إشارات مصرية متتابعة بشأن تنافسية وأمن «قناة السويس»

رئيس الهيئة السابق قال إنه «لا غنى عنها»... والحكومة عددت قدراتها

إحدى السفن العابرة لقناة السويس (المركز الإعلامي لإدارة القناة)
إحدى السفن العابرة لقناة السويس (المركز الإعلامي لإدارة القناة)
TT

إشارات مصرية متتابعة بشأن تنافسية وأمن «قناة السويس»

إحدى السفن العابرة لقناة السويس (المركز الإعلامي لإدارة القناة)
إحدى السفن العابرة لقناة السويس (المركز الإعلامي لإدارة القناة)

كثفت مؤسسات ومسؤولون مصريون، من إشاراتهم المؤكدة لمكانة «قناة السويس» وقدرتها التنافسية وأمانها، بعد يومين من إفادة حكومية بأن الممر الملاحي للقناة حقق أعلى إيراد في تاريخه عن العام الماضي، قال الرئيس الأسبق للهيئة، ومستشار الرئيس المصري لمشروعات محور القناة، الفريق مهاب مميش، إنه «لا غنى» عن القناة كممر حيوي لحركة التجارة العالمية بالمقارنة مع مسارات أخرى، بينما زار الرئيس الحالي للهيئة الفريق، أسامة ربيع، الفرق العاملة بمشروع تطوير القطاع الجنوبي لها. وشدد مميش في تصريحات تلفزيونية لفضائية «تن» التي تُبث من مصر، على أن «قناة السويس كانت ولا تزال وستظل، أسرع وأقرب شريان للملاحة بين الشرق والغرب»، مضيفاً: «التنافسية مطلوبة، ومصر قادرة عليها، وتطور من قدرتها». وعدّد المسؤول المصري المشروعات الجارية في القناة وقال إن أعمال التطور والتوسعة «خفضت مدة العبور بممرها بنحو 50 في المائة، لتصل إلى 11 ساعة فقط». كما اعتبر أنه «لا وجه لمقارنة بين قناة السويس التي تعبرها نحو 80 سفينة يومياً بغيرها»، وعندما سئل مميش بشكل تفصيلي عن مسار «قناة الشمال» الروسية، قال إن «روسيا تبذل مجهوداً في تذويب الثلوج المحيطة لتحويلها إلى قناة تختصر نحو 40 في المائة من الوقت اللازم للعبور بين الشمال والجنوب، لكن ذلك سيستغرق تكلفة مادية وزمنية».
وأمس، أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن نسبة إنجاز الأعمال بمشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة بلغت 14 ف المائة بإجمالي معدلات تكريك قدرها 11 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه. وهذه ليست المرة الأولى التي تقلل فيها الهيئة أو مسؤولها من خطط لمشروعات منافسة، وفي فبراير (شباط) من العام الماضي، أصدرت الهيئة بياناً نادراً قالت إنه رد على ما وصفته بـ«المتداول في وسائل الإعلام» بشأن تأثير مشروع خط أنابيب (إيلات - عسقلان) على تنافسية قناة السويس، وقال إنها تنفي «تلك الادعاءات جملةً وتفصيلاً، وإن الحديث عن تأثير خط الأنابيب (إيلات - عسقلان) في حال إعادة تشغيله، على حركة تجارة البترول المارة بالقناة تم تداوله بصورة خاطئة ومجتزأة». وخط «إيلات - عسقلان» لنقل النفط تأسس في ستينات القرن الماضي، بغرض نقل النفط الإيراني (في عهد الشاه) من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط عبر إسرائيل، وفي عام 2017 قضت «لجنة برلمانية إسرائيلية باستمرار العمل سراً لشركة إسرائيلية جديدة تأسست لتحل محل الشركة التي أسّستها إسرائيل وإيران». وفي حين أقر مميش بتأثر حركة التجارة العالمية جراء جائحة كورونا، فإنه رأى أن «الهيئة (قناة السويس) تمكنت من الخروج من هذا الوضع، وأنه لا غنى عنها، وأنها أكثر ممر ملاحي آمن في العالم». وجاء تصريحات مميش بعد يومين تقريباً، من بيان معلوماتي موسع، أصدره المركز الإعلامي للحكومة المصرية، تضمن الإشارة إلى أن مصر حافظت على «التنافسية والمكانة المتميزة التي تتمتع بها قناة السويس على مستوى حركة التجارة العالمية، وذلك من خلال استراتيجية شاملة تهدف لتطوير القناة ومجراها الملاحي وجميع مرافقها وتعزيز قدراتها، ورفع كفاءتها وتقليل زمن عبور السفن العابرة، علاوة على زيادة عامل الأمان الملاحي بما يتلاءم مع تطور حركة التجارة في العالم».
كما أشار البيان إلى العمل على «تعظيم مكانتها (القناة) من معبر تجاري إلى مركز صناعي ولوجيستي عالمي في ظل مشروع تنمية محور قناة السويس، بالإضافة إلى ميكنة الخدمات المقدمة للخطوط الملاحية، ووضع مجموعة من الحوافز والسياسات التسويقية والتسعيرية المرنة، ليصاحب ذلك طفرة في معدل إيرادات القناة، وعدد السفن العابرة من خلالها».
واستعرض التقرير «تطور إيرادات قناة السويس». موضحاً أنها سجلت أعلى إيراد سنوي في تاريخها عام 2021 وذلك بـ6.3 مليار دولار، مقارنة بـ5.6 مليار دولار عام 2020، كما بلغ أعداد السفن المارة بالقناة 20.7 ألف سفينة عام 2021 بحمولة صافية 1270 مليون طن وهي «أعلى حمولة صافية في تاريخ القناة»، بحسب الإفادة الحكومية المصرية.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.