تقرير أممي يدين استهداف إسرائيل لمدارس ومنشآت أممية في غزة

السلطة الفلسطينية ترحب بالتقرير.. وحماس تنفي إخفاء أسلحة في المدارس

تقرير أممي يدين استهداف إسرائيل  لمدارس ومنشآت أممية في غزة
TT

تقرير أممي يدين استهداف إسرائيل لمدارس ومنشآت أممية في غزة

تقرير أممي يدين استهداف إسرائيل  لمدارس ومنشآت أممية في غزة

كشف تحقيق أجرته الأمم المتحدة عن أن إسرائيل أطلقت النار على سبع مدارس تابعة للأمم المتحدة خلال حرب غزة، عام 2014، وهو ما أدى إلى مقتل 44 فلسطينيا على الأقل كانوا قد احتموا ببعض هذه المواقع، بينما أخفى متشددون فلسطينيون أسلحة وأطلقوا النار من عدة مبانٍ خالية تابعة للأمم المتحدة. ورحب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس (الثلاثاء) بتقرير للأمم المتحدة حمّل إسرائيل مسؤولية قصف مدارس تديرها في قطاع غزة خلال هجومها الأخير صيف العام الماضي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في رسالة تقديم لملخص نتائج التحقيق أول من أمس (الاثنين): «أشجب مقتل 44 فلسطينيا على الأقل نتيجة الإجراءات الإسرائيلية، وإصابة 227 شخصا على الأقل في مبانٍ تابعة للأمم المتحدة استخدمت كملاجئ للطوارئ».
ويتابع: «أنا مستاء من أن الجماعات المتشددة الفلسطينية تعرض مدارس الأمم المتحدة للخطر من خلال استخدامها في إخفاء سلاحهم»، مضيفا أن مقاتلين فلسطينيين قد يكونوا استخدموا اثنتين من هذه المدارس لشن هجمات أو إطلاق نيران.
وقتل أكثر من 2100 فلسطيني، معظمهم مدنيون، خلال الصراع الذي دار في غزة خلال الفترة الممتدة بين يوليو (تموز) وأغسطس (آب). كما قتل 67 جنديا وستة مدنيين في إسرائيل بصواريخ وهجمات شنّتها حماس وغيرها من الجماعات المسلحة في غزة.
وقالت إسرائيل وحركة حماس، إنهما ستتعاونان مع التحقيق الذي بادر به بان كي مون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والذي يقوده الجنرال الهولندي، باتريك كامايرت.
وقال عمانوئيل ناهشون، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان رسمي، إن: «جميع الحوادث المذكورة في التقرير والمنسوبة إلى إسرائيل خضعت لفحص دقيق وفتحت تحقيقات جنائية متى ما كان ذلك لازما».
وأضاف أن «إسرائيل تبذل كل ما في جهدها من أجل تجنب إلحاق الأذى في المواقع الحساسة في مواجهة جماعات إرهابية ملتزمة ليس فقط باستهداف المدنيين، بل وأيضا باستخدام المدنيين الفلسطينيين ومنشآت الأمم المتحدة كدروع لهم».
وقال سامي أبو زهري، المتحدّث باسم حماس لوكالة «رويترز»: «إن الجماعة ستدرس بتمعن التقرير»، مضيفا أن الحركة ليست لديها معلومات بشأن إخفاء أسلحة في مدارس الأمم المتحدة.
وأضاف أبو زهري: «وفي ما يتعلق بالإشارة الواردة في التقرير حول وجود بعض الأسلحة في بعض المدارس البعيدة عن المناطق المستهدفة نحن (في حماس) ليس لدينا أي معلومات بهذا الشأن والحركة ستضع هذا التقرير بكل تفاصيله موضع الاهتمام والدراسة من طرف الجهات المختصة».
وتوصّل تحقيق الأمم المتحدة إلى أن ستا من المدارس السبع التي قصفتها إسرائيل كانت مخصصة لأن تكون ملاجئ طوارئ. وأما المدارس الثلاث التي استخدمها متشددون فلسطينيون في إخفاء أسلحة وفي بعض الحالات في شن هجمات فلم تكن تستخدم كملاجئ طوارئ. وأفاد التقرير بأن جميع إحداثيات مواقع منشآت الأمم المتحدة كانت متوفرة عند الوحدات الإسرائيلية على الأرض وأنها كانت واضحة وموضحة للعيان على الخرائط. كما أشارت لجنة التحقيق إلى أنه على الرغم من هذه الإجراءات فقد ضربت المنشآت التابعة للأمم المتحدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.