قاضٍ يميني لرئاسة لجنة التحقيق في «الغواصات»

TT
20

قاضٍ يميني لرئاسة لجنة التحقيق في «الغواصات»

أعلنت رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية استير حيوت، أمس (الأحد)، عن تشكيل لجنة التحقيق الرسمية لاكتشاف الفساد في قضية الغواصات، وذلك برئاسة رئيس المحكمة العليا الأسبق القاضي المتقاعد آشير غرونيس.
وتتألف اللجنة من خمسة أعضاء، هم، بالإضافة إلى غونيس، قاضٍ آخر سابق في المحكمة العليا، تسفي زيلبرتال، ومحافظة بنك إسرائيل السابقة، كرنيت فلوغ، وقائد سلاح البحرية الأسبق، أبراهام بن شوشان؛ والمسؤول السابق في سلاح الجو، يعقوب بورتمان.
والمعروف عن غرونيس أنه قاضٍ محافظ لا يؤيد تدخل القضاء النشط في الحياة السياسية. ولذلك فقد احتضنه اليمين وسن قانوناً خاصاً سُمي على اسمه، حتى يتلاءم وتعيينه لرئاسة المحكمة العليا (خلال السنوات 2012 - 2015).
وستحقق اللجنة حول الاتهامات بوجود فساد حول صفقة شراء ثلاث غواصات جديدة، من شركة بناء السفن الألمانية «تيسنغروب»، وشراء أربع سفن عسكرية لحراسة منصات الغاز في البحر، وسفينتين مضادتين للغواصات، جميعها من صنع «تيسنكروب»، في السنوات 2009 - 2016. وكذلك ستحقق بأداء المستوى السياسي وأداء المستوى المهني في الصفقات مع الشركة، وبمحاولة تم لجمها لنقل المسؤولية عن صيانة الغواصات من سلاح البحرية الإسرائيلي إلى حوض. وستحقق اللجنة في أي ظروف وافق رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، على بيع ألمانيا غواصات متطورة إلى مصر. وستكون هذه لجنة تحقيق رسمية ذات صلاحيات محكمة في استدعاء شهود واستجوابهم. وسيكون بمقدورها التوصية بمحاكمة مسؤولين، إذا توصلت إلى قناعة بأنهم متورطون في جناية فساد.
وجاء تشكيل هذه اللجنة تعبيراً عن التغيير في توجه الحكومة الحالية، بقيادة نفتالي بنيت، عن حكومة نتنياهو، فهذه الحكومة تضمّ عدداً من المسؤولين والأحزاب الذين يعتقدون أن هذه الصفقة انطوت على «أكبر وأخطر قضية فساد في تاريخ إسرائيل». وقال وزير الخارجية، يائير لبيد، أيضاً إن «صفقة الغواصات هي أخطر قضية فساد أمني في تاريخ إسرائيل». وأضاف: «وعدتُ بألا ألتزم الصمت أو أرتاح حتى يتم تشكيل اللجنة. ومن الضروري قلب كل حجر للوصول إلى الحقيقة».
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد قررت، الشهر الماضي، تشكيل لجنة تحقيق رسمية في قضية شراء الغواصات وغيرها من السفن الحربية. واعتبر اليمين المعارض هذا القرار كيدياً ضد الليكود، لأن الشرطة أنهت تحقيقاً في القضية، وبرَّأت نتنياهو من التهمة، ولكن الحكومة واليسار يريدون القضاء على نتنياهو فشكلوا هذه اللجنة. وفي إطار صد ادعاءات اليمين، اختارت رئيسة المحكمة العليا، إستير حيوت، قاضياً يمينياً معروفاً لرئاسة اللجنة.



مصر: ارتياح عقب حكم بالسجن المؤبد لـ«ثمانيني» أُدين بـ«هتك عرض» طفل

دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)
دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

مصر: ارتياح عقب حكم بالسجن المؤبد لـ«ثمانيني» أُدين بـ«هتك عرض» طفل

دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)
دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)

سادت حالة ارتياح في أوساط الرأي العام بمصر، الأربعاء، عقب الحكم بالسجن المؤبد (25 عاماً) على مسن «ثمانيني»، أُدين بـ«هتك عرض طفل بالقوة»، وهو حكم عدّه مراقبون «فريداً»، إذ صدر من أول جلسة لنظر القضية.

وتعود وقائع القضية، حسب التحقيقات التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، إلى يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، حين اتهم والد طفل (6 سنوات)، المشرف المالي بمدرسة «الكرمة» للغات في دمنهور بمحافظة البحيرة (78 عاماً)، بهتك عرض نجله أكثر من مرة، داخل المدرسة.

وتصدرت قضية الطفل الرأي العام على مدار الأيام الماضية، وسط حالة تعاطف كبير مع الطفل وعائلته، في حين تحوّلت أجواء التضامن إلى احتفاء بالحكم الذي صدر بسرعة غير متوقعة.

ومنذ الساعات الأولى لصباح الأربعاء، احتشد المئات في محيط محكمة جنايات دمنهور، قبل بدء الجلسة لدعم أسرة الضحية، وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما حضر الطفل مرتدياً قناع «سبايدر مان».

وتصدر وسم «#حكم_المؤبد» الترند في مصر بمجرد صدور الحكم، حيث عبّر خلاله البعض عن احتفائهم بالقضاء المصري الذي أنصف الطفل بسرعة، رغم محاولات الضغط على أهله، في حين تساءل آخرون عن مصير أطراف أخرى «متهمة» في القضية، في مقدمتهم مديرة المدرسة وإحدى العاملات، قيل إنهما «تسترتا» على المجرم.

وقال محامي الضحية عصام مهنا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأطراف الأخرى لم تكن ضمن المتهمين المحالين جنائياً للمحكمة، ومن ثم فالجزاء الذي ينتظرهم – حال ثبت تورطهم - إداري أو تأديبي»، مشيراً إلى أن «الأسرة لم توجه الاتهام خلال التحقيقات بشكل مباشر سوى للمشرف المالي و(العاملة) التي كانت تصطحبه إليه، لكن النيابة لم تُحل سوى الأول للمحكمة».

وكانت وزارة التربية والتعليم قد قالت، في بيان الاثنين، إن «مديرية التربية والتعليم بمحافظة البحيرة ستتخذ مع الممثل القانوني والجهة المالكة للمدرسة جميع الإجراءات القانونية فور صدور حكم نهائي في القضية».

وأرجع مهنا سرعة صدور الحكم من أول جلسة لكون «أوراق القضية مستوفاة أمام القاضي»، مشيراً إلى أنه «اعتمد على تقرير الطب الشرعي الذي أثبت حدوث اعتداء على الطفل، بالإضافة إلى شاهدة إثبات وهي (ندا الغزالي) ولية أمر في المدرسة».

وعبرت الشاهدة ندا الغزالي، وهي أيضاً صديقة أسرة الضحية، عن سعادتها الشديدة بالحكم خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» عقب صدوره، وقالت إنه بمثابة «انتصار للطفل وأسرته».

ووصف رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال في نقابة المحامين الدكتور أحمد مصيلحي، صدور الحكم من أول جلسة بالفريد والمهم في ظل اهتمام الرأي العام، وقال لـ«الشرق الأوسط»، بشأن الخطوات المقبلة في القضية: «سيطعن محامي المُدان على الحكم الصادر ضده، ومن ثم سيعاد النظر في القضية من جديد أمام محكمة الاستئناف في دمنهور، التي ستعيد التحقيق ودراسة القضية وكل الاحتمالات واردة».

ولا يبدي محامي الضحية عصام مهنا أي قلق من الاستئناف، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن تؤيد محكمة الاستئناف نفس الحكم، وتقرير الطب الشرعي يتحدث عن إمكانية حدوث انتهاك أكثر من مرة».

وكان تقرير الطب الشرعي قد أفاد بأن توقيع الكشف الطبي على الطفل أثبت إمكانية حدوث اعتداء جنسي على الطفل مرة أو أكثر من مرة، لكنه أشار إلى أنه «لا يعد وحده دليلاً جازماً على وقوع الجريمة».