أصبحت هيلاري كلينتون هدفاً منتظماً في الأخبار المسائية المحافظة، حيث باتت تدخلاتها في المهرجانات الانتخابية وظهورها العام أكثر تكراراً. فبعد سنوات من الابتعاد عن الأضواء نسبيّاً، بدأت السيدة الديمقراطية التي اقتربت من أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة أميركا، في العودة إلى الحياة سياسية. بعد محاولتين فاشلتين، هناك حديث عن ترشح آخر للرئاسة في عام 2024.
عادت وزيرة الخارجية السابقة إلى المسرح الوطني يوم الخميس عندما تحدثت في المؤتمر الديمقراطي لولاية نيويورك، ظاهرياً لدعم ترشيح كاثي هوشول لمنصب الحاكم. ما تبع ذلك لم يكن خطاباً لنيويورك، بل كان خطاباً للأمة - وكان موجهًا لعدو مألوف، وفقاً لتقرير لصحيفة «إندبندنت».
https://twitter.com/HillaryClinton/status/1494355260730753028?s=20&t=vIIvjCVI5kkNcarkLMxIhA
وقالت: «أعرف أن كثيراً منا كان يأمل في أن تبدأ هزيمة دونالد ترمب بمعالجة انقساماتنا، وربما، ربما فقط، سينكسر الجنون. ولكن الآن يجب أن يكون واضحاً لنا جميعا أن النضال من أجل الوحدة والديمقراطية لم ينتهِ بعد».
وتابعت: «الخلافات السياسية شيء طبيعي؛ فهي صحية. لكن فقدان الإحساس المشترك بالحقيقة والواقع نفسه شيء مختلف تماماً».
وكان ذلك تذكيراً آخر بأنها وحزبها يخوضان نفس المعركة منذ أكثر من خمس سنوات: كيفية التعامل مع التهديد الفريد الذي يمثله دونالد ترمب. ومن المفارقات أن رفض ترمب قبول خسارته أمام الرئيس جو بايدن، وترويجه لنظريات المؤامرة حول انتخابات مسروقة، هو ما أعاد كلينتون إلى المعركة، بحسب التقرير.
تأتي عودة كلينتون إلى الساحة الوطنية في وقت قاتم بالنسبة للديمقراطيين. من المتوقع أن يتعرض الحزب لهزيمة في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وانخفضت الموافقة على أداء بايدن عبر معظم المجموعات السكانية منذ سبتمبر (أيلول)، بالنظر إلى أن بايدن سيبلغ 82 عاماً عندما يأتي عام 2024، ووسط شكوك حول نائبته، كامالا هاريس، تساءل الكثيرون بصوت عالٍ عمَّن يمكنه التدخل لتولي الترشيح للرئاسة، إذا قرر بايدن عدم الترشح.
واقترح مقال رأي حديث في صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه إذا فقد الديمقراطيون سيطرتهم على الكونغرس في عام 2022، فإن كلينتون «يمكنها استخدام خسارة الحزب كأساس للترشح للرئاسة مرة أخرى، مما يمكنها من المطالبة بلقب (مرشحة التغيير)».
وفقاً للمقال الذي كتبه دوغلاس إي شوين وأندرو شتاين، «استنادًا إلى تصريحاتها العلنية الأخيرة، من الواضح أن كلينتون لا تعترف فقط بمنصبها كمرشح مستقبلي محتمل، بل تقوم أيضاً بإعداد عملية لمساعدتها على تقرير ما إذا كانت ستترشح للرئاسة مرة أخرى أم لا».
وقد لا يتم أخذ مثل هذه التوقعات على محمل الجد داخل الحزب، لكن عودة كلينتون للظهور تأتي في وقت يسوده نقاش حاد بين الوسطيين والتقدميين حول اتجاهها المستقبلي. وهذه معركة أخرى خاضتها كلينتون بنفسها عندما واجهت الشخصية التقدمية بيرني ساندرز كمرشح أيضاً في عام 2016.
ولم تقدم كلينتون أي مؤشر واضح على نيتها الترشح للرئاسة، حتى الآن. لكن عودتها أثارت جدلاً متجددًا حول دورها في السنوات القليلة المقبلة.