بعد مقتل زوجته خلال تصوير فيلم «راست»... مات هاتشينز «غاضب» من أليك بالدوينhttps://aawsat.com/home/article/3493736/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%AA%D9%87-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%C2%AB%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%AA%C2%BB-%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%87%D8%A7%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D9%86%D8%B2-%C2%AB%D8%BA%D8%A7%D8%B6%D8%A8%C2%BB-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%84%D9%8A%D9%83-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%8A%D9%86
بعد مقتل زوجته خلال تصوير فيلم «راست»... مات هاتشينز «غاضب» من أليك بالدوين
مات هاتشينز اعتبر أن أليك بالدوين يسعى إلى التملص من فعلته (رويترز)
لوس أنجليس:«الشرق الأوسط»
TT
لوس أنجليس:«الشرق الأوسط»
TT
بعد مقتل زوجته خلال تصوير فيلم «راست»... مات هاتشينز «غاضب» من أليك بالدوين
مات هاتشينز اعتبر أن أليك بالدوين يسعى إلى التملص من فعلته (رويترز)
حمّل زوج السينمائية التي قُتلت جراء إطلاق نار عرضي خلال تصوير فيلم «راست» العام الماضي، الممثل أليك بالدوين مسؤولية الحادث مبدياً «الغضب الشديد» إزاء ما اعتبره سعياً من الممثل للتملص من فعلته.
وعند حصول الحادث في 21 أكتوبر (تشرين الأول) في مزرعة بمدينة سانتا في، عاصمة ولاية نيو مكسيكو، كان بالدوين يستخدم سلاحاً تم تقديمه له على أنه محشو برصاص خلّبي، أثناء التمرين على مشهد مع مديرة التصوير هالينا هاتشينز. غير أن رصاصاً حياً انطلق من المسدس مما أدى إلى إصابة السينمائية البالغة 42 عاماً بجروح قاتلة.
وقال زوجها مات هاتشينز خلال مقابلة مع قناة «إن بي سي»: «إنها لفكرة عبثية ألا يُحمّل الشخص الذي يحمل السلاح ويطلق النار منه المسؤولية». وأضاف: «غير أن معايير السلامة المرتبطة باستخدام الأسلحة لم تكن المشكلة الوحيدة خلال هذا التصوير، إذ إن عدداً من المعايير المعمول بها في المهنة لم تكن مطبقة وثمة مسؤولون كثر عن وفاة السينمائية».
وكان بالدوين قال في مقابلة تلفزيونية إنه لا يشعر بأنه مذنب ولا حتى «مسؤول» عن وفاة هالينا هاتشينز، لافتاً إلى أنها طلبت منه توجيه المسدس نحوها. وقال أيضاً إن الطلقة انطلقت من دون أن يضغط على الزناد.
وقال بالدوين الذي شارك أيضاً في إنتاج «راست»: «لدي شعور بأن أحدهم مسؤول عما حصل ولا يمكنني القول من هو، لكن ما أعرفه هو أنني لست المسؤول».
ورداً على سؤال عن رد فعله لدى مشاهدته مقابلة بالدوين، أجاب مات هاتشينز بأنه شعر بـ«الغضب الشديد». وقال: «كنت غاضباً بشدة لرؤيته يتحدث عن وفاتها على العلن، بطريقة مفصلة لهذه الدرجة، لينتهي به الأمر بنفي أي مسؤولية عنه فيما كان قد وصف للتو كيف قتلها».
ولم يرد محامو بالدوين على اتصالات وكالة الصحافة الفرنسية للحصول على تعليق في هذا الشأن.
وكان زوج هالينا هاتشينز وابنها تقدما الأسبوع الماضي بشكوى مدنية ضد الممثل، متهمين إياه خصوصاً باعتماد «سلوك خطر».
كما اعتبر محامي العائلة أن تدابير التقشف التي اعتمدها الممثل وسائر منتجي فيلم الويسترن ذي الميزانية المنخفضة أدت إلى مقتل هاتشينز.
وتضاف هذه الدعوى إلى مسارات قضائية مدنية عدة أطلقها أعضاء في فريق الفيلم خلال الأشهر الماضية، فيما لا يزال التحقيق الجنائي مستمراً بموازاة ذلك.
«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي فوق ركام بيته الذي هدمته الحرب
الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)
يدخل الفنان نادر الأتات إلى كادر المخرج سام كيّال، يتأمّل ركام مبنىً كان وما عاد، ثم يجلس على كنبة مزّقتها الشظايا ويغنّي... «هون كان بيتنا هون انهدّ حيطنا... هون كانت الدكانة اللي منها اشتري». ليس في المشهد تمثيل ولا في الكلامِ شِعر، بقَدر ما فيهما من واقع حال المغنّي اللبناني الشاب. فهو، كما عدد كبير من اللبنانيين، خسر منزل أهله الذي دُمّر جرّاء القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، وخسر معه جزءاً من ذكريات الطفولة.
لم يتعمّد الأتات أن يروي قصة شخصية من خلال أغنية «أنا لبناني»، التي كتبها ولحّنها فارس إسكندر، وصدرت بالتزامن مع عيد استقلال لبنان في 22 نوفمبر (تشرين الثاني). يقول في حديث مع «الشرق الأوسط» إنه شعرَ بضرورة التعبير عمّا أصاب الوطن من خلال صوته، سلاحه الأقوى.
صحيحٌ أنّ المرحلة غير ملائمة للإصدارات الفنية، والفنانون اللبنانيون جميعُهم احتجبوا عن إصدار أي جديد خلال الحرب، إلا أنّ الأتات شكّل استثناءً بين زملائه. فمنذ مدّة قصيرة، وبالتزامن مع أكثر فصول الحرب احتداماً، أعاد تسجيل بيتَينِ معروفَين للإمام الشافعي:
«ولَرُبَّ نازلةٍ يضيق لها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المَخرجُ
ضاقت فلمّا استحكمت حلقاتها
فُرجت وكنتُ أظنّها لا تفرج».
يقول إن تلك المقطوعة الصوتية القصيرة جاءت بمثابة «صلاة ورسالة أمل وسط كل ما يحصل».
قبل أيام، لم يتردّد لحظة في إطلاق جديده، فهو لا يعتبر «أنا لبناني» مشروعاً ترفيهياً بقدر ما يعتبرها مرآةً لمعاناة اللبنانيين، وبَوحاً بما يجول في خاطره.
بعد ضرباتٍ متتالية استهدفت الشارع الذي كان يقطن فيه والداه، تحوّل بيت العائلة إلى مجرّد ذكرى. يروي الأتات كذلك أن الخسارة لم تقتصر على المنزل، إذ إنّ الحرب سرقت شخصاً عزيزاً. «كان حسين سرحان بمثابة يدي اليمنى والمسؤول عن كل الأمور اللوجستية في مكتبي. قضى حسين بغارة إسرائيلية فيما كان نائماً في سريره. هو لا ينتمي إلى أي جهة حزبيّة، وكان مثالاً للطيبة والتفاني».
استمرّ البحث عن سرحان أياماً ليخرج بعدها جثةً من تحت الركام. حلّت الخسارة كصاعقة على الأتات: «لا شيء يعوّض عن شخص كنت أعتمد عليه كثيراً وأحبّه كأخ».
الفنان مواطنٌ كذلك، والجميع سواسية أمام ظلم الحرب ودمارها. من منزله المتاخم لمناطق القصف في بيروت، انتقل الأتات وعائلته شمالاً، ليختبر هو كذلك تجربة النزوح. «فتح لنا أهل مدينة البترون أبوابهم وقلوبهم واستقبلونا بحبّ». لكنّ البالَ لم يهدأ، لا على البيت في العاصمة ولا على دار العائلة في طليا البقاعيّة، لا سيّما أن قسماً كبيراً من البقاع مسيّج بالنيران الإسرائيلية.
لكن الأتات، وعلى غرار الروح الإيجابية التي لطالما بثّها من خلال أغانيه، قرّر أن يتعامل مع الصدمات والخسائر الشخصية «بالتسليم لربّ العالمين، لأننا بالإيمان نستطيع تخطّي أي شيء»، وفق تعبيره. هو تسلّح كذلك بحبه للبنان، «بكل حبّة من ترابه وشبرٍ من أرضه».
هذه النقلة من الحزن إلى محاولة الفرح انعكست كذلك على أغنية «أنا لبناني» لحناً وكلاماً. فبعد المطلع المؤثّر بعباراته، ارتأى إسكندر والأتات البناء على لازمة أكثر إيجابيةً: «أنا لبناني وعينيّ شبعانة سلام وسحر وجمال وإبداع وأغاني». يردّ الأتات هذا المزيج من الأسى والتفاؤل إلى «صفة تميّز اللبنانيين وهي أنهم مهما زادت الصعوبات عليهم، يظلّون إيجابيين». يتلاقى وصفُه هذا مع الكلمات التي كتبها فارس إسكندر: «دخلك يا أرزة اضحكي ما بيلبق إلنا البكي... بإيدك بيروت أمسكي صوب شطوط الأمان». يختصر الأتات ما شعر به خلال تسجيل الأغنية بالقول إنه «رغم إيقاع الفرح، فإن الإحساس كان طالعاً من وجعٍ عميق».
منذ أشهر، توقّف الأتات وهو المعروف بأنه نجم الأفراح وحفلات الزفاف والسهرات الصيفيّة، عن المشاركة في أي حفل. أرخت الحرب بظلالها الثقيلة على النشاط الفني كما على المعنويّات، لكن ذلك لا يعني أنّ العمل سيبقى متوقفاً إلى ما لا نهاية. يقول إن «اللبناني أمثولة في الإيجابية والفرح وحُسن الذوق والثقافة، وما مرّ عليه من تدمير وأسى لا يعكس صورته الحقيقية». من هذا المنطلق، يتسلّح الأتات بالأمل ليعود إلى حراكه الإنتاجيّ مع دخول وقف إطلاق النار أيامه الأولى.
قيد التحضير حالياً 4 أغنيات تتنوّع ما بين رومانسيّ كلاسيكي وإيقاعيّ راقص. يرجّح الأتات أن تكون في طليعة الإصدارات، تلك التي تحمل بهجةً للناس «لأنّ هذا ما يحتاجونه بعد الحرب».
يعلّق الفنان الشاب آماله على وقف إطلاق النار ليقول: «لا يمكن أن يظلّ العمل متوقفاً إلى الأبد. هذا مصدر رزقنا نحن الفنانين. مثلُنا مثل أصحاب المطاعم، والنجّارين، والأطبّاء، والمدرّسين، وسائر أصحاب المهن... كلّهم يعملون ومن حقنا أن نعمل أيضاً». ويضيف: «من الطبيعي أن نصبر ونتوارى قليلاً خلال فترة الأسى، لكن لا بدّ من عودة».
مستلهماً كلام أغنيته الجديدة «نقفّل عالحرب بـقفل شاب وختيارة وطفل نرجع نبني ونحتفل ونغنّي للبنان»، يصبّ الأتات آماله على أن «يظلّل الأمان والسلام فترة أعياد نهاية السنة»، مضيفاً أن الهدية بالنسبة إليه ستكون إحياء حفل ليلة رأس السنة في بيروت، ليزرع فيها الفرح بين ناسه وأهله كما جرت العادة.