وفُسّرت كلماتها على أنها تلميح إلى الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا؛ حيث وصل معدل التضخم إلى نحو 50 في المائة، وبات الشباب لا يرون أفقاً واضحاً للمستقبل، إذ تقول الأغنية: «إذا سألتموني... أنا أيضاً لست على ما يرام... ولم يعد لديّ التفاؤل نفسه... ولا أستمتع بالحياة كثيراً... لكنها ستنتهي... ستنتهي كما بدأت، وسيزهر الأمل من جديد... وكأنك لم تكن في زاوية ضيقة من قبل، ألم نضرب من الخلف، هذه ليست الضربة الأولى، سقطنا، لكن ألم ننهض... دائماً ما واجهنا الحياة، لتكن مرتاحاً، لقد تجاوزنا المحن، وستنتهي بالتأكيد، ستنتهي، وسنرقص فرحاً، وستذهب كما أتت، وكل شيء له نهاية، ارحل عنا».
الأغنية لم تشر، صراحة، إلى اسم إردوغان، ولا إلى منصبه، لكن المعارضة التركية تلقفتها واعتبرتها تأكيداً لرحيل إردوغان في الانتخابات المقبلة، وهو المعنى ذاته الذي استخلصه الشارع التركي من الأغنية. كذلك رأت المعارضة في الأغنية دعوة لها إلى الصبر حتى موعد الانتخابات في العام المقبل، في حين وجدت فيها الحكومة تحريضاً يستهدفها، وهو ما دفع إلى انقسام رواد وسائل التواصل الاجتماعي، ودخل الصحافيون والكتاب على خط المناقشات.
وفي مقطع مصور لإعلانه عن الأغنية، قال تاركان: «مررت بمرحلة من التوتر الروحي قبل نحو سنة؛ حيث جائحة (كوفيد 19) والأحداث العالمية المحزنة، والتطورات التي تقلق الإنسانية، وقتل الطبيعة، وأحداث كثيرة كانت قد أثرت سلبياً عليّ، ووصلت إلى مرحلة كنت فقدت فيها الأمل».
وأضاف: «في تلك المرحلة، تردد صدى لحن الأغنية وكلماتها في داخلي بأن المحن ستمضي بالتأكيد. ستمضي ويبزغ يوم الأمل، فقلت في نفسي يجب أن أكتب أغنية تبعث الأمل لنا جميعاً، وآمل أن تكون أغنية (ستنتهي) سبباً في رسم ابتسامة على وجوهكم، وأن تترك أثراً طيباً في نفوسكم».
وحقاً، شاركت رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشينار الأغنية على حسابها الرسمي في «تويتر»، وعلقت: «ذهب الكثير وبقي القليل». وكتب فايق أوزتراك، الناطق باسم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، على «تويتر»: «سيذهب. كما جاء سيذهب، وكل شيء له نهاية، وستنتهي المعاناة والألم». وكتبت زهرة تشيلينك، في مقال على موقع «دوفار» الإخباري: «في بلد يخنق الناس ويستهلكهم، يجب أن تتسارع قلوبنا من حين لآخر لكي يستمر نبضها... هذا ما يتيحه لنا تاركان من خلال أغنيته الأخيرة». فيما رأت الأستاذة الجامعية ليزيل هينتز، المتخصصة في الثقافة الشعبية بجامعة جونز هوبكنز الأميركية، عبر «تويتر» أن «تاركان أصبح مسيساً في تغريداته، خاصة ما يتعلق بالشباب ومناهضة العنف ضد المرأة، وبات في معسكر الاحتجاج».
أخيراً، تاركان (49 سنة) المولود في ألمانيا لأبوين تركيين، اعتاد التعليق على القضايا العالمية والسياسية. وفي عام 2009 قاد حملة مناهضة لبناء سد «إليسو» على نهر دجلة بجنوب شرقي تركيا، ما تسبب في إغراق قرية حصن كيفا التاريخية، وأطق أغنية تحمل عنوان «استيقظوا».



ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».