الأزهر يرفض «تشكيك» إعلامي مصري في «المعراج»

TT

الأزهر يرفض «تشكيك» إعلامي مصري في «المعراج»

أثار «تشكيك» إعلامي مصري في «المعراج» حالة من الغضب في الأوساط المصرية، ما دعا الأزهر للرد بقوة، ورفض هذا «التشكيك»، مؤكداً أن «الإسراء والمعراج من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم المتواترة، الثابتة بنص القرآن الكريم في سورتي الإسراء والنجم، وبأحاديث السنة النبوية المطهرة في الصحيحين والسنن، والمسانيد ودواوين ومصنفات السنة، التي انعقد على ثبوت أدلتها، ووقوع أحداثها إجماع المسلمين في كل العصور، بما لا يدع مجالاً للتشكيك فيها أو تحريفها». فيما دعا المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر إلى «الابتعاد عن القضايا التي تثير فتنة في المجتمع».
وكان الإعلامي المصري، إبراهيم عيسى، قد ذكر في برنامجه «حديث القاهرة» بإحدى الفضائيات أن «المعراج قصة وهمية»، على حد قوله. كما تحدث عن أحد الخلفاء الراشدين بـ«صورة غير لائقة». وأكد الأزهر، أمس، أن «محاولات الطعن، التي وصفها بالبائسة، في صحابة الرسول والتشكيك في عدالتهم بعبارات لا تليق بمقام خير جيل من هذه الأمة جُرم محرم، وجرأة مستهجنة ومرفوضة، ودرب من التجاوز المستنكر».
وشدد الأزهر، في بيان لمركزه العالمي للفتوى الإلكترونية، على أن «كل ما ورد في القرآن الكريم، وسنة سيدنا النبي الثابتة من المسلمات، التي لا يقبل الخوض فيها مطلقاً، ولا يقبل تفصيل أحكامها وبيان فقهها من غير المتخصصين؛ سيما إذا كانوا من مروجي الأفكار التي تفتعل الأزمات، وتثير الفتن، وتفتقر إلى أبسط معايير العلم والمهنية والمصداقية، وتستثمر الأحداث في النيل من المقدسات الدينية، والطعن في الثوابت الإسلامية بصورة متكررة ممنهجة»، على حد وصف البيان. وقال وكيل الأزهر السابق، الدكتور عباس شومان، إنه «من الغريب وبعد مرور هذه القرون على إجماع علماء الأمة على حدثي الإسراء والمعراج، أن يظهر علينا بين الحين والحين مَن يشكك في هذين الحدثين أو أحدهما، ولا يمكن وصف المشكك في الإسراء أو المعراج إلا برفض ما نطق به القرآن الكريم».
من جهتها، ردّت دار الإفتاء المصرية على المشككين في رحلة «الإسراء والمعراج»، مؤكدة أن «المغالطات حولها تدور في اتجاهين: الأول هل حدثت هذه المعجزة؟ والثاني: متى حدثت؟». وقالت: «أما حدوثها فقد حدثت قطعاً؛ لأن القرآن أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال»، موضحة أن «تعيين رحلة الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب قد حكاه كثير من الأئمة، واختاره جماعة من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديماً وحديثاً، فضلاً عن أن تتابع الأمة على الاحتفال بذكراها في 27 يعد شاهداً على رجحان هذا القول، ودليلاً على قوته».
بدوره، أكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر أن «لجان الرصد بالمجلس بصدد إعداد تقرير بشأن ما أثير في برنامج (حديث القاهرة)، الذي يقدمه إبراهيم عيسى، تمهيداً للعرض على المجلس على الفور، قصد اتخاذ الإجراء القانوني حال وجود مخالفة للضوابط الإعلامية التي أصدرها المجلس». وطلب المجلس، في بيان، أمس، بـ«الابتعاد عن القضايا التي تثير فتنة في المجتمع، حيث ينص جانب المحتوى الديني على احترام الأديان السماوية وتعاليمها، وإبراز القيم الدينية فوق كل القيم الأخرى».
ودخل نواب في البرلمان المصري على خط أزمة حديث الإعلامي المصري، حيث تقدم النائب مصطفى بكري، أمس، بطلب لرئيس مجلس النواب المصري (البرلمان)، المستشار حنفي جبالي، لإلقاء بيان عاجل حول أحاديث الإعلامي عيسى. وقال إن «الإعلامي دأب على التشكيك في الثوابت الدينية، وإهانة رموز الدين، ونشر الادعاءات التي من شأنها إثارة الفتنة، وهو أمر من شأنه تعريض السلم والأمن لمخاطر متعددة»، مضيفاً أن «ما يبثه الإعلامي من خلال إحدى القنوات الفضائية، يُعد مخالفة صريحة لنصوص الدستور والقوانين، التي تحمي كيان المجتمع والأديان، وتحول دون إثارة الفتنة».
وشدد بكري، عبر حسابه على «تويتر»، على أن «ما حدث أمر يخرج تماماً عن الحق في حرية التعبير والتفكير، إلى التحريض على التشكيك في القرآن والسنة»، على حد وصفه.
ويأتي دخول الأزهر بقوة على ما أثاره الإعلامي المصري، بعد أيام من سجال صحافي وإعلامي تعلق بتصريحات أطلقها منذ سنوات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بشأن «ضرب الزوجات». ورأت منصات إعلامية تابعة للأزهر حينها أن التعاطي الإعلامي مع تلك التصريحات كان «مجتزأً وغير مهني»، على حد تعبيرها.
وأخيراً، عبّر «المجلس القومي للمرأة» في مصر عن «خالص الشكر والتقدير لشيخ الأزهر على تأكيده ضرورة إحياء فتوى (حق الكد والسعاية) من التراث الإسلامي؛ لحفظ حقوق المرأة العاملة التي بذلت جهداً في تنمية ثروة زوجها، خاصة في ظل المستجدات العصرية، التي أوجبت على المرأة النزول إلى سوق العمل، ومشاركة زوجها أعباء الحياة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».