رئيس الوزراء النيوزيلندي لـ («الشرق الأوسط»): لدينا عمل مشترك مع الرياض ونتفق في كثير من الرؤى والأفكار

جون كي: ولينغتون تفتح أبوابها للسعوديين بلا حدود ونسبة الطلاب ارتفعت إلى 17 في المائة

جون كي رئيس الوزراء النيوزيلندي (تصوير: إقبال حسين)
جون كي رئيس الوزراء النيوزيلندي (تصوير: إقبال حسين)
TT

رئيس الوزراء النيوزيلندي لـ («الشرق الأوسط»): لدينا عمل مشترك مع الرياض ونتفق في كثير من الرؤى والأفكار

جون كي رئيس الوزراء النيوزيلندي (تصوير: إقبال حسين)
جون كي رئيس الوزراء النيوزيلندي (تصوير: إقبال حسين)

قال لـ«الشرق الأوسط»، جون كي رئيس الوزراء النيوزيلندي، إن علاقة بلاده مع السعودية تشهد كل يوم مزيدا من التعزيز في كل المجالات، مشيرا إلى أنه بحث مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا رغبة نيوزيلندية على مستوى القمة في تحقيق تكامل حقيقي في أوجه التعاون القائمة حاليا.
وأكد رئيس الوزراء النيوزيلندي، أنه بحث مع خادم الحرمين الشريفين مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، وسبل التعاطي معها، مبينا أن هناك توافقا في الرؤى والأفكار، ربما هي المفتاح الحقيقي لتعزيز العمل المشترك بشكل واسع جدا، والتي ستدفع به إلى أبعد مدى.
ولفت إلى أن ولينغتون على أهبة الاستعداد لتوسيع دائرة التعاون، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، بشكل أفضل مما هي عليه الآن، مبينا أن هناك علاقات تاريخية بين البلدين، تدعم مسيرة التعاون الذي حقق على نحو كبير ومقبول، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة، عملا مشتركا كبيرا مع السعودية.
وقال كي في مؤتمر صحافي عقده أمس بالسفارة النيوزيلندية بالرياض، إن بلاده تمنح الطلاب السعوديين فرصا كبيرة، من خلال الفوز بواحدة من الثماني منح دراسية في بلاده، لمدة تصل إلى أربعة أشهر مع تذاكر الذهاب والعودة من وإلى نيوزيلندا.
وأضاف كي: «إن عدد الطلاب السعوديين الدارسين في نيوزيلندا، ارتفع بنسبة 17 في المائة في عام 2014، مع وجود ما يقرب من 4 آلاف طالب سعودي، يدرسون حاليا في بلادي».
ونوه أن هناك الكثير من الطلاب السعوديين يدرسون في نيوزيلندا في مختلف التخصصات بشكل واسع، مشيرا إلى أن أغلبها ركز على الهندسة على اختلاف تخصصاتها، وإدارة الأعمال وتقنية المعلومات، وغيرها من المجالات مثل مراقبة حركة الطيران.
ولفت كي إلى أن نظام التعليم في نيوزيلندا يعتبر أحد أفضل الأنظمة التعليمية في العالم، مبينا أن السعودية تستثمر بشكل كبير في مستقبل قطاع التعليم، مشيرا إلى أن هذا القطاع أصبح سوقا ذات أهمية متزايدة لمنظمات التعليم الدولية في نيوزيلندا، مما يعني إمكانية جعلها من أهم مجالات التعاون في الاستثمار في الموارد البشرية.
ونوه كي إلى إطلاقه مسابقة خاصة بالتعليم بشكل رسمي، مبينا أن هذه المسابقة ترعاها ثماني جامعات ومعاهد تقنية نيوزيلندية، تشمل كلا من جامعة أوكلاند وكانتري ومعهد كرايستشيرش التقني، بالإضافة إلى جامعة ماسي ومعهد يونيتك ومعهد وايكاتو التقني ومعهد ولينغتون التقني، وجامعة أوتاغو.
يشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، استقبل جون كي رئيس وزراء نيوزيلندا في مكتبه بقصر اليمامة أمس، والوفد المرافق له، وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، وتطرق اللقاء إلى مستجدات الأحداث على المستويين الإقليمي والدولي.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.