مواجهة «القرن» بين مايويذر وباكياو تعيد التوهج لرياضة الملاكمة

تذاكر النزال الأغلى بالتاريخ بيعت خلال 60 ثانية.. والمراقبون يتوقعون أن تصل أرباحها إلى مليار دولار

مواجهة «القرن» بين مايويذر وباكياو تعيد التوهج لرياضة الملاكمة
TT

مواجهة «القرن» بين مايويذر وباكياو تعيد التوهج لرياضة الملاكمة

مواجهة «القرن» بين مايويذر وباكياو تعيد التوهج لرياضة الملاكمة

شحبت رياضة الملاكمة من كثرة انتظار «مباراة القرن»، لكن معركة السبت المقبل في لاس فيغاس بين الأميركي فلويد مايويذر جونيور، والفلبيني ماني باكياو، قد تعيد توهجها بعد خيبات متلاحقة.
وبعد مداولات استمرت لسنوات سيتحول الحلم إلى حقيقة عندما يتواجه باكياو (36 عاما) مع مايويذر (38 عاما) في «مباراة قرن» جديدة تتطلع الآمال لأن تنسحب تسميتها على واقعها في أشهر حلبات لاس فيغاس.
ويتوقع المنظمون أن تجني المباراة أكبر عائدات في تاريخ اللعبة، وبما يصل لنحو مليار دولار، بينما سيحصل مايويذر على 180 مليون دولار، وباكياو على 120 مليون دولار.
ونفدت تذاكر المباراة البالغ عددها 16.800 ألف بعد طرحها بدقيقة واحدة مسجلة رقما قياسيا رغم أسعارها العالية، إذ بلغت أقل قيمة 1500 دولار لتذكرة الفئة الخامسة الخلفية، بينما تجاوز سعر تذكرة محيط الحلبة بالفئة الأولى 7500 دولار. واللافت أن أكثر ما بيع من هذه التذاكر أعيد طرحه مجددا من الأشخاص عبر مزايدات بوسائل الإنترنت، لتصل قيمة التذكرة من فئة 1500 دولار إلى نحو 10 آلاف دولار.
وكان مسوقو المباراة قد قاموا بتوزيع التذاكر إلى خمس فئات، الخامسة بقيمة 1500 دولار، والرابعة 2500، والثالثة 3500، والثانية 5000، والأولى 7500 دولار، وجنت الفئة الأولى وحدها 72 مليون دولار.
ويقول الملاكم الأميركي الأسطوري جورج فورمان الذي شارك في بعض «نزالات القرن»، وأحدها أمام العملاق محمد علي في كينشاسا عام 1974: «الملاكمة تعيش نهضة راهنا. أنا سعيد جدا لرياضتنا لأن هذا النزال سيكون رائعا ويلبي التوقعات الهائلة المثارة حوله».
ويتوقع أن يخطف نزال باكياو الذي يعد بمصاف الأسطورة في بلده، مع مايويذر الرياضي الأكثر دخلا في العالم، الأضواء من أي حدث آخر ليلة السبت المقبل، لأنها المواجهة التي انتظرها عالم الملاكمة منذ سنوات. ويحمل مايويذر في رصيده 47 فوزا نظيفا، 26 منها بالضربة القاضية، فيما فاز باكياو في 57 مباراة وهزم في خمس وتعادل مرتين.
ويعد مايويذر وباكياو من أفضل الملاكمين في جيلهما، وربما في التاريخ، وستكون المباراة حدثا فريدا بين الأميركي الذي لم يخسر مطلقا ويملك ثروة فاحشة تجعل منه مثالا للعجرفة، والفلبيني الذي يعد قدوة لشعب بأكمله بعد تخطيه صعوبات جمة في حياته.
لا يخفي فورمان توقعه الأفضلية لباكياو، معتبرا أنه سيتفوق بالنقاط، لكنه يقر بأن الفن النبيل يدين بالكثير إلى مايويذر الذي اعتبر نفسه منذ فترة وجيزة أفضل ملاكم في التاريخ. ويصر فورمان، بطل العالم السابق في الوزن الثقيل والفائز 76 مرة في 81 مباراة، أنه ومحمد علي قدما الكثير للعبة ولا يمكنهما بذل المزيد لمستقبل الملاكمة، وقال: «لقد عشنا أيام مجدنا، ومايويذر بمقدوره القيام بالكثير أيضا. فلندعه يتكلم كثيرا من أجل اللعبة».
واللافت أنه في إطار تطور اللعبة، تحوز «مباراة القرن» أهمية إضافية كونها لا تجمع فقط بين لاعبين من الوزن الثقيل، بل من الأوزان المتوسطة. ويضيف فورمان متأسفا: «لا توجد مواهب ثقيلة في الولايات المتحدة راهنا، لقد اختفت أو خطفتها رياضات أخرى مثل كرة السلة وكرة القدم الأميركية أو البيسبول».
ويقول الفرنسي جان كلود بوتييه، بطل أوروبا السابق للوزن المتوسط: «نفتقد للنجوم، للشخصيات، وللقاطرات. حتى الأوكراني فلاديمير كليتشكو، وهو بطل كبير، لا يتمتع بالكاريزما، فهو أخلاقي جدا... نحن بحاجة لملاكمين مثل الأميركي مايك تايسون». ويجب العودة إلى العقد الأخير من الألفية السابقة في حقبة مايك تايسون لتذكر الأجواء النارية والإثارة المحيطة بنزال مايويذر وباكياو.
بدأت رياضات قتالية أخرى تنافس الملاكمة في الولايات المتحدة على غرار «إم إم إيه» أو ألعاب حرة أخرى داخل الأقفاص. ويضيف بوتييه: «ينبغي أن تعيد الملاكمة جذب الشبان، سواء من اللاعبين أو الجماهير. يجب أن يوضع حد لاحتكار المسوقين الذي عرقلوا إقامة أبرز النزالات، بما فيها نزال باكياو ومايويذر حتى وقت قريب».
ويصف مايويذر نفسه بأنه «أفضل ملاكم في التاريخ» من دون التقليل من احترام الأسطورة محمد علي، وقال «علي كان أسطورة، أحترمه كثيرا وغيره من الأبطال السابقين، لكني كرست كل حياتي لهذه الرياضة. أعتقد أنني قدمت للملاكمة أكثر مما قدم محمد علي، من دون التقليل من احترامه». وتابع «لم يحرز علي ألقابا عالمية في أوزان مختلفة مثلي أنا. في عمر الثامنة والثلاثين لا أزال في قمة مستواي. أنا الأفضل في هذه المهنة. أعلم أنني سأنتقد لما أقوله، لكني لا أكترث لذلك». واستطرد مايويذر «لا يمكن لأحد أن يقنعني بأن شوغار راي روبنسون ومحمد علي كانا أفضل مني.. لا يمكن لأحد أن يغسل مخي لأنطق بذلك.. لكنني سأفعل شيئا واحدا سأرفع لهما القبعة لأنهما فتحا الطريق أمامي لأكون ملاكما».
وأعلن مايويذر أنه سينهي مسيرته في نهاية 2015، وسيخوض مباراة أخرى بعد مواجهة باكياو مع هدف البقاء من دون خسارة. ويعتبر محمد علي الملاكم الأفضل في التاريخ بالنسبة للكثيرين، فهو بطل الوزن الثقيل، كما حقق الفوز في 56 من أصل 61 مباراة خاضها في مسيرته. ويرى البعض الأخر أن راي روبنسون، بطل الوزن المتوسط، والذي توفي عام 1989، هو أحد أفضل الملاكمين في التاريخ بعد أن حقق 175 فوزا في 200 مباراة لعبها طوال مسيرته.
في المقابل تعامل الملاكم الفلبيني باكياو مع اللقاء بتواضع، وقال: «أريد أن أبعث لمايويذر برسالة مفادها أن الأمر ليس شخصيا على الإطلاق.. نحن نقوم بعملنا، وإذا تمكنت من التحدث معه عقب المباراة فأرغب أن نتشارك في الدعاء لله لأننا نحتاج إليه».
وأشار المتعهد بوب أروم، منسق المباراة، إلى أنه يلمح في باكياو الآن ذات الثقة التي تمتع بها قبل لقائه بالملاكم المخضرم أوسكار دي لا هويا عام 2008 عندما فاز عليه آنذاك بجدارة وهو لا يزال ملاكما يافعا. وقال أروم: «الناس كانوا يعتقدون أن أوسكار سيقتل باكياو، لكنني كنت أعرف أن باكياو لا يشعر فقط بأنه سيكون ندا، ولكن كان يشعر أيضا بقدرة كبيرة على تحقيق الفوز على أوسكار، وهذا هو عين ما ألمسه الآن».
وأكد فريدي روتس، مدرب باكياو، أنه ‎رأى جانبا إيجابيا كبيرا في ملاكمه، حيث قال «طريقة ماني في التعاطي مع الأمور في الوقت الراهن أصبحت مختلفة تماما.. لم أره قبل ذلك يعمل بهذا الجد الكبير.. أنا سعيد بهذا».
ودأب باكياو في الفترة الأخيرة على مشاهدة العديد من المقاطع المصورة لمنافسه الأميركي، وهو الأمر الذي لم يعتد على فعله قبل المباريات في الماضي، فيما أكد مدربه أن الملاكم الفلبيني أصبح يضرب بقوة أكبر عن ذي قبل.

 



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.