تألق تشيلسي هجومياً من دون لوكاكو يضع أغلى لاعب في تاريخه تحت الضغط

الفريق الإنجليزي في وضع جيد لبلوغ ربع نهائي دوري الأبطال... وهدف فلاهوفيتش «السريع» يمنح مواجهة الإياب بين يوفنتوس وفياريال مزيداً من التشويق

هافيرتز مهاجم تشيلسي (رقم 29 الثاني من اليسار) يسجل برأسه في مرمى ليل (أ.ب)
هافيرتز مهاجم تشيلسي (رقم 29 الثاني من اليسار) يسجل برأسه في مرمى ليل (أ.ب)
TT

تألق تشيلسي هجومياً من دون لوكاكو يضع أغلى لاعب في تاريخه تحت الضغط

هافيرتز مهاجم تشيلسي (رقم 29 الثاني من اليسار) يسجل برأسه في مرمى ليل (أ.ب)
هافيرتز مهاجم تشيلسي (رقم 29 الثاني من اليسار) يسجل برأسه في مرمى ليل (أ.ب)

قطع تشيلسي الإنجليزي حامل اللقب خطوة كبيرة نحو بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بفوزه الصريح على ليل الفرنسي 2 - صفر بذهاب ثمن النهائي، في حين سيكون التشويق سيد الموقف بين فياريال الإسباني ويوفنتوس الإيطالي إيابا بعد تعادلهما على ملعب الأول 1 - 1.
واستعاد تشيلسي بعضا من سلاسته الهجومية أمام ليل، في مباراة كان لب الحديث بين الجماهير في استاد ستامفورد بريدج يتعلق بالمهاجم الذي لم يلعب أكثر من الذين شاركوا.
ونظراً لتراجع مستواه في الآونة الأخيرة، ارتأى مدرب تشيلسي الألماني توماس توخيل عدم إشراك مهاجمه البلجيكي روميلو لوكاكو أساسيا ودفع بدلاً منه بالألماني كاي هافيرتز في مركز قلب الهجوم، على أن يسانده على الأطراف المغربي حكيم زياش والأميركي كريستيان بوليسيتش.
وعانى لوكاكو منذ عودته إلى صفوف تشيلسي في صفقة ضخمة بلغت 131 مليون دولار مطلع الموسم الحالي قادماً من إنتر الإيطالي، فلم يسجل سوى 5 أهداف في 17 مباراة في الدوري المحلي.
وأشارت إحصائية إلى أن لوكاكو لمس الكرة سبع مرات فقط بينها ركلة البداية في مباراة فريقه ضد كريستال بالاس السبت الماضي في الدوري المحلي التي انتهت بفوز صعب لفريقه 1 - صفر، وهو أدنى نسبة للاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ موسم 2003 - 2004.
وأضاف هذا الرقم القياسي غير المرغوب فيه المزيد من التساؤلات حول دور المهاجم البلجيكي في تشكيلة المدرب توخيل والمدعو لمواجهة من العيار الثقيل أمام ليفربول يوم الأحد المقبل في نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية. وسجل هافيرتز وبوليسيتش هدفي تشيلسي في ظل أداء هجومي جيد للفريق قد يشير إلى ما يمكن توقعه لمباراة ليفربول المقررة على ملعب ويمبلي.
وسجل لوكاكو 24 هدفا في الدوري وقدم 11 تمريرة حاسمة مع إنترميلان الموسم الماضي ليساعده على الفوز بالدوري الإيطالي، لكنه بعد أن بدأ الموسم الحالي بطريقة جيدة في فترته الثانية باستاد ستامفورد بريدج بعد انتقاله إلى لندن في أغسطس (آب) وتسجيله ثلاثة أهداف في أول ثلاث مباريات، توقف فجأة، وأصبح مثل ظل لما كان عليه سابقا، وتوقف رصيده عند هدفين فقط في الدوري منذ ذلك الحين. وعمقت تعليقاته في مقابلة تلفزيونية، والتي قال فيها إن أسلوب توخيل لا يلائمه، من الإحساس بأن لوكاكو ليس اللاعب المناسب لتشيلسي. وقال توخيل عقب الفوز على ليل: «لوكاكو بحاجة إلى راحة بعد مشاركته أساسيا في العديد من المباريات مؤخرا. أمام ليل كان التركيز على الشراسة، وعلى تقديم مباراة عالية السرعة وبذل الكثير من الجهد دون كرة. واجه لوكاكو صعوبات في المباريات الأخيرة لتحقيق ذلك».
وأوضح توخيل: «كل مباراة تختلف عن غيرها. التركيز في هذه المباراة كان على الضغط والإيقاع السريع ولعب جماعي مكثف، شعرت بأن لوكاكو مجهد شيئا ما، ذهنيا وبدنيا، لكن ما زال لديه فرصة بالتأكيد للمشاركة أساسيا أمام ليفربول».
وسجل لوكاكو اثنين من أهداف تشيلسي الثلاثة في كأس العالم للأندية التي فاز الفريق اللندني بلقبها في أبوظبي في وقت سابق من الشهر الحالي. لكن الخطورة التي شكلها هافيرتز طيلة المباراة أمام ليل، ومعدل الجهد الذي بذله، يوحي بأن المهاجم الألماني ربما يتم تفضيله على لوكاكو عندما يلعب تشيلسي ضد ليفربول الأحد.
وقال هافيرتز عقب الفوز على ليل: «كنا ندرك أنها ستكون مباراة صعبة. لعبوا بشكل جيد وكان الشوط الأول معقداً بالنسبة لنا». وأضاف متحدثاً عن مباراة الإياب «لسنا سوى في الشوط الأول (من المواجهة) وعلينا أن نفوز بمباراة الإياب أيضاً. أبذل قصارى جهدي، حتى في الدوري، وبعض الأحيان يكون الحظ إلى جانبنا وأحياناً لا، أحاول المساعدة قدر المستطاع في كل مرة».
وفي مباراة ثانية فرض فياريال التعادل على يوفنتوس 1 - 1 في مباراة شهدت تسجيل مهاجم الأخير الصربي دوشان فلاهوفيتش هدفا بعد 33 ثانية من صافرة البداية.
وأدرك فياريال التعادل عبر دانيال باريخو في الدقيقة 66، تاركاً باب الاحتمالات مشرعاً على مصراعيه في الإياب في تورينو في 16 مارس (آذار) المقبل.
ويأمل يوفنتوس الذي سقط في فخ التعادل للمباراة الثالثة توالياً بعد أتالانتا وتورينو بالنتيجة ذاتها 1 - 1 في الدوري الإيطالي، أن يتخطى دور ثمن النهائي الذي سقط فيه الموسم الماضي أمام بورتو البرتغالي، فيما توج فياريال سجله بفوزه بكأس «يوروبا ليغ» بركلات الترجيح 11 - 10 على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وأشرك ماسيميليانو أليغري مدرب يوفنتوس مهاجمه فلاهوفيتش أساسيا في باكورة مبارياته في المسابقة القارية على الإطلاق، فكان ابن الـ22 عاماً والقادم من فيورنتينا مقابل صفقة قياسية في الميركاتو بلغت 70 مليون يورو، عند حسن ظن مدربه بتسجيله هدف السبق بعد 33 ثانية بعدما سيطر على الكرة بصدره داخل المنطقة خلال اندفاعه، ويستدير ويسدد بيمناه كرة أرضية في الزاوية المعاكسة للحارس الأرجنتيني غيرونيمو رولي. وهو ثاني أسرع هدف للاعب في مستهل مبارياته أوروبيا بعد الذي سجله الأوكراني يفهين كونوبليانكا لصالح إشبيلية الإسباني في 15 سبتمبر (أيلول) 2015 أمام بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، حيث سجل الهدف الثالث لفريقه بعد 19 ثانية من دخوله أرض الملعب في الدقيقة 83.
ويبقى أسرع هدف في دوري الأبطال باسم المهاجم الهولندي روي ماكاي بعد 10 ثوانٍ سجله لصالح فريقه بايرن ميونيخ الألماني في مرمى ريال مدريد الإسباني في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال موسم 2006 - 2007.
ودفع أليغري بالمهاجم الإسباني ألفارو موراتا إلى جانب فلاهوفيتش، بمساندة الجناحين الأميركي ويستون ماكيني والكولومبي خوان كوادرادو. فيما غاب الأرجنتيني باولو ديبالا والمدافع المخضرم جورجو كييليني للإصابة.
وعلق فلاهوفيتش على هدفه السريع بقوله: «التسجيل بعد مرور 33 ثانية! أمر رائع، لأنه كان من المثير أن أخوض أول مباراة لي في مسابقة دوري الأبطال. لكن لست سعيدا لأننا لم نفز لكننا قدمنا مباراة جيدة».
وأضاف «أحاول تطوير مستواي من مباراة إلى أخرى وأن أحافظ على تواضعي».
وقال موراتا متحدثا عن فلاهوفيتش: «إنه صغير جدا، وتمكن من التسجيل في أول ظهور له. هذا يوضح كل شيء عنه. يمكن للمرء أن يتخيل فقط المسيرة التي تنتظره. إنه لاعب غير عادي، ففي أسبوع واحد تأقلم تماما على وجوده بين زملائه الجدد. يبدو وكأنه كان معنا منذ شهور. نحن سعداء بوجوده».
وفي المقابل قال إيتيين كابو لاعب فياريال: «هناك مذاق حلو ومر في فمي، وأعتقد أننا كنا نستحق المزيد. إنها ليست نتيجة سيئة بسبب انتهاء قاعدة الهدف خارج الأرض. نحن واثقون من أنه يمكننا الذهاب إلى هناك وتحقيق النتيجة التي نحتاجها للتأهل».
وكان يمكن أن ينهي يوفنتوس المباراة بعشرة لاعبين بعد مخالفة عنيفة من أدريان رابيو ضد الجناح النيجيري صمويل تشوكويزي، لكن حكم الفيديو المساعد اتخذ قرارا مثيرا للجدل بالاكتفاء بالبطاقة الصفراء.
لكن يوفنتوس سيفتقد لاعب وسطه الدولي الأميركي ويستون ماكيني، 23 عاما، الذي خرج من اللقاء في الدقيقة 80 بعد تدخل للمدافع الأيمن لفياريال الدولي الإكوادوري برفيس إستوبينيان، وثبت لاحقا أنه أصيب بكسور في قدمه اليسرى.
وقالت متحدثة باسم نادي «السيدة العجوز» أمس: «خضع ماكيني للفحوصات الطبية وثبت أنه يعاني من عدة كسور في مشط القدم». وأوضحت وسائل إعلام إيطالية أن هذه الإصابة قد تبعده عن الملاعب لمدة شهرين على الأقل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».