«الاتحادية» ترجئ البت بدستورية فتح باب الترشح لرئاسة العراق

المحكمة الاتحادية ترجئ البت بالطعن (واع)
المحكمة الاتحادية ترجئ البت بالطعن (واع)
TT

«الاتحادية» ترجئ البت بدستورية فتح باب الترشح لرئاسة العراق

المحكمة الاتحادية ترجئ البت بالطعن (واع)
المحكمة الاتحادية ترجئ البت بالطعن (واع)

أعلنت المحكمة الاتحادية العليا في العراق أمس (الأربعاء) تأجيل البت بالدعوى المقدمة ضد قرار رئاسة البرلمان العراقي فتح باب الترشح ثانية لمنصب رئيس الجمهورية بعد انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس. وكانت «الاتحادية» التي تتميز أحكامها بكونها «قاطعة وباتة وملزمة» لكافة السلطات عقدت أمس جلسة للفصل في دعويين قدمتا إليها بشأن دستورية فتح باب الترشح لمنصب رئيس البلاد من عدمه. لكنه وطبقاً للحيثيات التي استندت إليها في تأجيل البت بالدعوتين اللتين جرى توحيدهما في دعوى واحدة إلى الأول من شهر مارس (آذار) المقبل.
وكان غالبية الكتل السياسية الممثلة في البرلمان العراقي أعلنت مقاطعتها جلسة عقدت في السابع من فبراير (شباط) الماضي، وخصصت إحدى فقرتيها لانتخاب رئيس جمهورية جديد من بين 26 متنافساً كان أبرزهم الرئيس الحالي الدكتور برهم صالح مرشحاً عن «الاتحاد الوطني الكردستاني»، وهوشيار زيباري مرشحاً عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني». غير أن عدم حضور الكتل الكبيرة في البرلمان بمن فيها الكتل التي ينتمي إليها رئيس البرلمان محمد الحلبوسي (تحالف السيادة) والنائب الأول لرئيس البرلمان حاكم الزاملي (الكتلة الصدرية) والنائب الثاني لرئيس البرلمان شاخوان عبد الله (الحزب الديمقراطي الكردستاني) حال دون إكمال النصاب القانوني لانتخاب الرئيس.
فالنواب الذين حضروا الجلسة كان عددهم 58 نائباً وهم النواب المستقلون والمعارضون، بينما تحتاج جلسة انتخاب رئيس الجمهورية أغلبية الثلثين (220) نائباً من العدد الكلي لأعضاء البرلمان (329) نائباً.
وبسبب القرار الذي اتخذته المحكمة الاتحادية ببطلان ترشيح هوشيار زيباري بسبب اتهامه بملفات فساد وهدر بالمال العام أيام كان وزيراً للمالية ثم سحب البرلمان الأسبق الثقة منه (عام 2016)، فقد قررت رئاسة البرلمان فتح باب الترشح ولمدة ثلاثة أيام من أجل إتاحة الفرصة للحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، لترشيح شخص بديل لزيباري. وفيما عد العديد من خبراء القانون أن عملية فتح باب الترشيح ثانية لا يستند إلى أي مادة في الدستور، وبالتالي يعد باطلاً، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني رشح ريبير أحمد البارزاني، وزير داخلية إقليم كردستان، إلى منصب رئيس الجمهورية.
وحول الأسباب التي أدت إلى قيام المحكمة الاتحادية بتأجيل البت بدعوى الطعن المقدمة أمامها إلى الأول من الشهر المقبل، يقول الخبير القانوني أمير الدعمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «قرار قانوني وصحيح وكان متوقعاً أصلاً»، مبيناً أن «السبب في ذلك يعود إلى حاجتها إلى استكمال كافة الدفوع، بالإضافة إلى أنها وجهت سؤالاً إلى وكيل المدعى عليه (رئاسة البرلمان) فيما إذا كانت هناك سابقة في تأجيل انتخاب رئيس جهورية لو كانت العملية تجري في وقتها المحدد». وأوضح الدعمي أن وكيل المدعى عليه «طلب العودة إلى مرجعيته لكي يستطيع الإجابة على السؤال، الأمر الذي أدى بالمحكمة إلى تأجيل الدعوى إلى موعد هو في الحقيقة قريب في النهاية».
أما الخبير القانوني فيصل ريكان فيقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المحكمة الاتحادية لا تحتاج في الواقع إلى وقت طويل لإصدار قرار بالطعن المقدم بخصوص فتح باب الترشيح لأن الموضوع لا يحتاج إلا قراءة للنص الدستوري ثم إصدار القرار بموجبه بعد سماع الطاعن ثم اللائحة الجوابية للمطعون بإجرائه ثم يتم سماع آراء أعضاء المحكمة ثم التصويت».
وأوضح ريكان أن «موضوع الطعن هو الآخر لا يحتاج إلى تقديم أدلة وقرائن أو سماع شهود، وبالتالي فإنها لا تحتاج إلا لساعات للوصول إلى القرار». وبخلاف الدعمي فإن ريكان يرى أن «قرار المحكمة بتأجيل الدعوى إلى مطلع الشهر المقبل إنما هو قرار سياسي، حيث إن المحكمة تخشى أن يستمر الخلاف السياسي وقد لا يحصل نصاب الثلثين الذي يتطلبه انعقاد الجلسة المقررة لانتخاب رئيس الجمهورية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.