حذف أغاني عمرو دياب من «يوتيوب» يثير جدلاً واسعاً

عمرو دياب (صفحته الرسمية على فيسبوك)
عمرو دياب (صفحته الرسمية على فيسبوك)
TT

حذف أغاني عمرو دياب من «يوتيوب» يثير جدلاً واسعاً

عمرو دياب (صفحته الرسمية على فيسبوك)
عمرو دياب (صفحته الرسمية على فيسبوك)

أثار حذف الكثير من أغاني الفنان المصري عمرو دياب، عبر قناته الرسمية على موقع «يوتيوب»، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، في مصر وتساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الإجراء، الذي وصُف بـأنه «مفاجئ».
ووفق مصادر مقربة من دياب، فإن «شركة ناي المملوكة له وصاحبة الحقوق الحصرية لأغانيه، تعاقدت بالفعل مع تطبيق رقمي جديد، لإعادة عرض كل أغانيه، بحسب ما نقلته صحف ومواقع عربية.
ومن أبرز الألبومات التي حذفها دياب «أحلى وأحلى، معدي الناس، كل حياتي، يا أنا يا لأ» وغيرها من الأغاني.
وترك دياب لمتابعي قناته على «يوتيوب» مقاطع من حفلاته فقط، وبعض الإعلانات، والأغاني القديمة التي لم تنتجها شركة «ناي» المملوكة له.
ويطل دياب على جمهوره غداً الخميس عبر حفل غنائي بالعاصمة السعودية الرياض بمسرح أبو بكر سالم.
وفي الثاني عشر من شهر فبراير (شباط) الحالي أعلن دياب خلال حفله الكبير، الذي أحياه بمركز المنارة (شرق القاهرة) عن عودة التعاون مجدداً بينه وبين المطرب والموسيقار المصري حميد الشاعري بعد مرور أكثر من 20 عاماً على آخر تعاون بينهما عبر ألبوم «قمرين» لـ«الهضبة».
واستقبل الوسط الغنائي المصري الخبر بتفاؤل لافت، لا سيما أن حميد الشاعري ملحن معروف وله العديد من الأغنيات التي قام بتلحينها وتوزيعها لكبار المطربين والتي ساهمت في نجاحهم بقوة خلال العقود الأخيرة، حيث جمعت بينه وبين «الهضبة» عمرو دياب نحو 53 أغنية في 8 ألبومات.
يذكر أن عمرو دياب، بدأ مشواره الفني عام 1983 عبر طرحه أول ألبوماته الغنائية «يا طريق»، وفي العام التالي صنع ثاني ألبوماته وهو «غني من قلبك»، وكانت البداية الأقوى مع حميد الشاعري عام 1988 في ألبوم «ميّال» وعام 1989 في ألبوم «شوقنا»، الذي حاز نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ثم توالت نجاحات «الهضبة» بألبومات مهمة رسخت لنجاحه وقدرته على التأقلم الموسيقي، من أهمها «عودوني» و«تملي معاك» و«معدي الناس» و«شفت الأيام» و«بناديك تعالى» و«وياه»، و«كمل كلامك» و«الليلة دي» وغيرها، وأطلق آخر ألبوماته في العام الماضي بعنوان «عيشني».
وتعرض «الهضبة» لموجة من الانتقادات قبيل نهاية العام الماضي، لظهوره في إعلان شركة سيارات، وُصف بأنه «مشجع على التحرش بالمرأة».
واعتذرت وقتئذ، شركة «ستروين»، في بيان رسمي نشرته على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي للجمهور المصري، ولكل من ساءه هذا المشهد، وقالت إنها «تحرص على مشاعر جميع المجتمعات في البلدان التي تعمل بها، ولا تتسامح مع التحرش بكافة أشكاله». وأعلنت عن سحب الإعلان.
وأثار إعلان عمرو دياب حالة من الجدل لتضمنه التقاط النجم عمرو دياب لصورة لفتاة كاد يصطدم بها بواسطة الكاميرا المدمجة الموجودة في مقدمة السيارة، وهو ما اعتبره رواد مواقع التواصل الاجتماعي «تشجيعاً على التحرش وانتهاك خصوصية الفتيات، وتصويرهم من دون موافقتهم».
وفي الوقت الذي سحبت فيه الشركة الإعلان واعتذرت عنه لم يصدر أي تصريح من الفنان عمرو دياب، وهو ما أثار حالة من الاستياء بين الجمهور، وسط تأكيد خبراء على مسؤولية الفنان الاجتماعية في تقييم خطواته وعدم الإقدام على تنفيذ عمل يسيء للمجتمع.



حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
TT

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

يُشكّل «مهرجان ضي للشباب العربي» الذي يُطلقه «أتيليه العرب للثقافة والفنون» في مصر كل عامين، تظاهرة ثقافية تحتفي بالمواهب العربية الشابة في الفنون التشكيلية، وتعكس عمق التعبير وتنوعه بين الفنانين المشاركين عن القضايا الجماعية والتجارب الذاتية.

وتشهد نسخته الخامسة التي انطلقت تحت شعار «بلا قيود»، وتستمر لشهر كامل في قاعات غاليري «ضي» بالقاهرة، مشاركة 320 فناناً من الشباب، يمثلون 11 دولة عربية هي مصر، والسعودية، والسودان، وسوريا، وفلسطين، والعراق، والأردن، واليمن، ولبنان، والعراق، وتونس.

تُقدم سلمى طلعت محروس لوحة بعنوان «روح» (الشرق الأوسط)

وبين أرجاء الغاليري وجدرانه تبرز مختلف أنواع الفنون البصرية، من الرسم والتصوير والحفر والطباعة والخزف والنحت. ومن خلال 500 عملٍ فني تتنوع موضوعاتها وتقنياتها وأساليبها واتجاهاتها.

ويحفل المهرجان في دورته الحالية بأعمال متنوعة ومميزة للشباب السعودي، تعكس إبداعهم في جميع ألوان الفن التشكيلي؛ ومنها عمل نحتي للفنان السعودي أنس حسن علوي عنوانه «السقوط».

«السقوط» عمل نحتي للتشكيلي السعودي أنس علوي (الشرق الأوسط)

يقول علوي لـ«الشرق الأوسط»: «استلهمت العمل من فكرة أن كلمَتي (حرام) و(حلال)، تبدآن بحرف الحاء، وهما كلمتان متضادتان، وبينهما مساحات شاسعة من الاختلاف».

ويتابع: «يُبرز العمل ما يقوم به الإنسان في وقتنا الراهن، فقد يُحرّم الحلال، ويُحلّل الحرام، من دون أن يكون مُدركاً أن ما يقوم به هو أمر خطير، وضد الدين».

ويضيف الفنان الشاب: «لكنه بعد الانتهاء من فعله هذا، قد يقع في دائرة الشكّ تجاه تصرّفه. وفي هذه المرحلة أردت أن أُجسّد تلك اللحظة التي يدخل إليها الإنسان في مرحلة التفكير والتشكيك في نفسه وفي أعماله، فيكون في مرحلة السقوط، أو مراجعة حكمه على الأمور».

وتأتي مشاركة الفنانة السعودية سمية سمير عشماوي في المهرجان من خلال لوحة تعبيرية من الأكريلك بعنوان «اجتماع العائلة»، لتعكس عبرها دفء المشاعر والروابط الأسرية في المجتمع السعودي.

عمل للتشكيلية السعودية سمية عشماوي (الشرق الأوسط)

وتقول سمية لـ«الشرق الأوسط»: «تُعدّ اللوحة تجسيداً لتجربة شخصية عزيزة على قلبي، وهي لقاء أسبوعي يجمع كل أفراد أسرتي، يلفّه الحب والمودة، ونحرص جميعاً على حضوره مهما كانت ظروف الدراسة والعمل، لنتبادل الأحاديث، ونتشاور في أمورنا، ونطمئن على بعضنا رغم انشغالنا».

ويُمثّل العمل النحتي «حزن» أول مشاركة للتشكيلية السعودية رويدا علي عبيد في معرض فني، والتمثال مصنوع من خامة البوليستر، ويستند على رخام. وعن العمل تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُعبّر التمثال عن لحظة حزن دفينة داخل الإنسان».

عمل نحتي للفنانة السعودية رويدا علي عبيد في الملتقى (الشرق الأوسط)

وتتابع رويدا: «لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام، وأن تستدرجك المواقف إلى البكاء، فتُخفي دموعك، وتبقى في حالة ثبات، هكذا يُعبّر عملي عن هذه الأحاسيس، وتلك اللحظات التي يعيشها المرء وحده، حتى يُشفى من ألمه وأوجاعه النفسية».

من جهته قال الناقد هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة «أتيليه العرب للثقافة والفنون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مهرجان الشباب العربي يمثّل خطوة مهمة في تشجيع الفنانين الشباب ودفعهم إلى الابتكار، وتقديم أفكارهم بلا قيود؛ وانطلاقاً من هذا الفكر قرّرت اللجنة المنظمة أن يكون موضوع المهرجان 2025 مفتوحاً من دون تحديد ثيمة معينة».

وأضاف قنديل: «اختارت لجنتا الفرز والتحكيم أكثر من ثلاثمائة عملٍ فني من بين ألفي عمل تقدّمت للمشاركة؛ لذا جاءت الأعمال حافلة بالتنوع والتميز، ووقع الاختيار على الإبداع الفني الأصيل والموهبة العالية».

ولفت قنديل إلى أن الجوائز ستُوزّع على فروع الفن التشكيلي من تصوير، ونحت، وغرافيك، وخزف، وتصوير فوتوغرافي وغيرها، وستُعلن خلال حفل خاص في موعد لاحق يحدده الأتيليه. مشيراً إلى أن هذه النسخة تتميّز بزخم كبير في المشاركة، وتطوّر مهم في المستوى الفني للشباب. ومن اللافت أيضاً في هذه النسخة، تناول الفنانين للقضية الفلسطينية ومعاناة سكان غزة من خلال أعمالهم، من دون اتفاق مسبق.

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

وبرؤية رومانسية قدّمت الفنانة المصرية الشابة نورهان إبراهيم علاجاً لصراعات العالم وأزماته الطاحنة، وهي التمسك بالحب وتوفير الطفولة السعيدة للأبناء، وذلك من خلال لوحتها الزيتية المشاركة بها في المهرجان، التي تغلب عليها أجواء السحر والدهشة وعالم الطفولة.

وتقول نورهان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «براءة الأطفال هي بذرة الإبداع التي ستعالج العالم كله»، وتتابع: «أحب الأطفال، وأتعلم كثيراً منهم. وأدركت أن معظم المشكلات التي تواجه العالم اليوم من الجرائم الصغيرة إلى الحروب الكبيرة والإرهاب والسجون الممتلئة لدينا، إنما هي نتيجة أن صانعي هذه الأحداث كانوا ذات يومٍ أطفالاً سُرقت منهم طفولتهم».

«بين أنياب الأحزان» هو عنوان لوحة التشكيلي الشاب أدهم محمد السيد، الذي يبرز تأثر الإنسان بالأجواء المحيطة به، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «حين يشعر المرء بالحزن، يبدأ في الاندماج مع الطبيعة الصامتة، ويتحوّلان إلى كيان واحد حزين. وحين يسيطر الاكتئاب على الإنسان ينجح في إخفائه تدريجياً».

لوحة للتشكيلية المصرية مروة جمال (الشرق الأوسط)

وتقدم مروة جمال 4 لوحات من الوسائط المتعددة، من أبرزها لوحة لبناية قديمة في حي شعبي بالقاهرة، كما تشارك مارلين ميشيل فخري المُعيدة في المعهد العالي للفنون التطبيقية بعملٍ خزفي، وتشارك عنان حسني كمال بعمل نحت خزفي ملون، في حين تقدّم سلمى طلعت محروس لوحة عنوانها «روح» تناقش فلسفة الحياة والرحيل وفق رؤيتها.