ليبيا تستقطب 10 آلاف عامل فلسطيني

مسؤول: عقبات أمام توجيه الدعم الغربي لخزينة الحكومة

ليبيا تستقطب 10 آلاف عامل فلسطيني
TT

ليبيا تستقطب 10 آلاف عامل فلسطيني

ليبيا تستقطب 10 آلاف عامل فلسطيني

في محاولة لدعم وتقوية الاقتصاد الفلسطيني ورفد خزينة الحكومة، ماليا، وقعت السلطة مع ليبيا عدة اتفاقات. وأعلن وزير العمل الفلسطيني، نصري أبو جيش، أنه وقع مع وزير العمل والتأهيل الليبي، علي العابد الرضا، اتفاقية استقطاب العمالة لتوفير 10 آلاف فرصة عمل للفلسطينيين في ليبيا، وذلك على هامش الزيارة التي قام بها وفد فلسطيني ترأسه رئيس الوزراء محمد اشتية للجمهورية الليبية.
وأكد أبو جيش، أنه خلال زيارة ليبيا، تم توقيع خمس اتفاقيات بينها اتفاقية استقطاب العمالة، التي تهدف إلى تعزيز وتسهيل استقطاب العمالة بين البلدين، والعمل على وضع إطار قانوني للعمل في البلد المضيف، وتسهيل الحصول على فرصة عمل وتأشيرة لدولة ليبيا، وتم الاتفاق على توفير 10 آلاف فرصة عمل، لا سيما أن ليبيا تمر الآن بمرحلة إعادة البناء.
وتم الاتفاق كذلك على معاملة العامل الفلسطيني أسوة بالعامل الليبي، بجميع الحقوق «من حيث شروط وظروف بيئة العمل». وأكد أبو جيش، أنه سيتم تخصيص جزء كبير من فرص العمل لسكان قطاع غزة، وبحسبه، فإنه سيتم تنفيذ الاتفاقية خلال عامي 2022 و2023، وسيكون للقطاع الحكومي والقطاع الخاص تعاون مشترك في تنفيذها.
وشملت الاتفاقيات إلى جانب استقدام العمالة، إنشاء لجنة وزارية مشتركة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، وتعاونا سياسيا، واتفاقية حول جواز السفر الدبلوماسي.
في شأن آخر، قال مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني، أسطفان سلامة، إنه توجد عقبات أمام توجيه الدعم الأوروبي والأميركي لخزينة الحكومة، على الرغم من الوعود والتعهدات الأميركية بعودة المساعدات للشعب الفلسطيني، خلال الحوار الاقتصادي الفلسطيني الأمريكي الذي عقد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وبحسب سلامة، فإن العقبات التي تمنع الإدارة الأميركية الحالية من تقديم هذا الدعم، تتعلق بالقانون الأمريكي، أما التي تمنع الدول الأوروبية، فمتعلقة بالضغط الإسرائيلي وضط اللوبي هناك. وأكد أن ثمة جهودا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية، لاستعادة الدعم المالي، بهدف الخروج من الأزمة المالية الحالية. وأردف «الأزمة كبيرة مستمرة ونأمل بتجاوزها قريبا».
وكانت الولايات المتحدة، قد استأنفت دعم الفلسطينيين، على شكل هبات ومساعدات، لمؤسسات وتنفيذ مشاريع وليس لخزينة السلطة، وذلك في وقت تراجع فيه الدعم الأوروبي والعربي إلى أدنى حد. وتعاني السلطة من أزمة مالية منذ عدة شهور، تقول إنها الأسوأ منذ تأسيسها، بسبب خصم إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية وأزمة مرض فيروس كورونا وتراجع الدعم الخارجي.
وتدفع السلطة رواتب منقوصة لموظفيها منذ 3 شهور بسبب الأزمة الحالية، فيما تعمل على عدة اتجاهات للخروج من أزمتها، بما يشمل استعادة الدعم الأميركي والأوروبي والعربي، والضغط على إسرائيل بكل الطرق لوقف الاقتطاعات الضريبية إضافة إلى محاولة تحسين الجباية الداخلية والتقشف في المصاريف الحكومة.
وبحسب أرقام رسمية فلسطينية، تواجه الحكومة الفلسطينية عجزا شهريا بحدود 200 مليون شيقل، وهو عجز متراكم. وجاء هذا الوضع فيما لم تتجاوز المساعدات الخارجية طوال العام، 10 في المائة مما كان يصل في العادة إلى الخزينة الفلسطينية.
وأفادت بيانات أخيرة صادرة عن وزارة المالية الفلسطينية، بتراجع الدعم والمنح والمساعدات المالية المقدمة للخزينة العامة، بنسبة 89.6 في المائة بواقع 31.5 مليون دولار خلال الشهور الثمانية الأولى من 2021 ، مقابل الفترة المماثلة العام السابق، في الوقت الذي تقتطع فيه إسرائيل نحو 220 مليون شيقل من أموال المقاصة التي تبلغ 700 إلى 800 مليون شيقل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.