الكونغرس يعلن دعمه للأوكرانيين ويحث على إرسال مساعدات طارئة

TT

الكونغرس يعلن دعمه للأوكرانيين ويحث على إرسال مساعدات طارئة

أعربت القيادات الديمقراطية والجمهورية في مجلس الشيوخ عن دعمها للشعب الأوكراني، وأصدرت بياناً موحداً قالت فيه: «في هذه الساعة الحرجة، نرسل رسالة موحدة وداعمة للشعب الأوكراني، وتحذيرا موحدا وواضح لفلاديمير بوتين والكرملين». وهدد المشرعون في بيانهم روسيا بدفع ثمن باهظ «إذا ما استمر بوتين بالتصعيد في اعتدائه المستمر على سيادة أوكرانيا»، ملوحين باستعدادهم لدعم فوري لفرض عقوبات «قاسية وقوية وفعالة على روسيا إضافة إلى قيود قاسية على الصادرات إلى روسيا» وأضافوا «سوف نحث حلفاءنا وشركاءنا في أوروبا وحول العالم للانضمام إلينا».
وتعهد الديمقراطيون والجمهوريون بالاستمرار في دعم المساعدات الأمنية والاقتصادية والإنسانية لأوكرانيا «بوجه التصعيد الروسي»، كما حثوا الإدارة والحلفاء على التحرك سريعاً للحرص على حصول حكومة أوكرانيا على مساعدات طارئة للدفاع عن نفسها ضد «الغزو الروسي غير المشروع». ووصف المشرعون التحركات الروسية بـ«الخطر الأكبر للنظام العالمي منذ الحرب الباردة». ورغم شدة لهجة البيان، فإنه يبقى من دون أنياب نظراً للخلافات العميقة التي خيمت على ملف العقوبات في الكونغرس، فبعد مساعي الطرفين الديمقراطي والجمهوري الحثيثة لطرح مشروع قانون يفرض عقوبات قاسية وملزمة على بوتين، انسحب الجانب الجمهوري من هذه المساعي بسبب خلافات على طبيعة العقوبات وتوقيتها، فعمد إلى طرح نسخته الخاصة من العقوبات، التي شملت بوتين وداعميه. وأطلق الجمهوريون على مشروعهم اسم (نييت) أي (لا) باللغة الروسية وشمل «وقفاً فورياً لبناء خط أنابيب نورد ستريم 2 وعقوبات على المشروع في حال الغزو الروسي»، كما يفرض عقوبات على المصارف الروسية وعقوبات ثانوية على المصارف التي تتعامل معها، إضافة إلى عقوبات على داعمي بوتين. ويقدم المشروع 500 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا كما يخلق صندوقاً للدعم الأوكراني ويسرع من المراجعة التشريعية لمبيعات الأسلحة والمساعدات الأمنية لأوكرانيا. ويضاعف المشروع التمويل للتدريبات الأميركية العسكرية في أوروبا كما يزيد من تمويل جهود وزارة الخارجية لمواجهة المعلومات المغلوطة التي تنشرها روسيا.
وقد أثارت هذه الخطوة الجمهورية الأحادية غضب الديمقراطيين، لأنها تعني فعلياً القضاء على أي أمل بإقرار مشروع العقوبات، فقال السيناتور الديمقراطي بوب مننديز: «من المؤسف أن الجمهوريين قرروا اعتماد موقف حزبي بدلاً من العمل سوية للتوصل إلى تسوية بين الحزبين لإظهار جبهة موحدة بوجه بوتين ومساعيه لغزو أوكرانيا». وتابع مننديز محذراً: «رسائل الانقسام في واشنطن تلعب لمصلحة بوتين». واعتبر أن الوقت لم يفت بعد للتوصل إلى تسوية في الكونغرس لإقرار العقوبات على روسيا والتي وصفها بـ«أم كل العقوبات».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.