مصر تُكثف استعداداتها لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ

مدبولي شدد على توفير كافة الاحتياجات لمدينة شرم الشيخ

TT

مصر تُكثف استعداداتها لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ

ترأس رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أمس، اجتماع اللجنة العليا المعنية بالتحضير لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27)، لمتابعة الاستعدادات الجاري تنفيذها بمدينة شرم الشيخ، في إطار استضافة المدينة للمؤتمر.
وجدد مدبولي التأكيد على أهمية المتابعة المستمرة لما يتم تنفيذه من مشروعات، ضمن استعدادات شرم الشيخ لاستضافة المؤتمر، وتوفير كافة المتطلبات اللازمة لتنفيذ المشروعات التي من شأنها أن تسهم في ظهور المدينة في أبهى صورة لها، وبما يعكس قدرة وإمكانيات الدولة المصرية على تنظيم مثل هذه الأحداث والفعاليات العالمية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما التقى رئيس الوزراء بمحافظ جنوب سيناء، خالد فودة، الذي قدم استعراضاً لعدد من المشروعات الجاري تنفيذها بمدينة شرم الشيخ؛ مشيراً إلى تخصيص قطعتي أرض لتنفيذ محطتي طاقة شمسية، إلى جانب المحطة التي سيتم تنفيذها بقطاع نبق السياحي، والمحطة الأخرى الموجودة بالفعل، موضحاً أن بذلك يصبح عدد محطات الطاقة الشمسية بالمدينة 4 محطات، بإجمالي طاقة 20 ميغاواط، ومن المتوقع زيادة عدد المحطات خلال الفترة القادمة، لتغطية المدينة بـ160 ميغاواط.
وأشار المحافظ إلى أن جهود التوسع في إقامة محطات الطاقة الشمسية، شملت كذلك إقامة محطة أعلى مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ، ومن المقرر الانتهاء منها قريباً، لافتاً كذلك إلى جهود التعاون والتنسيق مع وزارتي البيئة والسياحة والآثار، والتي من بينها تنظيم ورش عمل بحضور المستثمرين ومالكي الفنادق، تحمل عنوان «معاً لنشر محطات الطاقة الشمسية الصغيرة في شرم الشيخ».
ونوه المحافظ إلى مشروعات النقل «صديق البيئة»، موضحاً أنه سيتم تأهيل مدينة شرم الشيخ لاستقبال السيارات الكهربائية، عبر تزويد جميع محطات الوقود بالمدينة بوحدات شحن السيارات الكهربائية، وتوقيعها على الخريطة باستخدام الـGIS، إلى جانب تزويد مواقف السيارات والأوتوبيسات العاملة بالمدينة، وكذا جراجات الفنادق، بوحدات شحن.
ولفت المحافظ إلى أن المشروعات تضمنت أيضاً إنشاء الحديقة المركزية بمدينة شرم الشيخ، والتي تم توقيع بروتوكول تعاون بشأنها مع وزارة البيئة، هذا إلى جانب مشروعات قطاع السفاري، وإنشاء قرية التراث البدوي بمنطقة الهجن، فضلاً عن تنفيذ المشروعات الخاصة بتفعيل الهوية البصرية بالمدينة.
كما استعرض المحافظ موقف المشروعات السياحية المتعثرة؛ سواء التابعة لهيئة التنمية السياحية، أو للمحافظة، وكذا نتائج عدد من الاجتماعات المتعلقة بهذا الشأن، والجهود المبذولة لدفع العمل بهذه المشروعات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.