هل برامج كرة القدم ذكريات تاريخية رائعة أم عفا عليها الزمن؟

بعدما أصبح كل شيء «رقمياً» ومتاحاً على الهاتف مجاناً

برامج كرة القدم بين التكنولوجيا والاندثار (الشرق الأوسط)
برامج كرة القدم بين التكنولوجيا والاندثار (الشرق الأوسط)
TT

هل برامج كرة القدم ذكريات تاريخية رائعة أم عفا عليها الزمن؟

برامج كرة القدم بين التكنولوجيا والاندثار (الشرق الأوسط)
برامج كرة القدم بين التكنولوجيا والاندثار (الشرق الأوسط)

قمت مؤخراً بالانتقال من شقة إلى منزل به حديقة، لكن المنزل الجديد لم يكن به مكان لتخزين الكثير من الأشياء؛ لذلك كنت مجبراً على مواجهة مشكلة كانت تزعجني لسنوات - ماذا أفعل ببرامج كرة القدم القديمة؟ كان ينبغي أن تكون عملية التنظيف والتخلص من الأشياء القديمة سهلة نسبياً. لكن التخلص من المئات من برامج كرة القدم التي لا قيمة لها إلى حد كبير للمباريات التي شاهدتها من الملعب منذ أن كنت طفلاً سيكون أكثر صعوبة. فهل كنت سأشعر بالندم إذا لم أقم بشراء برنامج لمباراة ويلز الودية أمام جامايكا على ملعب «نينيان بارك» في مارس (آذار) 1998؟ بالطبع لا! لكن في عام 2022، وفي ظل المساحة المحدودة للمنزل الجديد وصعوبة اتخاذ القرارات، هل يمكنني التخلص من هذه البرامج؟ لا، هذا غير وارد؛ لأن التمسك بهذا البرنامج لهذه المدة الطويلة يجعل عمره الآن 24 عاماً، وهو ما يعني أنني أصبحت حارساً على جزء من تاريخ كرة القدم.
إنها مشكلة مستمرة، حيث أعلن نادي سوانزي سيتي في بداية هذا الموسم أن برامج يوم المباريات ستكون رقمية فقط، ويمكن الوصول إليها بسهولة على هاتفك ومجاناً. لكن هذا لا يحل المشكلة فيما يتعلق القيام به بالبرامج التي بحوزتي بالفعل. وفيما يتعلق ببرامج المباريات في موسم 2002 – 2003، والتي أريدها بالتأكيد، فقد كان فريقي المفضل سوانزي في طريقه للهبوط تقريباً من دوري الدرجة الثانية، وبالتالي فإنها تعد تذكاراً رائعاً بقدرتنا على التغلب على الصعوبات والتحديات والبقاء حتى الآن. وماذا عن برامج المباريات في السنوات التي قضيناها في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي بدأت في البداية في تجميعها لأنني كنت أعتقد أن فترة مشاركتنا في الدوري الإنجليزي الممتاز ستكون قصيرة للغاية؟ حسناً، بمجرد أن تبدأ في التفكير بهذا الشكل ينتهي بك الأمر بحصولك على 40 صفحة تذكارية من المباريات ضد ساوثهامبتون التي لا تتذكر حتى أنك شاهدتها من الملعب، ولن تتمكن من التخلص منها في حالة عدم مشاركة سوانزي سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى.
ثم هناك بالطبع برامج للمباريات التي لعبت قبل ولادتي - مثل مباراة الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي ضد بريستون على ملعب «فيلا بارك» في مارس عام 1964، والمجموعة الكاملة من برامج موسم 1977 - 1978 التي اشترتها لي أم أحد أصدقائي. وعلاوة على ذلك، فقد لاحظت للتو أن كل برنامج من هذه البرامج يوجد على صفحته الخلفية إعلان يقول «الفحم: صناعة كبيرة ذات مستقبل كبير»، وهو ما يجعل هذه البرامج وثائق للتاريخ الاجتماعي، بالإضافة إلى تاريخ كرة القدم، وبالتالي سوف أنقل هذه البرامج معي إلى المنزل الجديد! ربما يستطيع ابني التخلص من بعض الأشياء الخاصة به، أو تستطيع ابنتي إعادة النظر في دراجتها حتى يمكنني إيجاد مكان لتخزين هذه البرامج. وعندما بدأت الذهاب إلى مباريات كرة القدم لأول مرة، كان الأمر ممتعاً وحدثاً هائلاً، وكان شراء برنامج المباراة كهدية تذكارية يعد جزءاً كبيراً من أجواء اليوم. وفي عصر ما قبل الإنترنت، كان هذه البرامج تعد بمثابة أدلة مرجعية يمكن الاعتماد عليها بحيث يكون لها الكلمة الأخيرة في أي حجة.
لقد كانت هذه البرامج بمثابة تذكارات من تجاربي الأولى في حضور المباريات من الملعب، والمباريات التي ستبقى في الذاكرة بغض النظر عما حدث على أرض الملعب. لكن بمجرد أن تحضر مئات المباريات وتصبح شخصاً بالغاً ولديك سيارة ولوحة ملاحظات من الفلين في المطبخ، لن تكون هذه البرامج بالأهمية نفسها التي كانت عليها من قبل. وهل النظر إلى برنامجي الخاص بمباراة وست بروميتش ألبيون ضد سوانزي سيتي في الثاني من فبراير (شباط) 2016 «يبعث على السعادة»؟ في الحقيقة لا، على الرغم من فتح صفحة بشكل عشوائي ورؤية عبارة «نقاط ثمينة في الدوري الإنجليزي الممتاز في هذه المعركة بين صاحبي المركزين الرابع عشر والخامس عشر» جعلت دقات قلبي تدق بشكل أسرع قليلاً. ما أفعله في الواقع من خلال الاحتفاظ بهذه البرامج هو تخزين لحظات من الفرح للمستقبل. لا يزال عام 2016 يبدو حديثاً جداً، لكن طالما أنني احتفظت به لفترة كافية، سيبدو حديث توني بوليس لجماهير وست بروميتش ألبيون وهو يحثهم على «الوقوف وراء اللاعبين» غريباً بالنسبة لي، تماما مثل وصف الحكم، بو كارلسون، في برنامج مباراة ويلز ضد ألمانيا في يونيو (حزيران) عام 1991 بأنه «يعمل ككاتب في بنك في الحياة الحقيقية»!
كنت أقدم عرضاً على مسرح «سالفورد لوري» قبل فترة أعياد الميلاد، وأضاف أحد أفراد الجمهور اللطيف إلى مجموعتي من البرامج عدداً آخر من البرامج من خلال ترك بعض برامج مباريات فريق «ليانيلي آر إف سي» الويلزي للرغبي في فترة الستينات من القرن الماضي عند باب المسرح. وعلى عكس والدي، أنا لست من محبي الرغبي في حقيقة الأمر، كما أن ذاكرة والدي قد تضاءلت كثيراً في السنوات الأخيرة بسبب مرض باركنسون. وأثناء بحثنا في هذا الكنز الدفين لتشكيلة الفريق في العصر الذهبي لفريق «ليانيلي آر إف سي»، بالإضافة إلى بعض الإعلانات (مثل «هل تحتاج إلى إطارات؟ قم بزيارة ليانيلي للإطارات»)، أظهر والدي قدرة سهلة، وغير متوقعة، على تذكر كل لاعب شارك في مباريات النادي خلال سنوات مراهقته. لكنني في النهاية أتفهم تماماً لماذا قرر بعض الأندية نقل هذه الأشياء إلى الإنترنت. لقد أصبحت البرامج المطبوعة تبدو بالفعل وكأنها قديمة مثل الآلات الكاتبة التي كنا نستخدمها في الكتابة من قبل. لكن هناك أشياء معينة لا يمكنك فعلها باستخدام التطبيقات الإلكترونية!



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.