الاتحاد الأوروبي يهدد نظام بوتين بـ«عزلة غير مسبوقة» بعد تدخله العسكري في أوكرانيا

جوزيب بوريل دان سلوك روسيا «غير المبرّر» (رويترز)
جوزيب بوريل دان سلوك روسيا «غير المبرّر» (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يهدد نظام بوتين بـ«عزلة غير مسبوقة» بعد تدخله العسكري في أوكرانيا

جوزيب بوريل دان سلوك روسيا «غير المبرّر» (رويترز)
جوزيب بوريل دان سلوك روسيا «غير المبرّر» (رويترز)

دان الاتحاد الأوروبي، اليوم (الخميس)، سلوك روسيا «غير المبرّر» وحذر من أن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيواجه «عزلة غير مسبوقة» بعد تدخله العسكري في أوكرانيا.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل أمام الصحافيين إن «القادة الروس سيتوجب عليهم مواجهة عزلة غير مسبوقة»، مشدّداً على أن الاتحاد يُحضّر حزمة جديدة من العقوبات ستكون «أشد العقوبات التي يتمّ تنفيذها على الإطلاق».
https://twitter.com/JosepBorrellF/status/1496759656391323651?s=20&t=_TPXUXuPy_Yfkw6QU8xSiw
من جهتها، قالت ألمانيا، اليوم (الخميس)، إن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ومجموعة السبع ستعمل على استهداف روسيا بعقوبات شديدة بعدما شن الكرملين هجوماً جوياً وبرياً على أوكرانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: «سنطلق حزمة كاملة من أشد العقوبات ضد روسيا وستعزز أمننا وأمن حلفائها»، مضيفة: «لم نختر هذا الوضع، لكن إذا لم نواجهه الآن سندفع ثمناً أعلى».
ويعقد القادة الأوروبيون قمة، اليوم (الخميس)، كانت مقررة قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال نددا الخميس بهجوم روسيا على أوكرانيا وتعهدا بـ«محاسبة» موسكو.
وقالا في بيان مشترك إن «قادة الاتحاد الأوروبي سيُناقشون إجراءات تقييدية جديدة سيكون لها عواقب وخيمة على روسيا بسبب تحركها، بالتنسيق الوثيق مع شركائنا عبر المحيط الأطلسي».
ولفت البيان إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية ستُقدّم «حزمة جديدة من العقوبات» من المتوقّع أن «تُعتمد سريعاً».
وكتبا في تغريدة سابقة: «ندين بشدة هجوم روسيا غير المبرر ضد أوكرانيا. في هذه الساعات العصيبة القاتمة نتضامن مع أوكرانيا ونسائها ورجالها وأطفالها الأبرياء في وجه هذا الهجوم غير المبرر»، وتعهدا «بمحاسبة الكرملين» بعدما باشرت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا خلال الليل.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض، أول من أمس (الثلاثاء)، حزمة أولى من العقوبات على روسيا بعدما اعترف بوتين باستقلال مناطق أوكرانية يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو.
ونصّت عقوبات التكتّل المكون من 27 دولة على تجميد أصول وحظر منح تأشيرات لشخصيات رفيعة المستوى من بينها قادة جيش البر والبحرية والقوات الجوية الروسية وكبير موظفي الكرملين ومدير قناة «آر تي» التلفزيونية الحكومية والمتحدثة باسم وزارة الخارجية.
وشملت عقوبات الاتحاد الأوروبي 351 نائباً صوتوا لصالح الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين، و23 شخصية روسية شاركت في غزو أوكرانيا من خلال اتخاذ قرارات سياسية أو شن «حرب تضليل إعلامية» بمن فيهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وقادة عسكريون آخرون.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».