إجراءات مصرية لمتابعة تداعيات الأزمة الأوكرانية

جانب من اجتماع وزارة السياحية في القاهرة لمتابعة الأزمة الأوكرانية (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع وزارة السياحية في القاهرة لمتابعة الأزمة الأوكرانية (الحكومة المصرية)
TT

إجراءات مصرية لمتابعة تداعيات الأزمة الأوكرانية

جانب من اجتماع وزارة السياحية في القاهرة لمتابعة الأزمة الأوكرانية (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع وزارة السياحية في القاهرة لمتابعة الأزمة الأوكرانية (الحكومة المصرية)

اتخذت مصر إجراءات عديدة لمتابعة تداعيات الأزمة الأوكرانية، وذلك عبر «التواصل المستمر مع رعاياها في أوكرانيا، فضلاً عن تسهيل إقامة العالقين في منتجعاتها السياحية داخل البلاد». في حين وجهت السفارة المصرية في كييف رسالة للمواطنين الموجودين في خاركوف والمدن الشرقية بأوكرانيا بأن «يستمروا في الالتزام بالوجود بالمنازل أو المخابئ، حيث يتم التفاوض على (مسار آمن) لخروجهم». وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري نادر سعد، إن «وزارة السياحة المصرية وجهت كل الفنادق التي يقيم فيها سياح روس أو أوكرانيون باستمرار تقديم كل الخدمات لهم حال انتهاء فترة إقامتهم»، مؤكداً في تصريحات مساء أول من أمس، أنه «سوف يتم تقديم كل الخدمات مهما كانت عدد الأيام الإضافية التي سيقضيها السياح الأوكرانيون والروس زيادة على برنامجهم السياحي المقرر». ووجهت وزارة السياحة والآثار في مصر بـ«اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير كل سبل الراحة للسائحين من مختلف دول العالم». في غضون ذلك، تتابع «غرفة العمليات» التي شكلتها وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج باستمرار «موقف الجالية المصرية في مختلف المدن الأوكرانية». وأكدت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج نبيلة مكرم، أن «الجهات المصرية كافة تتابع باهتمام شديد ومستمر وضع الجالية المصرية في أوكرانيا»، مضيفة أن «غرفة عمليات وزارة الهجرة تواصل عملها بالتواصل الدائم مع جميع أبناء الجالية، لمتابعة تطور الأحداث، والوقوف على متطلبات واحتياجات جميع المصريين في كل مدن أوكرانيا». وكانت مصر قد أكدت «أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية، والمساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وبما يضمن عدم تصعيد الموقف أو تدهوره، وتفادياً لتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على المنطقة والصعيد العالمي». فيما طمأنت الحكومة المصرية مواطنيها إلى «توافر التمويل اللازم لشراء السلع الاستراتيجية، خصوصاً المنتجات البترولية والسلع الغذائية، بما يسهم في توافرها بالأسواق، وتخطي هذه الأزمة العالمية».
إلى ذلك، وجهت السفارة المصرية في كييف رسالة للمواطنين الموجودين بخاركوف والمدن الشرقية بأوكرانيا، أمس، بأن «يستمروا في الالتزام بالوجود بالمنازل أو المخابئ، حيث يتم التفاوض على (مسار آمن) لخروجهم». وأضافت السفارة في بيان لها عبر حسابها على «فيسبوك»: «بالنسبة للمواطنين في المدن الغربية والذين لديهم القدرة على التوجه إلى الحدود البولندية، فإن السلطات البولندية تسمح بدخول جميع الجنسيات وتمنحهم فيزا 15 يوماً للعودة إلى أرض الوطن». وأضافت: «أما المواطنون الموجودون في وسط وجنوب أوكرانيا فعليهم الاستمرار في الوجود بالمنازل لحين هدوء الأوضاع».
وأهابت السفارة المصرية في كييف عبر بيان لها أمس، بالمواطنين المصريين الموجودين في أوكرانيا «عدم استقاء المعلومات من أي مصادر أو صفحات أو مجموعات؛ إلا من خلال الصفحة الرسمية للسفارة على موقع (فيسبوك)». وقالت: «يتم تداول بعض المعلومات على خلاف الحقيقة على عدد من الصفحات الأخرى غير المعلومة لنا». وشددت السفارة على أنها «سوف تتوالى متابعة الموقف ونشر المعلومات والتوجيهات للمواطنين أولاً بأول على الصفحة الرسمية المشار إليها».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.