«النهضة» تخسر قضية ضد برلمانية اتهمتها بـ«الإرهاب»

نقص الطحين والدقيق ينذر بحلقة جديدة من الاضطرابات في تونس

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (رويترز)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (رويترز)
TT

«النهضة» تخسر قضية ضد برلمانية اتهمتها بـ«الإرهاب»

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (رويترز)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (رويترز)

قالت فاطمة المسدي، البرلمانية التونسية السابقة عن حركة نداء تونس، إن المحكمة الابتدائية بالعاصمة حكمت بالبراءة في القضية، التي رفعتها ضدها حركة النهضة، على خلفية تصريحاتها التي أكدت فيها تورط الحركة في ملف تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، وعلاقتها بالإرهاب، واتهامها بـ«الادعاء بالباطل».
وأعلنت المسدي أمس عن انتصارها في هذه القضية، التي رفعها ضدها راشد الغنوشي رئيس الحركة، والتي أثارت اهتمام الرأي العام قائلة: «هذه هي أول هزيمة قضائية لحركة النهضة... وهذا أول الانتصارات... وستليها انتصارات أخرى... تحيا تونس وتحيا 25 يوليو (تموز)».
في سياق متصل، أكدت المسدي، رئيسة اللجنة البرلمانية للتحقيق في شبكات تسفير الشبان التونسيين إلى بؤر التوتر، أنها قدمت وثائق تتعلق بهذه الشبكات إلى القضاء العسكري، الذي أحاله بدوره إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، في انتظار جلسة قضائية جديدة في 11 من أبريل (نيسان) المقبل.
وكانت المسدي قد اتهمت حركة النهضة بعرقلة عمل اللجنة، إثر رفضها الاستجابة لطلب الاستماع لشهادة بعض نواب البرلمان، الذين زاروا سوريا للحصول على معطيات ميدانية حول شبكات تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، والكشف عن الأطراف السياسية الداعمة لها على حد تعبيرها، مؤكدة أن تلك اللجنة البرلمانية لم تقدم تقريرها النهائي بسبب «إقبارها» في آخر دورة نيابية سنة 2019.على حد قولها.
من جهة ثانية، نفذ أمس موظفو كل البلديات التونسية إضراباً عن العمل، أمس، شمل الإضراب جميع البلديات والوكالات البلدية والروضات البلدية والمنشآت التابعة لها باستثناء مصالح المقابر ومواكب الدفن. ودعت جامعة البلديات التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) التونسيين إلى تجنب إلقاء الفضلات، تفادياً لتكدسها بالطرقات والأماكن العامة، إلى حين انتهاء الإضراب الذي سيتواصل اليوم أيضاً.
بدوره، قال أمس المجمع المهني للمخابز العصرية إنه سيبدأ اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر وزارة التجارة للمطالبة بحل أزمة التزود بمادتي الطحين والدقيق، مع تراجع كميات إنتاج الخبز.
وأوضح المجمع، الذي يتبع «كونفدرالية مؤسسات المواطنة» في تونس، وهو أحد التنظيمات الممثلة لرجال الأعمال بالقطاع الخاص، أنه يعاني من نقص مستمر في المواد الأولية منذ نحو ثلاثة أشهر، ما تسبب في تعطيل أنشطة عدة مخابز.
وتتواتر الطوابير الطويلة أمام المخابز في العاصمة، وعدة جهات أخرى، بسبب تقليص المخابز لدورات الإنتاج نتيجة النقص في المواد الأولوية، فيما تقلصت بشكل كبير عمليات تزويد الخبز للبقالين المنتشرين وسط الأحياء.
والخبز مادة أساسية على موائد الغذاء في بيوت التونسيين، وقد ارتبط تاريخياً بعدة اضطرابات اجتماعية عنيفة في البلاد كلما تعلق الأمر بزيادة في أسعاره، أو نقص في الإنتاج بالمخابز، أو فقدان المواد الأولية.
في غضون ذلك، أشادت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بالمجهودات المبذولة من قبل كافة الأطراف في حل قضية ما بات يعرف بـ«النفايات الإيطالية»، التي تم جلبها بطريقة غير قانونية، وكذلك بـ«جدية «الجانب الإيطالي في التعامل مع هذه القضية. ونجحت تونس في إقناع الجانب الإيطالي باستعادة 213 حاوية محملة بنفايات إيطالية استوردتها تونس على أساس أنها قابلة للتدوير، فاتضح أنها نفايات منزلية عادية غير قابلة للتدوير.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».