الآلاف يحتجون ضد قرارات الرئيس قيس سعيد وسط العاصمة تونس

 المحتجون يعترضون ضد التدابير الاستثانية وتجميد البرلمان وتعليق العمل بمعظم مواد الدستور (رويترز)
المحتجون يعترضون ضد التدابير الاستثانية وتجميد البرلمان وتعليق العمل بمعظم مواد الدستور (رويترز)
TT

الآلاف يحتجون ضد قرارات الرئيس قيس سعيد وسط العاصمة تونس

 المحتجون يعترضون ضد التدابير الاستثانية وتجميد البرلمان وتعليق العمل بمعظم مواد الدستور (رويترز)
المحتجون يعترضون ضد التدابير الاستثانية وتجميد البرلمان وتعليق العمل بمعظم مواد الدستور (رويترز)

تجمع آلاف أمام مدينة الثقافة بشارع محمد الخامس وسط العاصمة تونس، اليوم (الأحد)، للاحتجاج ضد قرارات الرئيس قيس سعيد.
تأتي الوقفة بدعوة من حركة تطلق على نفسها «مواطنون ضد الانقلاب» وتنسيقية لأحزاب معارضة تدعى «المبادرة الديمقراطية» وبدعم من حزب «حركة النهضة» التي حثت أنصارها على المشاركة بكثافة.
وردد المحتجون في الشارع: «يسقط يسقط الانقلاب»، و«حريات حريات دولة البوليس وفات (انتهت)».

وقال رضا بالحاج، العضو في «حركة مواطنون ضد الانقلاب»، في كلمة أمام المحتجين: «ارتكب سعيد عدة جرائم، الأولى كانت يوم 25 يوليو (تموز) بتجميد البرلمان وإطلاق محاكمات أمام القضاء العسكري، أمس ارتُكبت جريمة ثانية بإصدار مرسوم لحل المجلس الأعلى للقضاء حتى يغيّر القضاة كما يشاء ويزجّ بالناس في السجون ويصادر أموال رجال الأعمال باسم الصلح الجزائي».
وأضاف بالحاج: «قيس سعيد خطر على تونس، سعيد سيحاسَب والمجموعة من حوله ستحاسَب والانقلاب سيسقط».
وقال الحبيب بوعجيلة، العضو في حركة «مواطنون ضد الانقلاب»، في كلمة له: «تونس الديمقراطية فقط هي الضمان لاستقرار جيرانها». ويعترض المحتجون ضد التدابير الاستثنائية وتجميد البرلمان وتعليق العمل بمعظم مواد الدستور، كما يعترضون على خطوة الرئيس الأخيرة حل المجلس الأعلى للقضاء وتعيين هيئة وقتية بدلاً عنه عبر مرسوم رئاسي.

وقالت سميرة الشواشي، نائبة رئيس البرلمان المجمد، وسط التجمع: «قلنا منذ 25 يوليو إن الرئيس لن يكتفي بحل البرلمان وسيمرّ إلى باقي المؤسسات، ظنُّنا فيه تحقق ومرّ إلى السلطة القضائية، الانقلاب ليست فيه درجات إيجابية وسلبية هو لا يمكن إلا أن يكون مهدماً لمكسب أجمع عليه الشعب التونسي».
ويردد سعيد في خطاباته أنه يريد تصحيح مسار الثورة وتطهير البلاد والمؤسسات من الفساد والفوضى.
وعرض الرئيس خريطة طريق للإصلاحات السياسية تتضمن استشارة وطنية واستفتاءً شعبياً وانتخابات برلمانية نهاية العام الجاري لكن ليس هناك إجماع حول الخريطة. كما يتهم خصوم الرئيس بتدبيره انقلاباً على الدستور واحتكار السلطات.
ويطالب شركاء تونس في الخارج بإطلاق حوار وطني شامل من أجل التوافق حول الإصلاحات وحماية الانتقال الديمقراطي الذي بدأ عام 2011. وتتصاعد الأزمة السياسية في تونس في وقت تواجه فيه البلاد وضعاً اقتصادياً دقيقاً وضغوطاً من المؤسسات المالية الدولية للبدء في إصلاحات مؤلمة تطال الدعم والأجور والمؤسسات العمومية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.