نيوم و«إكستريم إي»... معادلة مثالية للبيئة والطبيعة

أكثر من 80 قناة تلفزيونية نقلت المنافسات

نيوم لفتت أنظار عشاق السيارات الكهربائية بجمال طبيعتها المتنوعة (الشرق الأوسط)
نيوم لفتت أنظار عشاق السيارات الكهربائية بجمال طبيعتها المتنوعة (الشرق الأوسط)
TT

نيوم و«إكستريم إي»... معادلة مثالية للبيئة والطبيعة

نيوم لفتت أنظار عشاق السيارات الكهربائية بجمال طبيعتها المتنوعة (الشرق الأوسط)
نيوم لفتت أنظار عشاق السيارات الكهربائية بجمال طبيعتها المتنوعة (الشرق الأوسط)

هُناك في أقصى شمال غربي السعودية، تقع مدينة حالمة اقتبست اسمها من ثُنائية المستقبل «نيوم»، يقود حُلمها الكبير الرجل الثاني في البلاد، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء.
تملك نيوم قدرة هائلة في محيطها البشري الذي يحول الأحلام إلى واقع، عمل دؤوب لا يتوقف، تتغير معه ملامح المنطقة مع التقدم السريع للزمن، يساعدها جمال تضاريسها المتنوعة وجبالها ذات التقاسيم الآسرة وسهولها المترامية وشواطئها الساحرة.
هُناك في نيوم، توجهت أنظار خمس قارات نحو منطقة تحمل اسم «القارة الحمراء» نسبة إلى سهولها التي تكتسي اللون الأحمر، والتي اعتاد فيها أهالي مدينة تبوك قضاء بعض أوقاتهم في إجازة نهاية الأسبوع في فصل الشتاء بعيداً عن ضجيج المدينة التي عُرفت بتبوك الورد.
«إكستريم إي»، سباق القيم والمستقبل الذي يعيش مع الطبيعة، ويسعى لخدمتها دون إغفال جانب الترفيه، سباقات السيارات الكهربائية أو ما تعرف بصديقة البيئة، وجد تقاطعاً مع مدينة نيوم، مدينة المستقبل الآمن بالطاقة البديلة بالهواء المتجدد بالطبيعة ذات العلاقة التي يحترمها الإنسان ويتعايش معها، فتلك هي فلسفة مدينة المستقبل السعودية التي ترتكز عليها.
يتحدث الأمير خالد بن سلطان العبد الله الفيصل، رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، عن استضافة نيوم لسباق «إكستريم إي»، فيقول: «لدينا أشياء كثيرة في نيوم يمكن أن نقدمها»، قبل أن يوضح أن هناك سببين؛ لإقامة سباق «إكستريم إي» في مدينة المستقبل السعودية «نيوم»؛ الأول أن السعودية تستثمر في هذه المدينة الحالمة، ويضيف: «نريدها أن تكون مدينة ليس على غرار أي مدينة في العالم، نريدها أن تكون مدينة مستدامة للتقنية والصناعة وحلقة وصل». ويواصل: «الأمر الآخر: نيوم لديها تضاريس رائعة ورمال وجبال وشواطئ مختلفة».
«نيوم» تتمتع بالقيم نفسها التي نحملها في «إكستريم إي»، هكذا أكد إليخاندرو أغاغ، الرئيس التنفيذي ومؤسس سباقات «إكستريم إي»، في حديثه عن سبب إقامة هذا السباق في المدينة الحالمة، قبل أن يضيف: «نيوم» هي المكان المثالي والمناسب لإقامة السباقات الصديقة للبيئة.
واستمر أغاغ في حديثه عن العلاقة بين المدينة الحالمة وسباق المستقبل كما يهدف مسيروه، «نيوم هي مدينة المستقبل، فيها مبادئ الاستدامة والسيارات الكهربائية، ستؤمن بيئة للعيش متناغمة مع الطبيعة، أرى هذه الكثبان الرملية الجميلة، وأعتقد أن نيوم بتوفيرها للطاقة البديلة ستجعلنا نعيش في تناغم مع الطبيعة».
«أريد أن أصبح جزءاً من رسالة هذا السباق»، هكذا أجاب القطري ناصر العطية، المتوج ببطولة «رالي داكار السعودية» بنسختها الأخيرة عند سؤاله من «الشرق الأوسط»، عن سر توجهه للمشاركة في هذه النوعية من السباقات، بعد أن عُرف بكونه أحد أشهر متسابقي الراليات الصحراوية و«الكروس كانتري».
«سأعود بعد سنوات لأشاهد الشجرة التي زرعتها حينما تكبر»، كانت الإسبانية كريستين جامباولي زونكا، سائقة فريق «فيلوتشي رايسينغ»، ترتكز على عكازها بعد الحادث الذي تعرضت له في السباق، وأحدث لديها كسراً في قدمها، إلا أنها بدت سعيدة بتضاريس «نيوم»، وبالمؤشرات المستقبلية التي تحملها المدينة الحالمة.
زونكا أشارت لارتباطها بمدينة نيوم، بعد أن زرعت شجرة خلال حضورها لمنافسات «إكستريم إي»، وقالت: «زرعت شجرة ضمن مشروع زراعة الملايين من الأشجار هُنا، وسأعود بعد عدة سنوات لأشاهدها حينما تصبح هذه الشجرة كبيرة».
في نيوم، كانت أيام السباق مليئة بقيم المدينة والمنافسة؛ اهتمام بأدق تفاصيل المنافسة لجعله متناسقاً مع رسالة الصداقة مع البيئة والاستدامة، بدأ من وقود السيارات وطاقتها المستخدمة، مروراً باستخدام المتسابقين والمشاركين مواد متعددة الاستخدام للأكل يتم غسلها من قبلهم بعد الانتهاء من وجبات الطعام، وانتهاء بآلية التصويت المتبعة قبل السباق الختامي والخاص بمنح المتسابقين الذين خرجوا من المنافسة أصواتهم لزملائهم المتسابقين الخمسة في النهائي لتحديد أول المنطلقين، حيث تم استخدام الرمل داخل وعاء كدلالة على عدد الأصوات لكل متسابق.
نيوم و«إكستريم إي»، كانا مزيجاً من التناغم والرؤى المستقبلية للجانبين؛ نيوم تلك المدينة التي سخرت مقومات طبيعتها إلى مسرح للأحداث العالمية والرياضات، خطفت أنظار القنوات التلفزيونية إذ تم بث السباق على أكثر من 80 قناة موزعة على خمس قارات حول العالم.
من نيوم إلى لندن عملية نقل تلفزيوني لحدث يقع في قلب صحراء نيوم المدينة الحالمة، في حدث شارك في تغطيته الإعلامية قرابة 100 صحافي يمثلون مختلف وسائل الإعلام حول العالم مما يعكس الرسالة الأهم لاستضافة السعودية للأحداث الرياضية المتتالية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».